دليل على وجود جليد على سطح كويكب فيستا
واستخدم العلماء تقنية خاصة تدعى "الرادار المتقلب" لتحليل سطح فيستا (متوسط قطره 525 كيلومترا)، ففي بعض المدارات عندما كانت المركبة الفضائية على وشك الذهاب وراء فيستا من منظور الأرض، كانت الاتصالات عبر أمواج الراديو ترتد عن سطحه، وكان موظفو المهمة على الأرض يستقبلون الإشارات مرة أخرى.
وأوضح عصام حجي المؤلف المشارك في الدراسة التي نشرت نتائجها الشهر الماضي في الدورية العلمية "نيتشر كوميونيكيشنز"، أن القوة النسبية لإشارات الراديو المنعكسة تشير إلى اختلافات بين الأسطح الملساء والخشنة، مع كون التضاريس الملساء تسبب انعكاسات أقوى.
وقال حجي إن من المثير أن نتمكن من استكشاف خشونة سطح فيستا بمساعدة "دون"، وحل الغموض المرتبط باحتمال وجود جليد على سطحه الضحل.
وقارن العلماء الخشونة المقدرة من بيانات "الرادار المتقلب" بخريطة تركيز الهيدروجين التي وضعها جهاز مستشعر "دون" للنيوترونات وأشعة غاما (غراند).
ولأنه يمكن للهيدروجين أن يكون مرتبطا بالماء المحجوز داخل المعادن أو حتى جليد الماء، فإن المناطق ذات المستويات الأعلى من الهيدروجين هي أكثر احتمالا للبحث عن علامات وجود جليد وتفاعله المحتمل مع السطح. وفي مناطق فيستا التي اقترحت بيانات الرادار أن السطح فيها أملس، اكتشف "غراند" تركيزات أعلى من الهيدروجين.
ويرى المؤلفون أن تغيرا طرأ على السطح نتيجة ذوبان الجليد المدفون يمكن أن يكون مسؤولا عن جعل تلك المناطق ملساء. وعلى وجه التحديد فإن الجليد المدفون قد يكون خرج إلى السطح بعد حدوث اصطدام، تسبب في ذوبان الجليد وانتقاله إلى السطح عبر الشقوق.
وتوافق هذه النتيجة عمليات رصد سابقة للمركبة دون إشارات إلى وجود جليد على سطح فيستا، فعلى سبيل المثال حددت دراسة أجريت في 2015 جداول تلائم تدفقات قصيرة الأجل من المواد التي حركتها المياه على سطح فيستا.
يذكر أن الدراسة أجريت في جامعة جنوب كاليفورنيا بدعم من برنامج الجيوفيزياء والجيولوجيا الكوكبية التابع لناسا.