قرار بهدم منزل بوتفليقة بمدينة وجدة المغربية

منزل عائلة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة المهدد بالانهيار بزنقة اشقفان بوجدة (1) copy.jpg
المنزل آيل للسقوط وعمدة وجدة التقى قنصل الجزائر لتوضيح خلفيات القرار (الجزيرة)
حتى أبريل/نيسان 1999 تاريخ العهدة الأولى للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة على رأس السلطة في الجزائر، كانت قلة قليلة من المغاربة والجزائريين يعرفون أن بوتفليقة ولد وترعرع ودرس حتى مرحلة الثانوية بمدينة وجدة شرق المغرب شأنه في ذلك شأن العشرات من مسؤولي الجزائر الحديثة الذين لجؤوا إلى المملكة هربا من قبضة الاحتلال الفرنسي.

تنقل بوتفليقة خلال مقامه بوجدة مع عائلته التي تضم أيضا شقيقه سعيد -أحد رجال النظام الحالي- بين ثلاثة منازل، الأول يقع بممر منطقة محمد الريفي، وهو البيت الذي يرجح أحمد البكري (أحد سكان المدينة العتيقة لوجدة) في مقابلة مع الجزيرة نت أن الرئيس الجزائري ولد فيه، قبل أن ينتقل منه إلى المنزل الثاني الذي يقع في زنقة أشقفان على بعد خطوات من ذلك المنزل.

ويواجه المنزل الثاني -الذي شغلته عائلة بوتفليقة لسنوات قبل أن تنتقل إلى المنزل الثالث الذي يوجد بزنقة مضرومة وسط مدينة وجدة- قرارا بالهدم أصدرته السلطات المحلية، بالنظر إلى وضعيته المتداعية، والتي أضحت تهدد سلامة السكان المجاورين.

المنزل الآيل للسقوط صار وكرا للمخالفين للقانون للهروب من قبضة الأمن 
المنزل الآيل للسقوط صار وكرا للمخالفين للقانون للهروب من قبضة الأمن 

آيل للانهيار
خلال عملية الإحصاء -الذي باشرته السلطات للمنازل المهددة بالانهيار بالمدينة العتيقة لوجدة لتنفيذ برنامج إصلاح وهدم أشرفت عليه شركة العمران العقارية المملوكة للدولة- أدرج منزل عائلة بوتفليقة في زنقة أشقفان ضمن المنازل المهددة بالانهيار، إلى جانب العشرات من المنازل الأخرى التي تعود ملكيتها لمواطنين مغاربة.

وبناء على ذلك -وكما هو الشأن لباقي المنازل- فإن السلطات أصدرت قرارات تعتبر تلك المنازل مهددة بالانهيار ووجب هدمها.

وسبق للسكان المجاورين -حسب البكري- أن اشتكوا من وضعية هذا المنزل، خاصة وأن جزءا منه انهار فعلا في وقت سابق، كما تحول إلى مكان يلجأ إليه المخالفون للقانون للتواري فيه عن أنظار رجال الأمن.

الجيران اشتكوا من مخاطر انهيار جدران المنزل الموجود بزنقة أشقفان بوجدة الجيران اشتكوا من مخاطر انهيار جدران المنزل الموجود بزنقة أشقفان بوجدة
الجيران اشتكوا من مخاطر انهيار جدران المنزل الموجود بزنقة أشقفان بوجدة الجيران اشتكوا من مخاطر انهيار جدران المنزل الموجود بزنقة أشقفان بوجدة

ويقول رئيس بلدية وجدة عمر حجيرة للجزيرة نت إن السلطات -التي تصدر قراراتها بناء على تقارير اللجان المكلفة بإعداد لوائح المنازل المهددة بالانهيار- تشعر المعنيين بقراراتها لمباشرة الهدم من تلقاء أنفسهم، أو تباشر السلطات ذلك حفاظا على سلامة الساكنة والمساكن المجاورة بالنظر إلى أن عدم هدم المنزل يمكن أن يؤثر على النسيج العمراني لباقي المساكن المجاورة.

ولأن المنزل موضوع قرار الهدم تعود ملكيته لعائلة الرئيس الجزائري، اختار عمدة مدينة وجدة طريقة تجنبه إثارة أية حساسية في حالة إقدام السلطات على هدم المنزل، وهي اللجوء إلى القنوات الرسمية لحث عائلة بوتفليقة على مباشرة عملية الهدم من تلقاء نفسها.

لقاء رسمي
ففي 18 من سبتمبر/أيلول الحالي، استقبل عمدة وجدة عمر حجيرة القنصل العام الجزائري بالمدينة هشام كيموش بمقر البلدية، في لقاء خصص لمدارسة ملف منزل عائلة الرئيس.

المنزل الثالث لعائلة بوتفليقة بزنقة مضرومة في وجدة
المنزل الثالث لعائلة بوتفليقة بزنقة مضرومة في وجدة

وكشف عمدة وجدة أنه نبه القنصل العام إلى استعجال الأمر وضرورة مباشرة هدم المنزل، ووضع جميع التفاصيل المتعلقة بهذا الملف بين يدي القنصل العام الذي وعده بفتح قنوات الاتصال والتواصل مع عائلة الرئيس الجزائري ومباشرة الإجراءات الخاصة بذلك.

حياة الرئيس
وتضاربت الروايات عن المنزل الذي قضى فيه بوتفليقة أكثر أيامه أثناء مقامه مع عائلته بمدينة وجدة، فإذا كان البكري -الذي جاورت عائلته عائلة الرئيس الجزائري- يرجح أنه مكث في منزل أشقفان المهددة حاليا بالانهيار إلى أن أنهى تعليمه الثانوي بثانوية عبد المومن، فإن روايات أخرى تقول بأنه خلال دراسته الثانوية كان يقطن بمنزل زنقة مضرومة الذي أعيد ترميمه قبل عدة سنوات وأصبح اليوم في حلة جديدة.

لكن ما يتوفر عليه من معلومات مؤكدة يشير إلى أنه بعدما غادرت عائلة بوتفليقة منزل زنقة أشقفان باتجاه منزل مضرومة، خصص الأول لاستقبال الجزائريين الذين يقصدون وجدة، خاصة من مريدي بعض الزوايا الذين كانوا يتوافدون على مدينة وجدة.

ووفق إفادة جار آخر لعائلة بوتفليقة -في مقابلة مع الجزيرةنت، فضل عدم الكشف عن هويته- فإن الرئيس الجزائري كان معروفا عنه خلال مقامه في منزل مضرومة عدم اختلاطه كثيرا بالناس وأيضا اجتهاده وتفانيه في دراسته، وهو ما فتح له المجال خلال بلوغه مرحلة الثانوية العامة للقاء هواري بومدين الرئيس الثاني للجزائر المستقلة.

المصدر : الجزيرة