هل أسهمت المرأة في الرحلات الاستكشافية؟
لوسي أزيما: كتب الرحالة العظيمة الموقعة من الرجال لا تقدم نصوصا مثيرة للذكريات وملهمة فحسب، بل تنقل أيضا نظرة عالمية متحيزة ضد المرأة، وكراهية للنساء أغلقت الباب في وجوههن.
الخطر لا يكمن في الرحلة بقدر ما يكمن في حقيقة كون المسافرة امرأة، مع أن السفر وسيلة لبناء الذات لتلائم العالم، مثلما فعلت الشخصيات النسائية، من فلورا تريستان إلى فيرجيني ديسبينتس، كما تقول الصحفية الشابة الرحالة لوسي أزيما في مقالها "النساء أيضا يسافرن".
وذكّرت أزيما بالدور الذي أسهمت فيه النساء في الرحلات، مؤكدة أنهن سافرن أكثر بكثير مما كان يعتقده معظم الناس، وكن جريئات أكثر من المغامرين المشهورين.
10 أعوام في الشرق الأوسط
وفي مقال نشرته"مجلة لوبس" (nouvelobs) الفرنسية قالت فيرونيك راديي محررة التقرير إن الانطلاق لاكتشاف العالم أمر ضروري لدى لوسي أزيما التي جابت الشرق الأوسط بمفردها، وعاشت 10 سنوات فيه عملت خلالها في لبنان والهند وإيران وعبرت كثيرا من البلدان.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsللتمتع برحلة مريحة.. إليك أفضل وقت لحجز موعد السفر بالطائرة
زار 210 دول.. تونسي ينقل عدوى حب السفر لزوجته وأطفاله الذين شاركوه في 50 رحلة
بعد مسلسل “لعبة نيوتن”.. تجربة الولادة الحقيقية بأميركا برواية أصحابها
تقول أزيما "عندما كنت صغيرة التهمت قصص جول فيرن وجاك لندن، ثم كل قصص الرحالة العظيمة، لأصبح رحالة حقيقية، وعندما قرأت (لا روت) لجاك كيرواك، أذهلني في حديثه عن النساء، فهو لا يذكر أسماءهن".
وكل هذه الكتب العظيمة الموقعة من الرجال فقط لا تقدم نصوصا مثيرة للذكريات وملهمة فحسب، بل تنقل أيضا نظرة عالمية متحيزة ضد المرأة، وكراهية للنساء أغلقت الباب في وجوههن.
امتلاك العالم
وقالت أزيما إن النساء أيضا خاطرن على امتداد قرون بالسفر ومنهن العالمات والمحاربات والقرصانات والكاتبات والأثريات والجغرافيات والجاسوسات والراهبات والصحفيات ورسامات الخرائط، وتجرأن على ركوب الطرق والمحيطات، بزيهن أو مرتديات زي الرجال أحيانا، كما فعلت عالمة النبات جين باري التي جالت في أصقاع العالم مع بعثة بوغانفيل.
غير أن هؤلاء النساء -كما تقول أزيما- تُركن في الظل ومُحين من الصورة، سواء أكنّ مغامرات أم جامعات ثروة أم خادمات.
جابت العالم في 80 يوما
وبالفعل تجرأت بعض النساء منذ منتصف القرن 19 على التباهي بمخاطراتهن، مثل الصحفية نيلي بلي التي قبلت تحدي جولة في أرجاء العالم في أقل من 80 يوما، وكذلك المستكشفة ألكسندرا ديفيد نيل، وماري فرينش شيلدون التي قادت رحلة استكشافية حول كليمنجارو عام 1891.