تحديات تواجه قطاع الاتصالات والإنترنت بفلسطين

أبراج اتصالات في مدينة رام الله بالضفة الغربية (تصوير: عوض الرجوب-الجزيرة نت)
أبراج اتصالات في مدينة رام الله بالضفة الغربية (الجزيرة)

عوض الرجوب-رام الله

يواجه قطاع الاتصالات الفلسطيني عموما والإنترنت خصوصا تحديات كثيرة تحول دون تمتع المواطنين بخدمات ذات ميزات متقدمة وسرعات عالية أسوة بتلك التي يتمتع بها الاحتلال.

ويتصدر احتكار الاحتلال الإسرائيلي للفضاء الفلسطيني، وعدم سماحه للفلسطينيين بالاستفادة من الجيل الثالث للاتصالات وما بعده، وهيمنته على الأرض، مقدمة التحديات التي تواجه هذا القطاع، ناهيك عن إطلاق العنان لشركات إسرائيلية لتقديم خدماتها في الأراضي المحتلة.

وإضافة إلى تدني جودة الخدمات، فإن السلطة الفلسطينية تخسر سنويا قرابة 200 مليون دولار بسبب عمل شركات الاتصالات الإسرائيلية دون تصاريح من السلطة الفلسطينية، كما تخسر ناتجا سنويا لا يستهان به نظرا لمنع الجيل الثالث.

وبينما تقول وزارة الاتصالات الفلسطينية إن الاتحاد الدولي للاتصالات يساند حق فلسطين في التحكم في أثيرها، تضرب إسرائيل بعرض الحائط كل قرار وموقف دولي من شأنه أن يمنح الفلسطينيين ولو بعضا من السيادة على أرضهم.

الزهيري: كافة مؤتمرات الاتحاد تؤكد حق التحكم في الطيف موردا طبيعيا(الجزيرة)
الزهيري: كافة مؤتمرات الاتحاد تؤكد حق التحكم في الطيف موردا طبيعيا(الجزيرة)
مورد وحق
يقول وكيل الوزارة سليمان الزهيري إن كافة مؤتمرات الاتحاد تؤكد على حق التحكم في الطيف موردا طبيعيا، لكن إسرائيل ترفض الامتثال للإرادة الدولية وتصر على حرمان الفلسطينيين من حقهم ومنع وصول المعدات لهم وتوسيع نشر معداتهم خاصة في المناطق المصنفة "ج" إلا بتصريح مسبق.
 
وأشار الزهيري إلى انتشار خمس شركات اتصال إسرائيلية تقدم خدماتها في الفضاء الفلسطيني وتسيطر على نحو 20% منه دون تصاريح، مما يحرم الموازنة الفلسطينية من حوالي 200 مليون دولار سنويا.

وذكر أن إسرائيل ترفض إدخال أجهزة ومعدات خاصة بشركات الاتصالات إلى غزة، وتمنع أي أعمال إنشائية خاصة ببناء شبكات اتصالات سلكية أو لاسلكية في المناطق المصنفة "ج" والخاضعة لسيطرة الاحتلال الكاملة.

وأوضح المسؤول الفلسطيني أن المقاسم الخاصة بالشبكات الخلوية الفلسطينية تمنع من دخول فلسطين مما اضطر الشركات إلى بناء مقاسمها خارج فلسطين.

ورغم العقبات التي يواجهها قطاع الإنترنت بفلسطين، يؤكد الزهيري أن الخدمة جيدة مقارنة ببعض الدول العربية، مضيفا أن الحد الأدنى للسرعة على نظام "دي إس أل" المنزلي هو 1 غيغابايت، والأقصى 16 غيغابايتا.

ولفت وكيل الوزارة إلى انتشار آخذ في الاتساع لشركات تقديم خدمات الإنترنت اللاسلكي، لتغطية جزء من احتياجات مناطق لا يمكن لشركات الاتصالات الأرضية أن تصلها، والتي تشكل 5% من مجمل المناطق المستهدفة.

 منع الفلسطينيين من الجيل الثالث للاتصالات يحرمهم من التمتع بعشرات الخدمات التي تساهم زيادتها بمقدار 10% بنحو 3% من الناتج القومي

معوقات
وبين أن منع الفلسطينيين من الجيل الثالث للاتصالات في وقت دخلت فيه خدمة الجيل الخامس للسوق يحرمهم من التمتع بعشرات الخدمات التي تساهم زيادتها بمقدار 10% بنحو 3% من الناتج القومي حسب بعض الدراسات.

وأفاد بأن عشر شركات على الأقل تقدم خدمات الإنترنت بالنطاق العريض تعمل بفلسطين، فضلا عن شبكات تقديم خدمة الإنترنت اللاسلكي.

من جهته يقول رامي شمشوم المدير العام لشركة حضارة -كبرى الشركات المزودة لخدمات الإنترنت في فلسطين- إن أبرز المعيقات تتمثل في منع إيصال المعدات إلى قطاع غزة والضفة من جهة، والمنافسة غير الشرعية من الشركات الإسرائيلية من جهة أخرى.

وأوضح في حديثه للجزيرة نت أن التأخر في تقديم بعض الخدمات لا يعود لعدم مواكبة التطورات وإنما لسلسلة معقدة من الإجراءات والموافقات التي تحتاجها الشركة لتطوير عملها أو شراء معدات جديدة.

ووفق إحصائيات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الفلسطينية فإن عدد خطوط الهاتف الثابت في فلسطين بلغ 402 ألف في العام 2013، في حين بلغ عدد مشتركي الهاتف المحمول 3.3 ملايين مشترك.

أما بخصوص الإنترنت فتفيد المعطيات بأن عدد مشتركي الاتصال السريع بالإنترنت زاد على 204 آلاف في العام 2013، في وقت قدر عدد الحواسيب في فلسطين بحوالي نصف مليون.

المصدر : الجزيرة