في ذكراها الخامسة.. أصداء "مجزرة رابعة" تتردد في لندن

صورة من الندوة السياسية التي عقدت ضمن يوم رابعة استذكرت المجزرة وبحثت في سبل تسليم الجناة للعدالة
المشاركون في الندوة يطالبون بتسليم الجناة للعدالة (الجزيرة)

الجزيرة نت-لندن

بين وجع الفراق ومرارة الحسرة على غياب العدالة وإفلات الجناة من العقاب؛ تحل الذكرى الخامسة للفض الدموي لاعتصامي رابعة والنهضة بمصر، التي كانت موضوعا لندوة نظمها "المجلس الثوري" المصري وعدد من الروابط المصرية البريطانية في لندن أمس، وصاحبها معرض فني يجسد جوانب من المجزرة لا تزال حاضرة. 

واعتبرت رئيسة المجلس الثوري المصري مها عزام أن الأهم في هذه الندوة "ليس الاكتفاء بالتوصيف والتوثيق، بل التخطيط والاستعداد للعودة لمصر، وتحرير ميادينها من الطغمة الفاسدة".

وقالت عزام "إن مجزرة رابعة لم تكن موجهة ضد فصيل واحد، بل ضد كل الشعب المصري؛ فهي جريمة ضد كل مواطن مصري، وضد الإنسانية، ومن العار بقاء الجناة أحرارا خارج قفص الاتهام رغم كل التقارير الحقوقية والقانونية التي وثقت جريمتهم".

وخلال حديثها في الندوة، اختارت الصحفية البريطانية إيميليا سميث الحديث عن الانتهاكات في سيناء و تهجير الأهالي والمدنيين هناك "للتدليل على مواصلة النظام نهجه الذي بدأه في رابعة والنهضة باستمرار القمع والنهج الدموي".

من جهته، توقف أمين السياسات الخارجية في حزب الحرية والعدالة محمد سودان عند ما أسماه "مجتمع رابعة"، قائلا إنه كان "مجتمعا مميزا انخرط فيه عدد من النشطاء من ثقافات وخلفيات مختلفة، جاؤوا فقط من أجل إيصال رسالة مفادها أنهم يريدون العيش بحرية، وأنهم نجحوا في التعبير عن الشعب المصري الذي يرغب في العيش بحرية وكرامة، في حين قابل العسكر تلك المطالب بالدم والقتل".

وأجمع المتحدثون في الندوة على اعتبار تقارير المنظمات الحقوقية الدولية عن "وثائق مهمة ينبغي الاستمرار في البناء عليها، ومتابعة القضايا المرفوعة في بريطانيا وخارجها، من أجل الوصول إلى إدانة المتهمين، وبدء مطاردتهم عبر العواصم الأوروبية التي يمرون بها".

‪إحدى اللوحات الفنية التي جسدت وجوه ضحايا رابعة‬ (الجزيرة)
‪إحدى اللوحات الفنية التي جسدت وجوه ضحايا رابعة‬ (الجزيرة)

التوثيق بالفن
أما شاهد العيان على فض رابعة علي عزت فقال "إن مجزرة رابعة هي الإرهاب الحقيقي الذي مارسه العسكر، وعمل عبرها على إرسال رسالة للناس مفادها أن الثورة انتهت بعد هذه الواقعة".
 
وإلى جانب الندوة، حضر الضحايا والمغيبون في السجون عبر لوحات فنية جسدت معاناتهم، وخلدت ذكرى من فارق منهم الحياة.

واستحضر الفنان التشكيلي مختار عبد الله الطفل رمضان الذي فقد أمه في رابعة وهو يصيح "بالله عليك يا ماما اصحي". قائلا إن تلك الصيحات وبراءتها لا تفارق مسمعه.

ويضيف أن صيحات الطفل الذي فقد أمه أمام عينيه أوحت له بلوحات تعبيرية إنسانية تجسد المذبحة، ويعتبرها "وفاء لهؤلاء الضحايا، وتذكيرا للعالم بأن الجناة ما زالوا بعيدين عن العقاب، وينبغي الوفاء لأرواحهم بتقديم الجناة للعدالة الدولية".

ووثق عدد من المنظمات الحقوقية والإنسانية فض اعتصام رابعة، واعتبرتها "أكبر عملية قتل جماعي للمتظاهرين في العصر الحديث"، كما تحدث تقرير لوزارة الصحة المصرية عقب المذبحة عن 670 قتيلا ونحو 4400 مصاب.

و ذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير لها أن قوات الأمن المصرية "قتلت أكثر من ألف شخص في رابعة"، مرجحة إمكانية إدراجه ضمن قائمة الجرائم ضد الإنسانية"، وقالت المنظمة الحقوقية وقتها إن قوات الأمن المصرية "نفذت واحدة من أكبر وقائع قتل المتظاهرين في يوم واحد في تاريخ العالم الحديث".

المصدر : الجزيرة