عيد بحلب ولا أضاحي

معظم الأضاحي تذبح لحساب الجمعيات الخيرية التي توزع الحصص على المحتاجين.
معظم الأضاحي تذبح لحساب الجمعيات الخيرية التي توزع الحصص على المحتاجين (الجزيرة)

عمر يوسف-حلب

يجول أبو مصطفى في سوق مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي باحثا عن أضحية رخيصة الثمن نسبيا تناسب دخله المحدود، لكنه يفشل ويقرر العودة إلى منزله، عازما الذهاب إلى سوق القرية القريبة في يوم الغد.

ويخبر أبو مصطفى صديقه عبر الهاتف أن أسعار الأضاحي مرتفعة، ويتفق الرجلان في الذهاب إلى ريف إعزاز، كون أسعار مركز المدينة مرتفعة مقارنة بسوق الريف.

ورغم أن منطقة ريف حلب الشمالي تشهد استقرارا أمنيا وعسكريا، بفعل العمليات العسكرية التركية الأخيرة (درع الفرات وغصن الزيتون) فإن أسعار الأضاحي في هذا العيد لا تناسب أصحاب الدخل المحدود، حيث يتجاوز سعر الخروف 200 دولار أميركي.

‪أسعار الأضاحي ارتفع هذا العام في ريف حلب ليتجاوز 200 دولار‬ (الجزيرة)
‪أسعار الأضاحي ارتفع هذا العام في ريف حلب ليتجاوز 200 دولار‬ (الجزيرة)

ويعزو تجار الأغنام في ريف حلب ارتفاع أسعار الأضاحي إلى غلاء الأعلاف والطلب الكبير عليها، وتأثر الأغنام بضعف الإنتاج الزراعي.

ويشير تاجر الماشية أحمد العلي إلى أن زيادة الطلب في موسم الأعياد من قبل الجمعيات والمؤسسات الخيرية يحسن من سعر الأغنام وبرفع السعر، كونها تشتري آلاف الرؤوس من الغنم.

ويخبر العلي الجزيرة نت أن النسبة الكبرى من الأضاحي تباع وتذبح بناء على تحويل أموال المغتربين السوريين الذين يطلبون منه أن يقوم بتوزيع لحوم الأضاحي على الأسر الفقيرة والمحتاجين في ريف حلب.

‪حركة الأسواق عشية العيد هزيلة قياسا بالعام الماضي‬ (الجزيرة)
‪حركة الأسواق عشية العيد هزيلة قياسا بالعام الماضي‬ (الجزيرة)

ملابس العيد
أما سوق الملابس والمواد الغذائية فليس بأفضل حالا من سوق الأغنام، فالإقبال على شراء ملابس العيد بات شيئا من الترف، كما يقول تاجر الملابس محمد عيدو، مشيرا إلى أن الناس تشتري عشية العيد الطعام والشراب فقط من أجل الضيوف.

ويضيف عيدو أن معظم الأسر التي تأتي لشراء ملابس الأطفال فقط من أجل إدخال الفرحة والبهجة على قلوبهم في أيام العيد.

في مدخل زاوية سوق الملابس يقف عبد القادر الأحمد النازح من دمشق مع ولديه الصغيرين وهما يحملان أكياس ملابس العيد والفرحة تبدو على وجهيهما، بينما يؤكد الأب أنه أنفق أكثر من 300 دولار، وهو ما يعادل راتبه الشهري، من أجل شراء ملابس لطفليه.

ويشتكي عبد القادر غلاء أسعار الملابس، وغياب الرقابة على الأسواق في أيام ما قبل عيد الأضحى، داعيا إلى ضبط ومراقبة أسعار السوق، فنسبة كبيرة من سكان مدينة إعزاز هم نازحون من أنحاء سوريا، وحالتهم المادية متردية، كما يقول.

ويعتقد عبد القادر أن الحرب في سوريا أزالت البهجة والفرحة في العيد، ولا سيما من قلوب المهجرين من منازلهم نحو الشمال السوري، فالحنين إلى مدنهم وقراهم يسكنهم طيلة الوقت.

في ريف حلب الشمالي لا تبدو مظاهر العيد واضحة كما كانت قبل الحرب السورية، فلا مراجيح نصبت في ساحة المدينة لاستقبال الأطفال صباح العيد، ولا ازدحام في الأسواق كم كان معهودا حتى ساعات الفجر الأولى، فغياب الكهرباء يدفع الناس إلى الذهاب مبكرا إلى منازلهم.

المصدر : الجزيرة