مأزق تشكيل الحكومة في العراق

A picture released by the official website of Iran's supreme leader Ayatollah Ali Khamenei (R) shows him meeting with Iraqi Prime Minister Nuri al-Maliki on October 18, 2010 in Tehran, the second stop of the latter's regional tour aimed at garnering support for his premiership bid, as his chief rival Iyad Allawi accused Iran of meddling

المالكي غازل إيران فربح دعم الكتلة الصدرية له (رويترز)

تناولت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في افتتاحيتها موضوع تأخر تشكيل الحكومة العراقية والمنافسة المحمومة بين رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي ورئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي للفوز بالمنصب، مشيرة إلى أن علاوي كان الفائز في الانتخابات النيابية التي جرت في مارس/آذار الماضي بفارق مقعدين.

تقول الصحيفة إن سبعة أشهر انقضت دون أن تتشكل الحكومة العراقية حتى الآن، وها هو المالكي يجول المنطقة ليغري دولها بإعطائها الأولوية للاستثمار في العراق إذا ما دعمت ترشيحه لولاية ثانية. جولة المالكي الذي يرأس ائتلاف دولة القانون الشيعي أخذته إلى طهران ليضمن دعم الملالي لطموحه في الاحتفاظ بالسلطة.

وتذكر أن علاوي الشيعي العلماني الذي يرأس قائمة العراقية هو الآخر قام بنفس الجولة إلى دول المنطقة العربية لحشد الدعم له، ولكن ما يحتاجه العراق لا يقتصر على ضمان علاقات جيدة بدول الجوار، بل هو بحاجة أكثر إلى حكومة شرعية قادرة على التعامل مع مشاكله المستعصية.

وتعتقد الصحيفة أن على المالكي أن يعمل بجد وبتنسيق مع علاوي والساسة الآخرين لكسر الجمود الذي شلّ العملية السياسية في العراق، لا أن يكرس وقته لخطب ود الدول الأخرى. إلا أن الصحيفة أشارت إلى أن على علاوي هو أيضا أن يكون منفتحا لقبول التسويات.

وتتابع بالقول إنه والحال هذه في العراق، تبقى القضايا الملحة معلقة إلى إشعار آخر مثل الخلاف حول الواردات النفطية ومستقبل كركوك التي يتنازع عليها العرب والاكراد. وبينما يستمر الوضع معلقا، يتعاظم الشعور بالإحباط في أوساط الشعب، لاسيما العرب السنة الذين يخشون إقصاءهم من المشاركة في العملية السياسية.

"
العراق يحتاج وبصورة ملحة إلى حكومة جديدة غير مرتهنة لإرادة إيران وتستند إلى نتائج الانتخابات، بحيث يؤدي فيها كل من المالكي وعلاوي والأكراد دورا رئيسيا
"

انقلاب مقاتلي الصحوة
وتتطرق الصحيفة إلى تقرير تايمز أون صنداي الذي كشف عن انضمام المئات من مقاتلي قوات الصحوة السنة إلى تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين بعدما جرى الاستغناء عنهم أو تجميدهم، وتقول لقد أرعبنا ذلك التقرير.

البيت الأبيض من جهته قلل من شأن انضمام مقاتلي الصحوة إلى القاعدة وقال إنه ليس بالحجم الذي جري تصويره، فالحوافز والمكافآت المالية لهؤلاء المقاتلين زادت في الآونة الأخيرة، وجرى دمج الكثير منهم في الحكومة. لكن أرقام البنتاغون تقول إن 41 ألفا فقط من مجموع 94 ألفا من مقاتلي قوات الصحوة استلموا الوظائف التي وعدوا بها.

وتعود الصحيفة إلى موضوع مأزق الحكومة وتقول إن الغزل الذي أبداه المالكي تجاه إيران ذات الأغلبية الشيعية أدى إلى فوزه بدعم مجموعة مقتدى الصدر الشيعية الموالية لإيران والمعادية لأميركا، إلا أن ذلك ليس كافيا ليضمن تشكيل الحكومة، خاصة مع رفض علاوي الانضمام إلى تحالف يقوده المالكي، لذلك على الرجلين أن يعملا سويا وبجد للتوصل إلى اتفاق.

وتؤكد الصحيفة أن الحكومة القادمة يجب أن لا تكون مثل سابقتها ذات غالبية شيعية وتمثيل سني هامشي، فمثل هذا الوضع يمثل قنبلة موقوتة لمزيد من عدم الاستقرار وربما أسوأ من ذلك.

العراق يحتاج وبصورة ملحة إلى حكومة جديدة غير مرتهنة لإرادة إيران وتستند إلى نتائج الانتخابات، بحيث يؤدي فيها كل من المالكي وعلاوي والأكراد دورا رئيسيا.

وأخيرا تتطرق الصحيفة إلى الجبهة الكردية وتقول إن عليهم التوقف عن دعم المالكي والضغط باتجاه حكومة واسعة الطيف.

وتختتم الصحيفة مقالها بالثناء على مبادرة الأكراد بجمع الأطراف العراقية للتوصل إلى حكومة وحدة وطنية، وتحث الإدارة الأميركية على الضغط على جميع الأطراف في العراق وبشدة للتوصل إلى اتفاق.

المصدر : نيويورك تايمز