هل تزيد البتكوين درجة حرارة الكوكب؟

Cryptocurrency mining computer fans are seen in front of bitcoin logo during the annual Computex computer exhibition in Taipei, Taiwan June 5, 2018. REUTERS/Tyrone Siu
تقول الدراسة إن البتكوين أطلق 69 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون في العام 2017 (رويترز)

توقعت دراسة جديدة أن الزيادة الحادة في استخدام بتكوين المتعطشة للطاقة ستؤدي إلى ارتفاع في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري يتجاوز الأهداف المحددة في إطار اتفاقية باريس للمناخ. لكن خبراء يرون أن الدراسة مبنية على عدد من الافتراضات المشكوك فيها. فهل فعلا تزيد البتكوين درجة حرارة الكوكب؟

تواجه بتكوين مشكلة طاقة حيث تتطلب عملية التعدين كميات كبيرة من الكهرباء. ويمثل هذا مصدر قلق لعلماء المناخ، خاصة إذا كانت هذه العملة الجديدة تحظى بشعبية.

وتقدر الدراسة أن استخدام البتكوين قد أطلق 69 مليون طن متري من ثاني أكسيد الكربون في العام 2017، في حين كانت لا تمثل أكثر من 0.033% فقط من المعاملات غير النقدية في العام ذاته.

وأنتج علماء انبعاثات مستقبلية مبنية على مجموعة متنوعة من السيناريوهات لتزايد استخدام البتكوين في السنوات القادمة.

الغازات الدفيئة
ووجد الباحثون، من جامعة هاواي في مانوا، أن البتكوين يمكن أن يكون مسؤولاً عن انبعاثات الغازات الدفيئة الكافية لدفع تغير المناخ بمقدار 2 درجة مئوية أو 3.6 درجات فهرنهايت في غضون 11 إلى 22 عامًا.

وكما تشير الدراسة، التي نشرت في مجلة "ناتشر ناتشر شانج" (Nature Nature Change)، فإن الكثير من عمليات التنقيب عن البتكوين تجري في الصين وأجزاء أخرى من آسيا، والتي تعتمد حاليًا على الفحم في الكثير من احتياجاتها من الكهرباء.

لذلك، إذا تم استخدام بتكوين بشكل متزايد، فإن ذلك يمكن أن يرفع الانبعاثات.

لكن الدراسة مبنية على عدد من الافتراضات المشكوك فيها، كما قال الخبراء. على سبيل المثال، تفترض التوقعات أن أنواع الوقود المستخدمة لتوليد الكهرباء ستبقى كما هي اليوم.

وهذا الافتراض يتجاهل الارتفاع السريع في مصادر الطاقة المتجددة في جميع أنحاء العالم والتخلص التدريجي من محطات الفحم كثيفة الكربون من العديد من البلدان.

كما أنهم لم يأخذوا في الاعتبار احتمال أن ينتقل تعدين بتكوين من دول تستخدم طاقة الكربون، مثل الصين، إلى دول أنظف منها مثل أيسلندا أو الولايات المتحدة.

صعوبة التنبؤ
أيضا من الصعب التنبؤ بدقة حول كيفية استخدام التكنولوجيا الحديثة في المستقبل، إذ يتوقع العديد من المراقبين أن تكون بتكوين بمثابة وسيلة استثمارية أكثر من كونها عملة.

فقد وصف "إريك ماسانيت" من جامعة "نورث وسترن" (North Western) المتخصصة في الطاقة، الدراسة الجديدة في بيان بأنها "معيبة".

وأوضح ذلك بقوله "في حين أن النمو المستقبلي في مجال البتكوين لا يمكن التنبؤ به إلى حد كبير، فإن قطاع الطاقة الكهربية العالمي يتجه لإزالة الكربون، كما أن تقنيات المعلومات -بما في ذلك تقنية التعدين التي تستخدمها العملات المشفرة- أصبحت أكثر كفاءة في استخدام الطاقة. ويبدو أن المؤلفين قد تغاضوا عن هذين الاتجاهين الأخيرين في توقعاتهم، في الوقت الذي أصروا فيه على النمو الهائل في تبني العملة الجديدة، مما أدى إلى تقديرات مضخمة ومريبة للانبعاثات الكربونية المستقبلية".

مصدر قلق
وبالمثل، يقول عالم الأبحاث أرمان شهابي من مختبر "لورانس بيركلي" لمجلة "ثنك بروغريس" (ThinkProgress) إن الدراسة تفترض بقاء عوامل معينة كما هي في المستقبل مقابل حدوث نمو حاد في استخدام البتكوين.

إن تكاليف الطاقة العالية والتأثير المناخي في تعدين البتكوين هما مصدر قلق، وهو قلق مشروع، ولكن التنبؤات التي تستند على الافتراضات المتغيرة كاعتماد التكنولوجيا ومصادر الطاقة وفعالية التطبيقات من الصعب الحكم على دقتها.

المصدر : مواقع إلكترونية