عراقيل أميركا لبرنامج إيران النووي

An image grab taken from Iran's English-language official Press TV station shows the body of an Iranian university lecturer killed in a remote-controlled bomb blast outside his Tehran residence being carried onto a stretcher at the scene of the explosion in the Iranian capital on Janauary 12, 2010.

مقتل أحد علماء الفيزياء الإيرانيين بتفجير في طهران العام الماضي (الفرنسية)

قالت صحيفة نيويورك تايمز إن إيران قد تكون أكبر اختبار لإدارة الرئيس باراك أوباما في تركيزها على تقنيات غير مكلفة لتفادي تكاليف حرب كبيرة، وأشارت إلى أن اغتيالات غامضة استهدفت علماء نوويين واستخدام فيروس "ستكسنت" أدت إلى تعطيل نمو البرنامج النووي الإيراني بنحو سنة أو سنتين، مما يعني أن الهجمات لم تتوقف.

وأوضحت الصحيفة أن الرفض الإيراني جعل كثيرين يرون غيوم الحرب تتجمع في الأفق، وأن الكشف عن "مؤامرة محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن" ليس سوى قمة جبل الجليد، وهو ما جعل المسؤولين الأميركيين يعتقدون أن مقتل السفير السعودي في باكستان هذه السنة كان عملية اغتيال، وأنه جزء من سلسلة مؤامرات ينفذها فيلق القدس من اليمن وحتى أميركا الجنوبية.

وقالت الصحيفة إن اعتراف الإدارة الأميركية بنجاح إيران في الحصول على سلاح نووي يعني الاعتراف بالفشل، فكل من الرئيس السابق جورج بوش والحالي باراك أوباما تعهدا بمنع إيران من الحصول على تقنيات نووية عسكرية.

كما أن الإسرائيليين أكدوا منذ وقت طويل أن اقتراب إيران من تصنيع سلاح نووي يعني أن ضرب مواقعها النووية عمل مبرر، وقد نقلت تقارير إسرائيلية الأسبوع الماضي أن حكومة بنيامين نتنياهو ناقشت تنفيذ هجوم وقائي.

الرفض الإيراني جعل كثيرين يرون غيوم الحرب تتجمع في الأفق

وأكدت الصحيفة أن الأمر بالنسبة لنتنياهو وأعضاء حكومته هو أن إيران تعيد أزمة عام 1939، وهي أزمة وجود اليهود، وقال مسؤول إسرائيلي إن نتنياهو عندما يتحدث عن أزمة الوجود فهو يعتقد أن الأمر لديه يشبه اعتقاد أميركا أن ألمانيا النازية تملك سلاحا نوويا.

وأوضحت الصحيفة أن الإسرائيليين قلقين من أن شعور إيران بالعزلة بسبب العقوبات وتهديدات الربيع العربي، يجعلها تسرع في صنع قنبلة نووية باعتبارها السبيل الوحيد لاستعادة مكانتها كصاحبة أكبر قوة مؤثرة في الشرق الأوسط، ويعزز مصير العقيد الليبي معمر القذافي تعزيز هذا الدافع.

وقد صرح وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك -في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي- قائلا "ينبغي للمرء أن يسأل: هل كانت أوروبا ستتدخل في ليبيا لو كان القذافي يمتلك أسلحة نووية؟"، وهل كانت أميركا قادرة على إسقاط صدام حسين لو كانت لديه أسلحة نووية؟"

وقالت الصحيفة إن كثيرين داخل إدارة أوباما يشبهون الخطر الإيراني بالوضع عام 1949 عندما أجرى السوفيات أولى تجاربهم الذرية، لكن تم احتواء السوفيات في الأخير بعد أزمات أبرزها أزمة الصواريخ الكوبية، وداخل البنتاغون ومجلس الأمن القوم، هناك عمل غير معلن يشبه وجود إستراتيجية احتواء موازية لإيران.

وأضافت الصحيفة أن العناصر الأولى واضحة، وهي البطاريات المضادة للصواريخ التي ثبتتها الولايات المتحدة على أراضي حلفائها العرب، وخطة البنتاغون الجديدة لوضع المزيد من السفن والبطاريات المضادة للصواريخ في الخليج العربي، وذلك بالتعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي.

وقالت الصحيفة إنه بينما تؤكد واشنطن أن "الضربة العسكرية لا تستحق مخاطر الحرب"، فإن إسرائيل ترى "عدم وجود خيار آخر، وأنها آخر فرصة".

أما صحيفة أوبزرفر فقالت في افتتاحيتها إن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية المرتقب هذا الأسبوع يتهم إيران بالسعي لصناعة سلاح نووي، وقالت إن الجديد في الأمر هو أنه بعد تهديدات إسرائيل المتكررة، فإنها هذه المرة أكدت أنها ستتحرك بمفردها لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي.

وأوضحت الصحيفة أن هناك أسبابا عديدة تدعو المجتمع الدولي لمعارضة امتلاك إيران أسلحة نووية، ليس أقلها حقيقة أن انتشار الأسلحة النووية خطوة خطيرة في العالم الذي يقلل مخزوناته منها، وهناك ميزة كبيرة في دعوات العديد من الدول العربية لجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية، لكن المثير للسخرية هو إصرار إسرائيل على الحفاظ على مخزون نووي كبير غير معلن.

إسرائيل تنتقد البرنامج النووي الإيراني لكن المثير للسخرية هو إصرارها على الحفاظ على مخزون نووي كبير غير معلن

وأضافت الصحيفة أن إيران -رغم من تاريخها الحديث من التدخل في المنطقة، ودعمها لجماعات مثل حزب الله وحماس والمليشيات الشيعية في العراق- تجنبت العدوان العلني ضد أي من جيرانها.

كما أن الرئيس محمود أحمدي نجاد يبدي كراهية عميقة لإسرائيل، وهو ما تم تفسيره في كثير من الأوساط بأنه يهدد وجود الدولة اليهودية، لكن النخبة الدينية في طهران تدرك جيدا أن أي هجوم نووي إيراني أو هجوم ترعاه إيران ضد إسرائيل سيثير على الأقل انتقاما من الولايات المتحدة التي التزمت بالدفاع عن إسرائيل.

وقالت الصحيفة إن هناك سببا جزئيا يجعل إسرائيل قلقة من إيران نووية وهو أن ذلك يهدد تفوقها، ويجعلها لا تستطيع شن حرب مثل تلك التي شنتها عام 2006 على حزب الله في لبنان.

وأضافت أن شن هجوم استباقي على إيران سيجعل إسرائيل تخسر تعاطفا إقليميا، بعد موجة الثورات العربية وتوتر علاقاتها مع تركيا بسبب أزمة أسطول الحرية.

المصدر : أوبزرفر + نيويورك تايمز