"شارع سمسم" ينتقل إلى مخيمات اللاجئين الروهينغا ببنغلاديش ليعلم الأطفال مواجهة الأزمات

التوأمان عزيز ونور شخصيتان جديدتان في برنامج الأطفال التلفزيوني "شارع سمسم" (الألمانية)

أولى الشخصيات التي يراها على شاشات التلفاز مئات آلاف الأطفال -الذين يعيشون في أحد أكبر مخيمات اللاجئين في العالم الكائن في جنوب شرقي بنغلاديش- وتماثلهم في الشكل وطريقة التحدث هما التوأمان نور وعزيز.

ونور وعزيز هما أحدث شخصيات دمية "الموبيت" التي تقدمها ورشة سمسم، وهي معهد تعليمي غير هادف للربح مرتبط بـ"شارع سمسم"، وهو عرض تلفزيوني للأطفال يرجع تاريخه إلى نصف قرن من الزمان.

وتم تقديم هذين التوأمين في إطار المساعدة على تعليم الأطفال في مخيمات اللاجئين، خاصة في ظل تفشي جائحة كورونا التي أدت إلى تعطيل التعليم بسبب إغلاق المدارس.

وسيظهر التؤامان في وسائل إعلامية تعليمية موجهة بلغة الروهينغا يتم توزيعها على الأسر، من بينها كتب الحكايات وأشرطة فيديو ولافتات ومقاطع مسموعة، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية.

دمى بلغة الروهينغا

ودشنت منظمة ورشة سمسم الأميركية شخصيتي التوأمين الدمية بلغة الروهينغا، في إطار برنامجها الإنساني "العب لتتعلم"، لدعم أطفال الروهينغا الذين هربوا من الاضطهاد في ميانمار.

وعبر نحو مليون من مسلمي الروهينغا -قرابة نصفهم من الأطفال- الحدود هاربين إلى بنغلاديش، وذلك منذ أن شنت ميانمار ذات الأغلبية البوذية عملية قمع عسكرية في أغسطس/آب 2017، ووصفت الأمم المتحدة هذه العملية بأنها "نموذج كما ينص عليه الكتاب" للتطهير العرقي.

ويعيش هؤلاء داخل مخيمات في بلدة كوكس بازار الكائنة جنوب شرقي بنغلاديش.

العب لتتعلم

وقالت شازية زمان رئيسة برنامج "العب لتتعلم" التابع لمشروع براك -وهي منظمة تنموية أهلية في بنغلاديش مشاركة لورشة سمسم- "نحن نستهدف إدخال تغييرات اجتماعية إيجابية من خلال التعلم، ونطور مواد مختلفة باستخدام التوأمين الدمية، حيث يعتقد الأطفال الذين يعيشون في المخيمات أنهما نموذجان يستحقان الاقتداء بهما".

وبالإضافة إلى المواد التعليمية -كما أوضحت زمان- يتم استخدام الشخصيتين الجديدتين في حملات النظافة والوقاية التي تم إعدادها بشكل خاص لمواجهة جائحة كورونا.

وستظهر الشخصيتان الجديدتان -إلى جانب أصدقاء شارع سمسم المعروفين، مثل إيلمو ووالده لوي- في مقاطع فيديو لدعم برامج التعليم التي تهدف إلى تحقيق أهداف اجتماعية إيجابية، إلى جانب تعلم الرياضيات والعلوم ونشر المعلومات عن الصحة والسلامة كما تقول ورشة سمسم في نشرة صحفية أصدرتها مؤخرا.

"غروفر" شخصية من برنامج الأطفال التلفزيوني "شارع سمسم" تلتقي بطفل في مخيم الروهينغا للاجئين في بنغلاديش (الألمانية)

نور وعزيز

ويبلغ عمر كل من نور وعزيز 6 سنوات، ويفترض أنهما يعيشان في مخيم اللاجئين ببلدة كوكس بازار مع أسرتهما، ويحب نور طرح الأسئلة والعثور على إجابات، فيما تؤدي الناحية الإبداعية لدى عزيز إلى التشويش على أفكاره أحيانا.

وتقول شيري أوستن -من ورشة سمسم- إن "نور وعزيز في قلب جهودنا لنشر تعليم مبكر وتعلم من خلال اللعب بين الأطفال، وهي جهود موجهة أيضا لمقدمي خدمة الرعاية الذين تأثروا بأزمة لاجئي الروهينغا الذين ضربتهم بشدة الأزمة المزدوجة، وهي التهجير وجائحة كورونا".

وتضيف "سيجلب نور وعزيز إلى الأسر القوى المؤدية إلى التغيير الإيجابي والمتمثلة في التعلم عن طريق اللعب، في وقت هي بحاجة إليه أكثر من أي وقت مضى، وذلك بالاستفادة من جذور ثقافة الروهينغا الغنية، بالإضافة إلى المعلومات الناتجة عن أبحاث مكثفة وتراث متراكم لهذه الأقلية".

وتعد الروهينغا أكبر تجمع سكاني بلا دولة في العالم، ولا يزال يعيش في ميانمار حوالي 600 ألف شخص من هذه الأقلية المسلمة، حيث يواجهون أعمال عنف مستمرة وأوضاع الفقر والقيود المفروضة على حرية التنقل.

مساعدة الأطفال

وتهدف المشروعات إلى مساعدة الأطفال على التعامل مع التجارب المؤلمة.

وتوضح سارة بوشي المسؤولة من مؤسسة ليغو -التي تدعم المشروع أيضا- أن "نور وعزيز لا يشاركان فحسب التجارب المماثلة مع كثير من الأطفال الذين يجدون أنفسهم في مواجهة هذه الأزمة، بل سيساعدان أيضا هؤلاء الأطفال الصغار على التغلب على الصدمات والضغوط وبناء التعافي من الأزمات".

كما دشنت ورشة سمسم مشروعات مماثلة للأطفال الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن ولبنان.

المصدر : وكالة الأنباء الألمانية