اكتشاف قمر ثان للأرض يغادرها قريبا

القمر "2020 سي دي3" كما صوره مرصد جيميني يوم 24 فبراير الماضي (مرصد جيميني التابع لناسا)
القمر "2020 سي دي3" كما صوره مرصد جيميني يوم 24 فبراير/شباط الماضي (مواقع إلكترونية)

الصغير الغربي

أعلن مركز الكواكب الصغرى التابع للاتحاد الدولي لعلوم الفلك الأسبوع الماضي اكتشاف قمر ثان يدور حول الأرض قد يكون اتخذ مداره حولها منذ حوالي ثلاث سنوات فقط، وتوقعوا ألا يظل تابعا للأرض سوى لفترة قصيرة.

وكان عالما الفلك ثيودر بروين وكاسبر فيرشوس -في مرصد جبل ليمون في أريزونا- قد اكتشفا هذا الجرم باستخدام تلسكوب 1.52 متر في جبل مرصد ليمون بالقرب من توكسون أريزونا في 15 فبراير/شباط الماضي.

ومكنت الملاحظات اللاحقة حول سرعة تحركه وحجمه التقريبي من حساب مداره. وفي 25 فبراير/شباط، أعلن مركز الكواكب الصغرى هذا الاكتشاف، وأطلق عليه اسم "2020 سي دي3" غير أن المركز قال إن ارتباط القمر الجديد بالأرض سيكون لفترة قصيرة وليس نهائيا.

في شراك جاذبية الأرض
لا يذهبن خيالك بعيدا ولا تتوقع مثلا أن ترى قمرا منيرا في الليالي الحالكة مثل القمر المعروف أو أن يلتبس عليك دخول الشهور القمرية بسبب ظهور هلالين في السماء بعيد المغيب، ولا أن يكون للقمر الثاني تأثير على ظاهرة المد والجزر.

فحجمه لا يتجاوز حجم سيارة، ويتراوح قطره بين 1.9 و3.5 متر، كما أن المسافة التي تفصله عن الأرض أكبر من تلك التي تفصلنا عن القمر الرئيسي. ويقول العلماء إن هذا القمر في الأصل جسم صغير من فئة الكويكبات التي تعبر مداراتها مدار الأرض.

ومن حين لآخر، قد تقترب هذه الأجرام من الأرض أو تصطدم بها، ولكن في حالة هذا الجرم المكتشف، لن يكون التصادم كارثيا لأنه صغير جدا لدرجة أنه قد يتفتت في الغلاف الجوي قبل الوصول إلى سطح الأرض.

وبدلا من التصادم مع كوكبنا، اتخذ "2020 سي دي3" مدارا اهليجيا حول الأرض بعد وقوعه في شراك جاذبيتها منذ سنوات قليلة.

وتسمى هذه الأجرام الأقمار الصغيرة التي تتخذ حول الأرض مدارات وقتية. ومن المحتمل أن تكون الأرض مصحوبة بقمر صغير مؤقت واحد على الأقل يزيد حجمه على متر واحد قام بأكثر من دورة حولها قبل الإفلات من جديد نحو الفضاء السحيق.

يقول الباحثون إن القمر "القزم" المكتشف أخيرا ربما يكون بصدد القيام بدورته الأخيرة حول كوكبنا، وقد يفلت منها في أي وقت بسبب صغر حجمه وتأثير القمر الرئيسي والشمس عليه.

دورات قليلة قبل الرحيل
يقول الباحثون إنه يستحيل التنبؤ بمدارات مثل هذه الأجرام بشكل دقيق لأن الأجسام الصغيرة يتم دفعها بواسطة إشعاع الشمس، في الوقت الذي لا نعرف سوى القليل عن أحجامها وأشكالها وكيفية عكسها للأشعة لحساب التأثير الناتج.

الجدير بالذكر أنها ليست المرة الأولى التي يكتشف فيها علماء الفلك تابعا جديدا للأرض، ففي عام 2006 تم رصد جرم سمي لاحقا "2006 آر إتش" اتخذ مدارا حول الأرض بين سبتمبر/أيلول 2006 ويونيو/حزيران 2007، وقام بأربع دورات حولها قبل المضي في طريقه. ويقع اليوم في الجانب الآخر من الشمس، لكنه سيمر بالقرب من الأرض مرة أخرى عام 2028.

‪بعض الكويكبات التي تقترب من الأرض تتخذ مدارا حولها وتصبح تابعا لها‬ (بيكسابي)
‪بعض الكويكبات التي تقترب من الأرض تتخذ مدارا حولها وتصبح تابعا لها‬ (بيكسابي)

وفي تسعينيات القرن الماضي اكتشف العلماء قمرا صغيرا أطلق عليه "1991 في جي" قام بدورة واحدة على الأقل حول الأرض ثم أفلت من جاذبيتها، ومن المتوقع أن يعود مرة أخرى إلى كنفها في المستقبل.

وإن كان اكتشاف "2020 سي دي3" مثيرا للاهتمام من الناحية العلمية فإنه من غير المتوقع أن تحدث رقصة الباليه التي يؤديها حول الأرض الكثير من الإثارة، ومن المستبعد كذلك أن يتغنى الشعراء بجماله في الليلة الظلماء لغياب ملامحه ونوره الخافت.

المصدر : الجزيرة