العلوم لكل الناس.. كيف تحب علم الفلك بطريقة ذكية

Said سعيد - صورة للقمر تم التقاطها ومعالجتها أثناء المساق الخاص بطلاب جامعة كاليفورنيا – يوريك ألرت – متاح الاستخدام - بطريقة ذكية .. علماء يدفعون الطلاب لحب علم الفلك
صورة للقمر تم التقاطها ومعالجتها أثناء المساق الخاص بطلاب جامعة كاليفورنيا (يوريك ألرت)

شادي عبد الحافظ

نجح فريق من باحثي قسم الفلك بجامعة كاليفورنيا في ابتكار منهج تعليمي فعال للفت انتباه الطلاب ناحية علم الفلك ودفعهم للتعلق به، رغم تعقيده الشديد وحاجته للكثير من الجهد، وذلك عبر تركيزهم على التصوير الفلكي.

ونشرت نتائج تلك التجربة الفريدة في دورية "إنترناشونال جورنال أوف ستيم" التي تعنى بالمناهج التعليمية لنطاقات "ستيم" (STEM) حول العالم، وهذا اللفظ هو اختصار للسياسات التعليمية التي تتعلق بدراسة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

في هذا المنهج المبتكر، جمع فريق جامعة كاليفورنيا البحثي أكثر من 120 طالبا من نطاقات غير متخصصة في العلوم، كالاقتصاد والفلسفة والعلوم الاجتماعية، وضموهم في مساق خاص بعلم الفلك تضمن مقدمة في الفيزياء الفلكية، وخلال ذلك ركز المساق بشكل رئيسي على أساسيات التصوير الفلكي.

وتتضمن تلك الأساسيات كيفية استخدام التلسكوبات وتجهيزها من أجل عمليات التصوير، وأساسيات استخدام الكاميرات وكيفية ضبط معاييرها بحيث تلتقط أفضل صور فلكية ممكنة، وكذلك كيفية استخدام بعض البرامج الحاسوبية لمعالجة وإخراج الصور الفلكية.

وبحسب الدراسة، فإن استخدام التصوير الفوتوغرافي في أثناء الترويج لذلك المساق التعليمي كان آلية جذب ممتازة للطلبة، ومن خلال المساق تحمل الطلاب صعوبة بعض المواد العلمية من أجل الوصول لمرحلة يتمكنون فيها من التقاط صورة جميلة للسماء ليلا ومشاركتها مع أصدقائهم.

وجاءت ردود أفعال الطلاب بعد هذا المساق -في استفتاء وضعه القائمون عليه- لتقول إن الكثيرين منهم رغبوا في الاستمرار بدراسة التصوير الفلكي بصورة متقدمة، أو اعتباره هواية مستقبلية إلى جانب تخصصاتهم المتنوعة.

العلوم لكل الناس
وعلى الرغم من أن التصوير الفلكي نفسه يتعلق بتقنيات التصوير بشكل رئيسي، لكن من أجل تصوير السماء ليلا وأجرامها يجب أن تتعلم الكثير عنها، كالإحداثيات الخاصة بها وتوزيعاتها في السماء، وتطور النجوم وتركيبها، وطبيعة الأجرام السماوية كالكواكب والسدم والمجرات والاختلافات بينها، وهو ما يدفعك قليلا للانغماس في علم الفلك، فيتحقق مراد مصممي المساق.

غالبا ما تنجح المحاولات التي تدفع الطلاب لحب العلوم عن طريق الممارسة العملية، حتى لو لم تكن تخصصهم.

في الوطن العربي على سبيل المثال، شهدنا خلال العقد الماضي تصاعدا واضحا في الاهتمام بعلم الفلك، وكان السبب في ذلك هو انتشار نوادي هواة الفلك وأنشطة السياحة الفلكية، والتي تبدأ من أسئلة الجمهور البسيطة عن الظواهر الفلكية أو النجم الذي يقف إلى جوار القمر.

يثير ذلك انتباه العامة ويثير التساؤل، ويجد الأطفال تحديدا متعة غير مسبوقة في ممارسة نشاطات فلكية كتأمل القمر في تلسكوب، وهو ما قد يدفعهم لحب العلوم مستقبلا أو على الأقل امتلاك درجة من الألفة معها.

المصدر : الجزيرة