سلطعونات تغير طرق التمويه حسب البيئة
الصغير محمد الغربي
كشفت دراسة حديثة عن أن أحد أنواع سرطان البحر يغير تقنيات التمويه التي يستخدمها للتخفي حسب البيئة التي يعيش فيها. ويعد التمويه أحد أساليب الدفاع الرئيسية التي تستخدمها العديد من الكائنات الحية للبقاء على قيد الحياة.
وتتمثل أكثر تقنيات التمويه شيوعا في اتخاذ أنماط لونية مطابقة للبيئة المحيطة، لكن هذه الطريقة قد لا تكون فعالة في البيئات ذات الألوان المختلفة والمتفاوتة، لذلك تلجأ بعض الكائنات إلى تقنيات تمويه مختلفة.
ووجد باحثون من جامعة إكستر أن أحد أنواع السلطعونات الشاطئية يستخدم طريقتين مختلفتين للتمويه حسب البيئة التي يعيش فيها.
تقنيات تمويه مختلفة
وقام باحثون من جامعة إكستر في الدراسة الجديدة بمقارنة أنماط الألوان لدى سلطعونات الشاطئ من نوع (Carcinus menas) التي تعيش في المسطحات الطينية على الساحل البريطاني، مع تلك التي تعيش في البرك الساحلية الصخرية.
ووجدوا أن لون السلطعونات الموجودة في الشواطئ الطينية يتطابق بشكل وثيق مع لون الوحل الذي تعيش فيه.
في حين أن النوع نفسه من هذه الكائنات، الذي يعيش في البرك الصخرية، لا يتطابق لونه مع محيطها، لكنه يعتمد بدل ذلك على تقنية تمويه مختلفة تسمى "التلوين المضطرب" تتمثل في استخدام ألوان شديدة التباين وأشكال مختلفة من البقع والخطوط بهدف إخفاء المعالم الرئيسية التي تحدد شكل الجسم.
وقال البروفيسور مارتن ستيفنز من جامعة إكستر المشرف على إنجاز الدراسة؛ "إن السلطعونات تظهر عادة تباينا شديدا في اللون والنمط، وغالبا يصعب رؤيتها".
وحول الطريقة التي اعتمدها العلماء للقيام بهذه الدراسة التي نشرت مؤخرا في "ساينتفيك ريبورتس"، يقول الباحث "استخدمنا تحليل الصور التي تحاكي رؤية الحيوانات المفترسة كالطيور والأسماك لاختبار كيفية إخفاء سلطعونات الشاطئ لنفسها".
تماثل هنا وتباين هناك
ووجد الباحثون أن أفراد هذا النوع من السلطعونات التي تعيش في البرك الصخرية لديها مستويات أعلى بكثير من التلوين المضطرب من أقرانها التي تعيش في البرك الموحلة، وهي طريقة تبدو فعالة لإخفاء معالم الجسم وسط خلفيات صخرية معقدة في أشكالها وألوانها، وهي بيئة تجعل اكتساب هذه الكائنات لونا واحدا يتطابق مع لون ما حولها أمرا مستحيلا.
وعلى النقيض من ذلك، أظهرت نتائج البحث أن لون السلطعونات في البرك الطينية يتماثل بشكل وثيق مع لون الطين وسطوعه، ولكنها تفتقر إلى علامات التباين الحاد في الألوان والأنماط التي قد تمنحها فرصة النجاة وسط بيئة طينية موحدة.
وحسب الباحثين، فإن هذه الدراسة هي الأولى من نوعها في دراسة أنواع مختلفة من التمويه لدى الحيوانات في بيئات طبيعية مختلفة، خلافا للدراسات السابقة التي اعتمدت على اختبارات أجريت داخل نظم اصطناعية وغير طبيعية.
وعلى عكس ما يفترضه كثيرون حول لون هذا النوع من السلطعونات الذي يبدو أخضر باهتا، فإن هذه الكائنات تكتسب كذلك ألوانا متباينة، يمكن لكل فرد منها أن يكون مختلفا عن الآخرين.
وهذه الدراسة تمثل خطوة مهمة نحو فهم سبب تنوع سرطان البحر، كما يقول البروفيسور ستيفنز.