وزيرات الدفاع المسلمات.. حضور طاغٍ وجدل مستمر

كومبو يجمع حسينة واجد (بنغلاديش) وخالدة ضياء (بنغلاديش) وبينظير بوتو(باكستان)
حسينة واجد تتوسط بينظير بوتو (يمين) وخالدة ضياء (الأوروبية)

ماري هارون

اقتحمت النساء عالم وزارات الدفاع بسلاسة وانسيابية تاركات أثر الجدارة والتميز بما لديهن من قدرة على القيادة والتخطيط، فهن يعملن في صمت ولكن يحققن نجاحات باهرة. وعبر التاريخ، لم تضم الصورة وزيرات الدفاع الأوروبيات فقط، وإنما برزت وبحضور طاغٍ وزيرات من دول العالم الإسلامي.

وزيرات الناتو
سبع وزيرات شاركن في اجتماعات حلف شمال الأطلسي (ناتو) يمثلن فرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وإسبانيا، وهولندا، وسلوفينيا، وألبانيا من أصل 28 بلدا مشاركة في الحلف، وتحكم النساء قبضتهن على وزارة الدفاع بأوروبا منذ عقود، وبخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ستتصدر فرنسا الدفاع عن الاتحاد الأوروبي في خضم الصراعات النووية العسكرية، فالجيش الفرنسي من أكبر الجيوش بالاتحاد الأوروبي، وتتولى تلك الحقيبة فلورانس بارلي، وهي سياسية بارعة ورائدة بعلم الاقتصاد.

تولت بارلي تلك الحقيبة خلفا لسيلفي غولار، وهي السيدة التي تركت الوزارة عقب توجيه بعض التحقيقات والخلافات التي عرفت باسم قضية التوظيف، لكن هذا لا ينفي حصولها على وسام الاستحقاق الوطني.

الشيخة حسينة واجد
الشيخة حسينة، تشغل حاليا منصب رئيسة الوزراء ببنغلاديش، وهي ليست المرة الأولى حيث تقلدت المنصب ذاته بين عامي 1996 إلى 2001، فهي الابنة الكبرى للشيخ مجيب الرحمن مؤسس جمهورية البنغلاديش وأول رئيس لها الذي تعرض لحادث اغتيال هو وكل أفراد عائلته ولم ينج من تلك المحاولة إلا حسينة وأختها لوجودهما خارج البلاد، غير أن هذا لم يمنع المعارضين من تكرار الحادث مرة أخرى، لتُلقى عليها قنبلة أثناء إلقائها خطابا بين مؤيديها لكنها تنجو مرة أخرى، وبعد أن أصيبت بفقد جزئي للسمع، إلى جانب تعرضها للنفي في بريطانيا والهند حتى تم انتخابها رئيسة للحزب ونجحت فأسهم ذلك في عودتها للبلاد عام 1981.

نجح حزب حسينة بالانتخابات التشريعية في عام 1996، لتصبح رئيسة للوزراء حتى عام 2001، ولكن لسوء الحظ لم تدم في منصبها طويلا بعد هزيمة حزبها، إلى أن عادت للمنصب نفسه في عام 2009، لكي تتصدر المرتبة التاسعة في قائمة مجلة فوربس العالمية، باعتبارها واحدة من أكثر النساء قوة في عالم السياسة عام 2017، وفي خلال تلك الفترة تتولى حقيبة وزارة الدفاع جنبا إلى جنب مع رئاسة الوزراء، وذلك بالتبادل منذ التسعينيات مع رئيسة الوزراء خالدة ضياء.

‪وزيرات الدفاع في حلف الناتو (مواقع التواصل)‬ وزيرات الدفاع في حلف الناتو (مواقع التواصل)
‪وزيرات الدفاع في حلف الناتو (مواقع التواصل)‬ وزيرات الدفاع في حلف الناتو (مواقع التواصل)

خالدة ضياء
تولت رئاسة الحكومة مرتين من عام 1991 حتى 1996 وبعدها عام 2001 وحتى 2006، أي بالتناوب مع الشيخة حسينة طوال هذه المدة ولكنها كانت من أقوى النساء في العالم ، حتى أنها تصدرت قوائم فوربس لأقوى 100 امرأة في العالم منذ بداية 2004 ومرورا بعام 2005 لتكون رقم 29، وحتى 2006 لتكون رقم 33، وذلك بالتزامن مع توليها حقيبة وزارة الدفاع جنبا إلى جنب مع رئاسة الوزراء.

خالدة ضياء لم تعتبر أكثر النساء قوة لفوربس فحسب فهي أول امرأة تتولى رئاسة حكومة في بنغلاديش وأيضا ثاني امرأة مسلمة تتولى رئاسة حكومة على مر التاريخ عقب نظيرتها بباكستان بينظير بوتو.

بينظير بوتو
بينظير هي ابنة ذو الفقار بوتو من زوجته الثانية إيرانية الجنسية نصرت أصفهاني، درست في جامعة أكسفورد في بريطانيا وكانت صديقة تريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا الحالية، والسبب وراء تعرفها إلى زوجها الحالي فيليب ماي، اعتبرت أول امرأة مسلمة في التاريخ تتولى رئاسة الوزراء عام 1988، لتصبح أصغر حاكمة مسلمة منتخبة عن عمر 35 عاما وقتها، ثم مرة أخرى عام 1993 وحتى 1996، تولت بوتو حقيبة وزارة الدفاع بجانب رئاسة الوزراء، وتم اتهامها بتهم فساد من داخل باكستان ومن سويسرا، وواجهت قضايا وتهما بغسل الأموال فغادرت إلى بريطانيا حتى حصلت على عفو رئاسي وبدأت التخطيط للعودة إلى باكستان.

تعرضت بوتو لمحاولة اغتيال فاشلة في أكتوبر/تشرين الأول 2007 ولكن سرعان ما نجحت محاولة أخرى باغتيالها في ديسمبر/كانون الأول 2007، وكرمت الأمم المتحدة بوتو بعد وفاتها، ومنحتها جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عام 2008، تكريما لجهودها في الدفاع عن حقوق الإنسان.

‪ماريا ديدي وزيرة الدفاع بالمالديف (مواقع التواصل)‬ ماريا ديدي وزيرة الدفاع بالمالديف (مواقع التواصل)
‪ماريا ديدي وزيرة الدفاع بالمالديف (مواقع التواصل)‬ ماريا ديدي وزيرة الدفاع بالمالديف (مواقع التواصل)

ماريا أحمد ديدي
حصلت ماريا ديدي على شهاداتها الجامعية في القانون من بريطانيا، لتكون أول محامية امرأة بجزر المالديف وتبدأ رحلتها -ناشطة حقوقية- حتى تقلدت عدة مناصب فهي عضوة برلمانية، بعد خوضها منافسة مستقلة، لكنها التحقت في 2005 بالحزب المالديفي الديمقراطي وهو حزب معارض آنذاك.

وفي عام 2018 فاز الحزب الديمقراطي بقيادة إبراهيم صوليح بالانتخابات الرئاسية، لتصبح حقيبة وزارة الدفاع من نصيب ماريا ديدي التي تترأس مجلس الدفاع المالديفي المسؤول عن تأمين خفر السواحل المالديفية، الممر الدولي الرئيس والإستراتيجي لكل من الهند والصين.

وتأمين هذا الممر من الأهمية بمكان للدولتين لما له من أثر اقتصادي مدمر، حال حدوث أي خلل في المنظومة الأمنية في أرخبيل المالديف.

المصدر : الجزيرة