جدل بعد فتوى سلفية تحرم عمليات طعن اليهود

أثارت فتوى شيخ السلفية العلمية في الأردن علي الحلبي جدلا واسعا عقب تحريمه عمليات الطعن التي يقوم بها فلسطينيون بالضفة ضد المستوطنين وقوات الاحتلال على الحواجز الأمنية، وأحدثت الفتوى ردود فعل واسعة في مواقع التواصل الاجتماعي حيث لقيت هجوما واسعا من قبل المغردين العرب على موقع تويتر.

وقال الحلبي في فيديو تم تداوله على يوتيوب -في معرض الرد على سؤال حول عمليات الطعن الدائرة في الضفة الغربية هذه الأيام- أن اليهودي "شخص يؤمّن عليك، ويعطيك الكهرباء والمياه، ويمرر لك الفلوس، وتشتغل عنده وتأخذ ماله، هل يجوز أن تغدره حتى لو كان يهودياً؟".

وأردف مؤكدا على ما اعتبره "السلوك المسالم لليهود" في فلسطين بقوله "كل الناس هناك جالسون، سواء في مناطق الـ48 أو الـ67، واليهود أمامهم ويحملون أسلحتهم، فترى هذا يقتل هذا، وهذا لا يقتل هذا، إلا إذا اعتدى عليه".

وقال الحلبي إن اليهود لا يبدؤون غيرهم بالاعتداء وإنما يعتدون فقط على من يعتدي عليهم، وبرر الشيخ في نهاية الفيديو هذا المدح المبطن لليهود، حيث اعتبر سلوكهم انعكاسا "لخبثهم" ورغبتهم بالظهور بمظهر الضحية والمسالم أمام هجمات الفلسطينيين وعملياتهم.

كلام الحلبي أثار موجات غضب واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي التي اعتبرت الفتوى انحيازا واضحا لليهود وتدليسا للحقائق، ونقطة سوداء في تاريخ الحلبي، وذكر مغردون مفارقة أن يكون شيخ تحريم الطعن اسمه "علي الحلبي" ورائد عمليات الطعن اسمه "مهند الحلبي". وقال المغردون إنه ما بين كلا "الحلبيين" مفارقة لواقعين يتمثلان في جسد الأمة.

وتساءل البعض ردا على فتوى الحلبي المثيرة للجدل عن "منذ متى كان يحرم الدين مباغتة لص قاتل احتل أرضا وشرد شعبا؟" -وفق قولهم- مستنكرين تعزيز ثقافة الاستسلام تحت ستار الدين، معتبرين في الوقت ذاته الفتوى خدمة جليلة لليهود في مواجهة الهبة الجماهيرية التي تدافع عن حقوق مشروعة، كما استنكروا احتفاء المواقع الإسرائيلية بالفتوى معتبرين الأمر دلالة واضحة على أن الفتوى تخدم رؤية الاحتلال الأمنية والسياسية.

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي