خوارزميات وتطبيقات.. ثورة رقمية في ميدان الجمال
بات الذكاء الاصطناعي قابعا في كل ركن من الحمام، يدعو إلى تغيير عادات العناية بالبشرة، وأصبحت عين الهاتف الذكي ترصد من خلال تطبيقات خاصة كل الأضرار، وتقيم الحزم والتجاعيد والخطوط الدقيقة والإشراق والبقع الصبغية والمسام المتوسعة.
وأضافات أن شركة "لوريال" (L’Oréal) -الشركة الأم لفيشي- وضعت تطبيق "أطلس شيخوخة الجلد" لمعرفة الأضرار التي لقحت بالجلد، وانطلاقا من صورة سيلفي -كما تقول الصحيفة- تحدد خوارزمية التطبيق العلاج المناسب.
ويتوقع أن تقوم العلامة التجارية "لاروش بوزيه سوف" بالشيء نفسه بالنسبة لحب الشباب في نهاية الشهر الجاري، حيث يقوم تطبيق "إفاكلار سبوت سكان" (Effaclar Spot Scan) بتقدير شدة حب الشباب للتشجيع على مشورة طبيب الأمراض الجلدية، وتتوقع الشركة أن هذا التطبيق "سيكون البطل الخارق للأمراض الجلدية".
وتضيف الصحيفة أن العلامة التجارية "نيتروجينا" تدخل هي أيضا المنافسة في هذا المجال بإطلاق "سكين 360" الذي يمسح كامل الوجه بضغطة على الهاتف الذكي، ثم يقيس تطور الجلد ويقدم توصيات الرعاية المناسبة.
مرآة موصولة
ولا يقتصر الأمر على شركات العناية بالبشرة، ففي صالونات تصفيف الشعر أيضا تحركت ثورة تكنولوجيا الجمال، إذ طورت علامة لون الشعر "ويلا" (Wella) مرآة "موصولة" تسمح للعميل بتجنب المفاجآت غير السارة، إذ تعكس وجهه مع شعر مصبوغ وفقا للون الذي يقدمه له مصفف الشعر.
وقالت صحيفة "لوموند" إن الواقع المعزز يتوجه اليوم إلى خدمة الأعمال التجارية في كل المجالات، فعند تركيبه على الهاتف الذكي، سيساعد في اختبار لون أحمر الشفاه أو غيره من أنواع الماكياج اللامتنهاية، بفضل التطبيقات المتخصصة التي تقدمها "لوريال" وغيرها، مما يجعل النساء يتهافتن على شراء أحمر الشفاه على الإنترنت وغيره من العطور وأمور الزينة.
كما تشجع الخوارزميات المستهلكين على تغيير عادات العناية، إذ تقترح بعض العلامات التجارية حمل أجهزة استشعار يوميا لتقدير مدى تأثير تعرضهم للعوامل البيئية الضارة.
الموزعون بالمرصاد
وفي سياق هذه الأجهزة المحمولة، يدعو المهندس المخترع في مجال الإلكترونيات الدقيقة جان ميشيل كرم إلى ارتداء "إيفا"، وهي حُليّ موصولة على مدار الساعة، تسجل طوال اليوم "الإجهاد البيئي الذي نتعرض له"، وبعد تحليل البيانات التي تجمعها تقترح شراء المنتجات المناسبة، كما تقول الصحيفة.
ويقول المدير العام لشركة "كوسميتيك فالي" كريستوف ماسون إن "التكنولوجيا الجديدة تحدث ثورة في جميع المهن التجميلية"، وباعتبارها مجال القدرة التنافسية لهذا القطاع، يقول غاي نويل شاتلين من شركة للاستشارات الإستراتيحية إنه "يجب على جميع العلامات التجارية أن تعيد اختراع نفسها".
وقالت الصحيفة إن الموزعين الذين يبحثون عما يمكن أن يعيد تنشيط مبيعاتهم، وجدوا في استخدام هذه التقنيات طريقهم إلى أجيال من المدمنين على الهواتف الذكية يفضلون الشراء عبر الإنترنت ومشاركة مشترياتهم على الشبكات الاجتماعية، بعيدا عن وسائل الإعلام التقليدية.
وأوضحت أن شركات مستحضرات التجميل الرائدة في العالم توظف الآن متخصصين في الخوارزميات لتسويق علاماتها التجارية، مشيرة إلى أن إحداها -مثلا- توظف أكثر من 700 شخص لتصميم مواقع الويب والتطبيقات في 40 بلدا.