مقتل طبيب الثورة السورية

الطبيب السوري إبراهيم عثمان - مصدر الصورة فيس بوك

 إبراهيم عثمان قتل بينما كان يحاول الفرار إلى تركيا (فيسبوك)

بوصفه مؤسسا لشبكة أطباء دمشق، وهي شبكة عيادات سرية تعالج المتظاهرين المصابين، كان إبراهيم عثمان بطل الانتفاضة السورية ضد نظام الرئيس بشار الأسد التي جعلته أيضا على رأس قائمة المطلوبين، كما قالت صحيفة التايمز البريطانية.

وعندما كان يحاول الطبيب البالغ من العمر 26 عاما الفرار إلى تركيا يوم السبت الماضي سقط صريعا برصاص القوات الحكومية. وانتشر شريط فيديو على الإنترنت تظهر فيه جثته وجواز سفره. وقال ناشط زميل له إن قوات الأمن قرب قرية خربة الجوز الحدودية فتحت النار على الحافلة الصغيرة التي كانت تقل عثمان ومنشقين آخرين.

وبعد إرغامه على ترك عمله في إحدى المستشفيات التي كانت تعالج المتظاهرين في وقت سابق من هذا العام، ساعد عثمان في إنشاء وحدات طبية سرية رغم علمه بأن هذا الأمر كان يشكل خطرا على حياته. وقال حينها في مقابلة مع محطة سي أن أن الأميركية "هذا غير قانوني لكن هذه هي الطريقة الوحيدة لعلاج المتظاهرين المصابين.. فهم يخاطرون بحياتهم أيضا".

ووفقا لإحدى الشبكات الإعلامية بلغ عدد المصابين 18600 منذ بدء المظاهرات في سوريا في مارس/آذار الماضي، وقدرت الأمم المتحدة عدد القتلى بـ5000 شخص. وتُتهم الحكومة باعتقال أو قتل المتظاهرين المصابين وتهديد العاملين بالمستشفيات من معالجتهم. ويشير الأطباء والنشطاء إلى أن التهديد المتزايد للأطباء يعني أنهم أقل قدرة على علاج الجرحى وأن الأمر يزداد صعوبة لإرسال المواد الطبية عبر الحدود.

وقال طبيب آخر اسمه أبو حمزة من حماة كان قد أنشأ عيادة سرية في سوريا قبل فراره إلى أنطاكيا في أكتوبر/تشرين الأول، إن الشرطة كانت تغير على عنابر المستشفيات الخاصة حيث كان يعمل باحثا عن المتظاهرين المصابين. وأضاف أنه رحل بعد أن اقتحمت قوات الأمن منزله وأبلغت زوجته أنهم سيقتلوه إذا وجدوه.

واستطرد أبو حمزة "كنا نواجه ضغطا هائلا وأعدادا غفيرة من الجرحى ولم نستطع معالجة الجميع. وكان الناس داخل سوريا يمدوننا باللوازم الطبية لكنها كانت تكفي بالكاد". وكانت جراحات المصابين تميزهم كمتظاهرين وتجعلهم عرضة للاعتقال.

ومما يذكره أصدقاء وزملاء الطبيب إبراهيم عثمان أنه كان شديد البأس والثبات تحت وابل النيران، وأن "هذا البطل كرس حياته للقسم الذي أداه وأنقذ أرواحا ثم رحل عنا بجرح لم يندمل".

المصدر : تايمز