هل أسهمت المرأة في الرحلات الاستكشافية؟

لوسي أزيما: كتب الرحالة العظيمة الموقعة من الرجال لا تقدم نصوصا مثيرة للذكريات وملهمة فحسب، بل تنقل أيضا نظرة عالمية متحيزة ضد المرأة، وكراهية للنساء أغلقت الباب في وجوههن.

كيف سيكون السفر بعد صيف 2020؟
طالما سافرت النساء ومنهن عالمات وكاتبات وأثريات وجغرافيات وصحفيات ورسامات خرائط (شترستوك)

الخطر لا يكمن في الرحلة بقدر ما يكمن في حقيقة كون المسافرة امرأة، مع أن السفر وسيلة لبناء الذات لتلائم العالم، مثلما فعلت الشخصيات النسائية، من فلورا تريستان إلى فيرجيني ديسبينتس، كما تقول الصحفية الشابة الرحالة لوسي أزيما في مقالها "النساء أيضا يسافرن".

وذكّرت أزيما بالدور الذي أسهمت فيه النساء في الرحلات، مؤكدة أنهن سافرن أكثر بكثير مما كان يعتقده معظم الناس، وكن جريئات أكثر من المغامرين المشهورين.

لوسي أزيما جابت الشرق الأوسط بمفردها وعاشت 10 سنوات عملت خلالها في لبنان ودول أخرى (الجزيرة)

10 أعوام في الشرق الأوسط

وفي مقال نشرته"مجلة لوبس" (nouvelobs) الفرنسية قالت فيرونيك راديي محررة التقرير إن الانطلاق لاكتشاف العالم أمر ضروري لدى لوسي أزيما التي جابت الشرق الأوسط بمفردها، وعاشت 10 سنوات فيه عملت خلالها في لبنان والهند وإيران وعبرت كثيرا من البلدان.

تقول أزيما "عندما كنت صغيرة التهمت قصص جول فيرن وجاك لندن، ثم كل قصص الرحالة العظيمة، لأصبح رحالة حقيقية، وعندما قرأت (لا روت) لجاك كيرواك، أذهلني في حديثه عن النساء، فهو لا يذكر أسماءهن".

وكل هذه الكتب العظيمة الموقعة من الرجال فقط لا تقدم نصوصا مثيرة للذكريات وملهمة فحسب، بل تنقل أيضا نظرة عالمية متحيزة ضد المرأة، وكراهية للنساء أغلقت الباب في وجوههن.

قصص الرحالة العظيمة ألهمت لوسي أزيما لتصبح رحالة حقيقية كما تقول (مواقع التواصل)

 

امتلاك العالم

وقالت أزيما إن النساء أيضا خاطرن على امتداد قرون بالسفر ومنهن العالمات والمحاربات والقرصانات والكاتبات والأثريات والجغرافيات والجاسوسات والراهبات والصحفيات ورسامات الخرائط، وتجرأن على ركوب الطرق والمحيطات، بزيهن أو مرتديات زي الرجال أحيانا، كما فعلت عالمة النبات جين باري التي جالت في أصقاع العالم مع بعثة بوغانفيل.

غير أن هؤلاء النساء -كما تقول أزيما- تُركن في الظل ومُحين من الصورة، سواء أكنّ مغامرات أم جامعات ثروة أم خادمات.

Lucie Azema - الصحافة الفرنسية
الانطلاق لاكتشاف العالم ومقابلة الآخرين أمر ضروري لدى لوسي أزيما (الصحافة الفرنسية)

جابت العالم في 80 يوما

وبالفعل تجرأت بعض النساء منذ منتصف القرن 19 على التباهي بمخاطراتهن، مثل الصحفية نيلي بلي التي قبلت تحدي جولة في أرجاء العالم في أقل من 80 يوما، وكذلك المستكشفة ألكسندرا ديفيد نيل، وماري فرينش شيلدون التي قادت رحلة استكشافية حول كليمنجارو عام 1891.

المصدر : لوبس