4 نساء اقتحمن السماء وحققن حلم الطيران

نساء ملهمة فتحت طريق المرأة للسماء
نساء ملهمات فتحت طريق المرأة للسماء (مواقع التواصل)

آيات جودت

راود حلم الطيران البشر منذ الأزل، حين ارتدى عباس بن فرناس جناحين كبيرين محاولا تقليد الطيور في السماء، إلى الأخوين رايت اللذان استطاعا بالفعل تحقيق البداية الأولى في عالم الطيران، حتى أصبح الطيران في عالمنا الحالي ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها في كل مناحي الحياة.

لذا تكريما للعاملين في الطيران المدني وخاصة الدولي منه، اختير يوم 7 ديسمبر/كانون الأول، للاحتفاء به وللتنويه بأهميته، وهو اليوم نفسه الذي وقعت فيه اتفاقية الطيران المدني الدولي بشيكاغو، التي تمثل القوانين المنظمة السفر الجوي بين الدول.

كان الطيران في البداية لمسافات قصيرة نسبيا وغالبا ما يكون محليا، ثم بدأت الرحلات الدولية تدريجيا، وتعد الرحلة بين فلوريدا بالولايات المتحدة والباهاماس عام 1917 هي أول رحلة ركاب دولية، بينما خط لندن باريس الذي أنشئ عام 1919 هو أول خط طيران دولي منتظم. 

رغم أن هذا المجال يستحوذ عليه الرجال بدرجة كبيرة، والنسبة العالمية للنساء التي تعمل في مهنة قيادة الطائرات حول العالم لا تتعدى 5%، فإن هناك بعض الشخصيات النسائية التي كانت لها الريادة في عالم قيادة الطائرات.

بيسي كوليمان
ولدت بيسي كوليمان في ولاية تكساس الأميركية عام 1892، بدأت ادخار المال منذ عام 1916 عندما بدأ حلم الطيران يراودها، ولأن الولايات المتحدة في ذلك الوقت كانت لا تزال تعاني من العنصرية العرقية، فقد رفضت مدارس الطيران قبولها في صفوفها، مما اضطرها إلى تعليم نفسها اللغة الفرنسية مما أتاح لها فرصة السفر إلى فرنسا والالتحاق بمدرسة الطيران هناك.

بإصرار بيسي على تحقيق حلمها، أصبحت من أهم الرائدات في هذا المجال لكونها أول امرأة من أصل أفريقي تحصل على رخصة للطيران، كما أنها أصبحت أول شخص من أصول أفريقية يحصل على رخصة لقيادة الطائرات الدولية.

‪بيسي كوليمان أول امرأة من أصل أفريقي تحصل على رخصة للطيران‬  (مواقع التواصل)
‪بيسي كوليمان أول امرأة من أصل أفريقي تحصل على رخصة للطيران‬ (مواقع التواصل)

آمي جونسون
ولدت آمي جونسون بإنجلترا عام 1903، أتمت تعليمها الجامعي ثم عملت كسكرتيرة وحينها بدأت تهتم بالطيران، وتعلمت الطيران بالفعل ولكن فجأة تحولت هوايتها هذه إلى شغف حقيقي، وقررت في النهاية أن هذا هو ما تريد عمله في حياتها.

أصبحت آمي بفضل هذا الشغف أول امرأة تقود طائرة من إنجلترا إلى أستراليا عام 1930، وحاولت وقتها تحطيم الرقم القياسي السابق لمثل هذه الرحلة الذي كان وقتها 16 يوما، إلا أنها لم تستطع تحطيمه وربما يكون هذا هو ما دفعها إلى وضع رقم قياسي جديد وقتها من إنجلترا إلى اليابان.

آمي جونسون أول امرأة تقود طائرة من إنجلترا إلى أستراليا (مواقع التواصل الاجتماعي)
آمي جونسون أول امرأة تقود طائرة من إنجلترا إلى أستراليا (مواقع التواصل الاجتماعي)

لطفية النادي
رغم أن لطفية النادي لم تحصل على رخصة لقيادة الطائرات دوليا، فإنه لا يمكن التطرق لموضوع رائدات الطيران دون أن تذكر، فهي أول امرأة مصرية أو عربية أو أفريقية تحصل على رخصة لقيادة الطائرات.

لم يكن الأمر سهلا بالنسبة إليها، فقد ولدت عام 1907 لأسرة أرستقراطية، لذا عندما قررت لطفية أن تلتحق بمدرسة تعليم الطيران لم تجد من يساندها في هذه الرغبة، مما جعلها تلجأ لصاحب المدرسة الذي وجد فيها فرصة دعاية ممتازة فساندها، وعملت هي كسكرتيرة حتى تستطيع سداد المصروفات، وعندما حصلت على شهادتها الثمينة تناقلت أخبارها كل صحف العالم فخورة بإنجازها.

هنادي الهندي
على العكس من لطفية، فإن هنادي الهندي تقول إنها لم تكن لتستطيع تحقيق أي من أحلامها لولا دعم والدها لها، الذي طالما تمنى أن تقود طائرة يوما ما. ولدت هنادي عام 1978 بمكة، ولأن المملكة السعودية لم تسمح وقتها بالتحاق الإناث لمدارس الطيران، اضطرت إلى التعلم في مدرسة طيران بالأردن.

‪هنادي الهندي تعلمت الطيران في الأردن‬ (مواقع التواصل)
‪هنادي الهندي تعلمت الطيران في الأردن‬ (مواقع التواصل)

بحصول هنادي على رخصة الطيران عام 2005، عينها رجل الأعمال والملياردير السعودي الوليد بن طلال لتقود طائرته الخاصة لمدة تقارب من عشر سنوات، حتى حصلت أخيرا على الموافقة من المملكة السعودية على إمكانية الطيران داخل السعودية، في وقت لم يكن مسموحا للمرأة في السعودية بقيادة الطائرات، بحسب أكسفورد السعودية.

حصلت هنادي على العديد من العروض الأجنبية للانضمام إليها، إلا أنها رفضت هذا الأمر بشكل قاطع، قائلة إنها تفضل أن تكون السبب في تمهيد الطريق أمام السعوديات من بعدها، حتى يستطعن دراسة قيادة الطائرات وممارستها داخل حدود المملكة.

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي