حتى لا يصبح طفلك ضحية للخلافات التربوية.. 6 طرق للتوافق بين الأبوين

واحدة من أعظم الهدايا التي يمكنك منحها لأطفالك هي تزويدهم بنموذج الوالدين المتعاونين ممن يتفاوضون بشكل جيد رغم كونهما مختلفين تماما.

الأطفال اليوم يحتاجون إلى آباء يتواصلون بشكل أكثر وعيا وتعاونا (بيكسلز)

قد ينشأ الزوجان في بيئتين مختلفتين تماما؛ فيكون أحدهما قادما من بيئة صارمة للغاية، في حين ينشأ الآخر في بيئة متحررة؛ ونتيجة لذلك قد تكون لكل منهما مناهج مختلفة بشأن كيفية تربية أبنائهما.

لا يوجد نهج صحيح أو خاطئ بالضرورة في اختبار الأبوة والأمومة، ولكن عندما يجد الأزواج أنفسهم في موقف متعارض، فما الذي يمكنهم فعله ليكونوا ناجحين في خلق بيئة منزلية إيجابية؟

تقول كارولين سيلفر، متحدثة عن نفسها، في مقال لها بموقع "الآباء" (Parents)، "قبل إنجاب الأطفال، كان لدي أسلوبي وقواعدي الخاصة التي أريد تربية أطفالي من خلالها، لكن في كل خططي ارتكبت خطأ بسيطا، لقد نسيت التفكير في زوجي، الأب القادم لأبنائي".

تقول كارولين "أدركنا الآن بعد إنجاب طفلتين أن أساليب الأبوة والأمومة الخاصة بنا تتعارض غالبا؛ أنا لدي قواعد صارمة في ما يتعلق بتناول الطعام والوجبات الخفيفة، أما زوجي فهو رجل الحلوى".

قد يريد الزوج أن يكون طفلاه الصغيران هادئين ومثاليين طوال الوقت. وبالنسبة للأم فهذا أمر غير واقعي، إنهما طفلان صغيران، ومع ذلك فعليها أن تفرض على الأطفال تلك القواعد غير المقنعة، ومع تكرار الأمر قد يخلق ذلك مشاكل كبيرة بين الأبوين.

وباء كورونا قد يقضي على نظام الأسرة المصغرة في أميركا (فري بك)
الأبوة والأمومة الفعالة تدور في الأساس حول تحقيق التوازن بين التساهل والصرامة (فري بك)

من الآباء الجيدون؟

يقول جون شاري، مؤسس جمعية "آباء وأعمال خيرية" (Parents Plus Charity) وأستاذ مساعد في علم النفس، في مقال له بموقع "آيريش تايمز" (Irishtimes)؛ الأبوة والأمومة الفعالة لا تتعلق بتبني نهج على آخر، ولكن بالقدرة على تبني أساليب مختلفة في أوقات مختلفة؛ هذا يعني أن كلا من النهجين "المتساهل" و"الصارم" تجاه الأبوة والأمومة يعدان جزءا من مجموعة الاستجابات الأبوية الجيدة.

إن الأبوة والأمومة الفعالة تدور في الأساس حول تحقيق التوازن بين هذين النقيضين، وعادة تكون الأبوة والأمومة السيئة جامدة ومعلقة في ناحية واحدة. يضع الآباء الجيدون القواعد ويدعمون اتخاذ قرارات الأطفال بأنفسهم. إنهم يوجهون الأطفال في حدود واضحة، بالإضافة إلى دعم تعبيرهم العاطفي الحر. الآباء الجيدون يعلمون الأطفال كيف يتصرفون اجتماعيا، وأيضا كيف يكونون أفرادا مستقلين.

الآباء الجيدون قادرون على التوقف واختيار الاستجابة التي تناسب احتياجات الطفل أمامه. إن المفتاح ليس أن تكون والدا محاربا بشأن من لديه أسلوب الأبوة الصحيح، ولكن بدل ذلك استمعا وتعلما من بعضكما البعض، وتأكدا من تقدير نقاط القوة والاختلاف الخاصة بكما.

واحدة من أعظم الهدايا التي يمكنك منحها لأطفالك هي تزويدهم بنموذج الوالدين المتعاونين ممن يتفاوضون بشكل جيد رغم كونهما مختلفين تماما.

من جانبها، تقدم كارولين سيلفر في مقالها بعض الطرق البسيطة التي يمكن للأبوين من خلالها العمل على التوافق الأبوي:

كن واضحا بشأن أسلوبك

من المفيد أن يكون الزوجان على دراية بأسلوب الأبوة والأمومة والمعتقدات والعادات التي أحضرها كل واحد من منزل أبويه؛ ومن ثم يمكنك أن تقرر إذا كانت هذه الطريقة هي التي ترغب في أن تتبعها في أسلوبك كأب أو كأم أم لا.

ما نجح في الماضي ربما لم يعد هو الأفضل لعائلتك. يحتاج الأطفال اليوم إلى آباء يتواصلون بشكل أكثر وعيا وتعاونا.

احتفظ بالنقد لوقت لاحق

إذا شاهدت أن زوجتك تتصرف بطريقة تتعارض مع قناعاتك، فاختر أن تترك الأمر حتى تتمكن من التحدث وجها لوجه على انفراد، من الأفضل للأطفال عدم مشاهدة الخلافات الأبوية.

استخدام كلمة سر

قد يؤدي التحدث مع زوجك أثناء تفاعله مع الأبناء وتأديبهم إلى الاستياء لاحقا. ومع ذلك، قد يحتاج الوضع إلى الإنقاذ حقا في حال خرج عن السيطرة. ويمكن هنا استخدام كلمة سر تعبر عن ضرورة الانسحاب من الموقف حالا، كأن تكون كلمة السر هي "حبل" على سبيل المثال، وهنا يفهم أحد الزوجين أن الطرف الآخر يريد التعاون معك، ولكنه ينبهك إلى ضرورة التراجع الآن.

الحفاظ على علاقة زوجية قوية

تعد حماية علاقتك بزوجك أولوية قصوى للحفاظ على أسرة صحية ومتماسكة. ومن الممكن أن يحدد الزوجان وقتا ثابتا كل أسبوع لقضاء الوقت معا، سواء داخل المنزل أو خارجه، المهم أن يكونا وحدهما لضمان تواصل جيد، إضافة إلى توفر الوقت للتحدث بهدوء وصراحة، والاتفاق على ما تختلفان عليه وإيجاد حل وسط.

البحث عن المشورة

من غير المعتاد أن تؤدي الاختلافات في الأسلوب إلى جعلك أنت وزوجتك على طرفي نقيض، ولكن في حال حدث ذلك يجب الانتباه وطلب المساعدة الخارجية، سواء من الأهل أو الأصدقاء أو الاستعانة بخبير أسري، لخلق توازن داخل الأسرة.

الوقت لم يفت أبدا

يقوم العديد من الأزواج ببناء إطار الأبوة والأمومة الذي سيتبعونه في وقت مبكر من علاقتهما الزوجية، بينما قد يضطر آخرون لخوض هذه التجربة بعد حدوث مشاكل بالفعل. صحيح أننا نسمع عن فترة النمو الثمينة في السنوات الأولى من عمر الأطفال، وأهمية أن نكون على توافق، ومع ذلك هناك دائما وقت للتحسين، وسيستفيد الأطفال بشكل كبير في أي وقت يختار فيه الآباء العمل بشكل أكثر تعاونا في أسلوب الأبوة والأمومة. إن التأثير الإيجابي للتغيير يمكن تحقيقه دائما.

المصدر : مواقع إلكترونية