العنوسة تهدد الأسر الأفغانية والنساء يدفعن ثمن الحرب

Nagwan Lithy - مليون ونصف المليون أرملة في أفغانستان (بيكساباي) - العنوسة تهدد الأسر الأفغانية والنساء يدفعن ثمن الحرب
مليون ونصف المليون أرملة في أفغانستان (بيكسابي)

حميد الله محمد شاه-كابل

4 عقود من الحروب المتواصلة و18 عاما من الغزو الأميركي تسببت في اتساع ظاهرة العنوسة في أفغانستان وعزوف جماعي عن الزواج.

لا توجد أرقام رسمية محددة عن معدلات العنوسة في البلاد، لكن يصل عدد سكان أفغانستان إلى أكثر من 30 مليونا، نصفهم من الإناث، ويواجه كثير منهن تحديات عدة فرضتها الحياة الأفغانية المشبعة بالعادات والتقاليد العشائرية وربما الفهم الديني، فالمرأة تدفع ثمن الحرب، سواء تزوجت أم لا.

جهود فردية لتثقيف المجتمع
في مدينة جلال آباد شرقي أفغانستان بدأت جهود فردية لتوعية وتثقيف المجتمع من خطورة اتساع ظاهرة العنوسة، وتتولى الصحفية سلكي إحساس هذا الدور باعتبارها واحدة ممن واجهن الأزمة.

وأدركت سلكي -كما تقول- خطورة الظاهرة على المجتمع الأفغاني "لا أريد أن تواجه المرأة الأفغانية المصير الذي تعرضت له، لذا بدأت بحملة تثقيفية عبر برامج إذاعية تناقش مع فتيات المدارس والجامعات خطر العنوسة".

الحديث عن الزواج في مجتمع قبلي أمر صعب للغاية، فهو يعد من المحرمات وخروجا على العادات والتقاليد، فلا يحق لفتيات أفغانستان الحديث عن أمور الزواج علنا.

 إحساس: وزارة شؤون المرأة أخفقت في مهمتها الرئيسية في الاعتناء بالمرأة وحقوقها (الجزيرة)
 إحساس: وزارة شؤون المرأة أخفقت في مهمتها الرئيسية في الاعتناء بالمرأة وحقوقها (الجزيرة)

وتشير إحساس إلى أن وزارة شؤون المرأة أخفقت في مهمتها الرئيسية في الاعتناء بالمرأة وحقوقها، حيث لم تقدم أي برنامج لتثقيف المجتمع ووضع حد لظاهرة العنوسة وأضرارها على مستقبل المرأة الأفغانية.

العبء الأكبر
تدفع نساء أفغانستان ثمنا باهظا في الحرب الأفغانية، فمقتل الزوج أو الابن أو الأب أو الشقيق تتحمل المرأة الجزء الأكبر منه، فالمجتمع القبلي لا يوافق على خروجها من المنزل بعد مقتل معيلها لأي فرصة عمل بسبب العادات والتقاليد والأعراف العشائرية، بل تذهب سلكي إحساس إلى القول "إن العادات والتقاليد تحتم إن قتل الزوج قبل زفافه أن تكون العروس رهينة لدى عائلة الزوج، فإما أن يتزوجها شقيق القتيل وإما عليها الانتظار إلى أن يكبر أحد أشقائه ليتزوجها حتى إن تأخر الأمر، وهنا تبدأ سلسلة المعاناة".

محاولة لضبط تكاليف الزواج
ويعزف الشباب الأفغان عن الزواج بسبب غلاء المهور والعادات والتقاليد التي تثقل كاهل العائلات الفقيرة، وللحد من الظاهرة بادرت الحكومة الأفغانية لإقرار قانون يحد من مخاطر المشكلة التي تهدد المجتمع، وينص قانون الزواج في أهم بنوده على:
 
1- منع تقديم الهدايا الموسمية للفتاة.
 
2- لا يزيد عدد المشاركين في حفل الزفاف على 500 شخص.
 
3- لا يتجاوز سعر الوجبة لكل مدعو 4 دولارات.

شرف الدين عظيمي: نسبة العنوسة في أفغانستان تتراوح بين 18 و20% (الجزيرة)
شرف الدين عظيمي: نسبة العنوسة في أفغانستان تتراوح بين 18 و20% (الجزيرة)

لكن القانون لم يطبق حتى الآن بسبب ضعف الرقابة الحكومية، وتتراوح تكلفة حفل الزفاف الواحد بين 8 و20 ألف دولار لليلة الواحدة، مما دفع الشباب للسفر إلى دول خليجية وإيران لتوفير تكاليف الزواج.

وأشارت بعض الدراسات الأفغانية إلى أن ارتفاع تكاليف الزواج زاد نسبة الخلافات العائلية، وأدى إلى تفكك العلاقة بين الزوجين بعد أشهر من الارتباط.
 
ويقول أستاذ علم الاجتماع في جامعة التربية والتعليم شرف الدين عظيمي "إن نسبة العنوسة في أفغانستان تتراوح بين 18 و20%، إضافة إلى وجود نحو مليون ونصف المليون أرملة في البلاد".

وتعد أفغانستان الدولة الأولى في العالم من حيث نسبة الأرامل مقارنة بعدد سكانها، وهو ما يساهم في تفاقم الأزمة.

المصدر : الجزيرة