#خذ_حل.. نموذج للتدوين المرئي على تويتر

إلى وقت قريب كانت مواقع التواصل الاجتماعي تتنافس بصيغة تكاملية، بحيث لا تقوم وسيلة بوظيفة الأخرى، فموقع تويتر متخصص بالتدوين الخبري القصير، وفيسبوك متخصص بالتواصل وبناء الصداقات والتدوين الطويل، بينما يحتكر يوتيوب ودايلي موشن وكيك وفيمو -وغيرها- خاصية التدوين بالفيديو.

ومع تحول مواقع التواصل الاجتماعي لميدان تجاري واسع وسوق للإعلانات، سعت كل وسيلة لإضافة خواص منافسيها إليها. فقد اعتاد الجميع على أن الطريقة المثلى للتعامل مع تويتر تكون عبر التغريد القصير، إلا أن دخول موقع تويتر على خط المنافسة مع مواقع التواصل الأخرى جعله يتيح التدوين عبر الفيديو، ليصبح بالإمكان قول ما لا يمكن قوله عبر ١٤٠ حرفا.

المغرد الصحفي السعودي أحمد العرفج كأن أحد من اهتموا بتوظيف هذه الأداة في موقع تويتر، وقام بإنشاء برنامج "خذ لك حل"، كإطلالة مرئية يتواصل من خلالها مع جمهوره الواسع في تويتر.

ويتراوح معدل إعادة تغريد كل تدوينة مرئية للعرفج بين خمسمئة وألف مرة، وهذا الرقم ليس بالهين في موقع تويتر. كما أن تجربة العرفج نوعية من حيث عدم اعتمادها على موقع يوتيوب في رفع الحلقات كما اعتاد أقرانه السعوديون، مما يعطي هذه التجربة -التي تلاقي قبولا واسعا- قيمة جديدة في عالم التدوين المرئي. 

ولا تتجاوز مدة الإطلالة المرئية الواحدة للعرفج ثلاثين ثانية فقط، مما يجعلها مناسبة جدا لمتابع تويتر الذي اعتاد على التغريد القصير المختصر، وهكذا جاءت تدوينات العرفج المرئية لتحترم خصوصية الجمهور وخصوصية الوسيلة. 

ومن الجدير بالذكر أن مواضيع العرفج أغلبها اجتماعي ونقدي لكنها بروح إيجابية، فهو يحاول دوما تجاوز الحدة وصراع التيارات، ويلخص ما يريده في ثوان قليلة تجعله خارج مظلة التقاذف والتراشق، مما ييسر عليه الوصول بسلاسة لجمهور يحاول الابتعاد عن هذه الأجواء.

غير أن تجربة التدوين المرئي على تويتر تنتظر مزيدا من الإسهامات، فالمحتوى العربي على تويتر وغيره يعاني من نقص حاد في التدوين المرئي، وربما يقلل الإسهام المرئي من تلافي معضلة غموض النص والأفكار في عالم تويتر، حيث تقول الإطلالة والصوت كثيرا مما يختبئ خلف النص.

المصدر : الجزيرة