بالفيديو.. لاجئات بالأردن يُعدن إنتاج مساعداتهن لبيعها وتأمين الحاجات الضرورية
أيمن فضيلات-عمّان
تعيد اللاجئة السورية منى الشبيب (34 عاما) إنتاج المعونات الغذائية التي تتلقاها من مفوضية اللاجئين والجمعيات الخيرية على شكل معجنات أو حلويات أو أصناف من المأكولات لبيعها في البازارات والمعارض بهدف تأمين العلاج أو نفقات تدفئة الشتاء.
تعيل منى زوجا مشلولا وفتاة مصابة بالسرطان، وتقول للجزيرة نت "بالمواد الغذائية التي أحصل عليها من مفوضية اللاجئين أو الجمعيات الخيرية، أصنع أغذية وحلويات لبيعها وتأمين حاجيات العلاج لزوجي وابنتي، أقتصد في غذائنا قدر الإمكان لتأمين تدفئة الشتاء وأدوية العلاج".
وتتلقى منى معونات مالية من مفوضية اللاجئين تسدد بها إيجار البيت وفواتير الماء والكهرباء، وتنفق على عائلتها من خلال بيع المنتجات الغذائية والحلويات والملابس وغيرها.
وتقدم المفوضية السامية للاجئين في الأردن معونات مالية وغذائية للاجئين المسجلين لديها بحسب عدد الأفراد، وحالة الفقر التي يعيشون فيها، وتتراوح في المتوسط بين 250 و300 دولار شهريا.
جمعية إنتاج
اللاجئة العراقية بشائر التميمي تعرض في بازار الشتاء الثالث الذي نظمته المفوضية السامية اللاجئين في الأردن، بالتعاون مع غاليريا مول، منتجاتها الحرفية من مطرزات وحقائب وهدايا عيد الميلاد.
فمنذ ثلاث سنوات تقريبا، أنشأت بشائر مشغلا إنتاجيا لهذه الحرف، وتقول للجزيرة نت إن المشغل يضم نحو 70 سيدة من اللاجئات السوريات والعراقيات والسودانيات واليمنيات، إلى جانب الأردنيات الباحثات عن عمل، ويساعد في توفير دخل مالي وإن كان متواضعا.
توفر التميمي والعاملات معها المواد الأولية للمنتجات، إما من المساعدات العينية والمالية المقدمة لهن، وإما من خلال قروض التشغيل البسيطة، وفي حال بيع المنتجات يتم تدوير رأس المال لإدخال مواد أولية جديدة لصناعة المنتوجات.
البازار ضم أكثر من أربعين منصة لتسويق منتجات اللاجئين ومن جنسيات متعددة منها العراقية واليمنية والسودانية والسورية، إضافة إلى أبناء المجتمع المحلي الأردني، وشهد البازار توافدا للزوار لاقتناء المعروضات وشراء المنتجات المتنوعة مشكلا دعما معنويا وماليا للمنتجين.
ويعيش في الأردن نحو 750 ألف لاجئ من المسجلين لدى مفوضية اللاجئين، موزعين على 57 جنسية عربية وأجنبية، منهم قرابة 654 ألفا من اللاجئين السوريين، والبقية من الجنسيات الأخرى، ويقيم من اللاجئين السوريين نحو 126 ألفا في مخيمات الزعتري والأزرق، أما الغالبية فيقيمون خارج المخيمات.
في حين يقدر الأردن أعداد اللاجئين السوريين المقيمين في المملكة بنحو 1.3 مليون لاجئ، نصفهم مسجلين كلاجئين في المفوضية السامية والبقية يعيشون هناك من دون صفة اللاجئ.
وتصل نسبة الفقر بين اللاجئين في الأردن نحو 90%، ولمواجهة ذلك فتح الأردن للاجئين السوريين باب الحصول على تصاريح عمل داخل البلد لتوفير دخل مالي يؤمن لهم حياة كريمة.
نقش الحناء
في ركن من أركان البازار، تقف اللاجئة اليمنية أمل موفق (33 عاما) تنقش بحرفية رسومات الحناء الجميلة على يد طفلتها، وتقول للجزيرة نت "أمتهن حرفة النقش بالحناء للعرائس، وأرسم للنساء في الحفلات والمناسبات، خاصة وأن هذا النقش بدأ ينتشر في الأردن".
تضيف لأول مرة أشارك في البازار، وأسعى لتسويق نفسي لعلي أحصل على فرصة عمل أعيل بها أسرتي المكونة من خمسة أفراد، فزوجي لا يعمل لأنه غير حاصل على تصريح عمل، والديون متراكمة علينا.
ربط المنتجين بالمتسوقين
"مفوضية اللاجئين دأبت على إقامة مثل هذه البازارات دعما لمنتجات اللاجئين، ولتشكّل حلقة وصل بين المنتجين والمتسوقين، وفتح فرص عمل وأسواق جديدة للمنتجات"، تقول مسؤولة العلاقات الخارجية في مفوضية اللاجئين نداء ياسين للجزيرة نت.
وتضيف أن منتجات اللاجئين وأبناء المجتمع الأردني المعروضة في البازارات متنوعة بين المنتجات الغذائية والمطرزات والديكورات الخشبية والمنتجات الحرفية، ونسعى لتوفير دخل مالي للمشاركين من خلال بيع منتجاتهم.
مفوضية اللاجئين بدأت الشهر الماضي بتوزيع المساعدات النقدية الخاصة بفصل الشتاء للاجئين المستحقين في الأردن، وتقدم هذه المساعدات مرة واحدة خلال فصل الشتاء، وتتراوح قيمتها بين 260 دولارا للفرد الواحد و440 دولارا للعائلة المكونة من سبعة أفراد.
واستهدفت حملة مساعدات الشتاء، وفق بيانات المفوضية، قرابة 96 ألف عائلة بواقع 400 ألف لاجئ سوري، ونحو 55 ألف لاجئ من الجنسيات الأخرى غير السورية، وتهدف الحملة لتأمين الاحتياجات العاجلة للاجئين مع حلول فصل الشتاء.