احتفاء رسمي موريتاني لافت بقادة حماس

لمحمد غلام الأمين العامل للرباط وبرلماني من الأغلبية الداعمة للرئيس لحظة وصول وفد حماس لنواكشوط
أسامة حمدان (يسار) خلال إحدى زياراته لنواكشوط (الجزيرة نت)

الهيبة الشيخ سيداتي-نواكشوط

تعددت في الآونة الأخيرة استقبالات الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في مكتبه بالقصر الرئاسي في نواكشوط لوفود يتقدمها قادة في الصف الأول من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مع مظاهر احتفاء رسمي طوال إقامتهم بالبلاد.

آخر هذه الاستقبالات كان لوفد من الحركة الفلسطينية يقوده مسؤول علاقاتها الخارجية أسامة حمدان، والناطق الرسمي باسمها سامي أبو زهري، في حين كان الوفد يشارك في الملتقى الأفريقي المقدسي الثالث المقام بنواكشوط يومي 21 و22 يوليو/تموز الجاري.

وسبق لولد عبد العزيز أن استقبل حمدان مرات عدة في مكتبه بالقصر الرئاسي خلال زيارات الأخير لنواكشوط مع وفود من حماس، كما استقبل في 22 ديسمبر/كانون الأول 2017 وفدا من الحركة يضم رئيس مكتبها السياسي السابق خالد مشعل.

ويأتي هذا الاحتفاء الرسمي رغم ارتباط الحكومة الموريتانية بعلاقات وطيدة مع دول عربية تصنف حماس ضمن الحركات الإرهابية.

كما يشكل استثناء في علاقة الرؤساء الموريتانيين بحماس، حيث يعد ولد عبد العزيز أول رئيس موريتاني يستقبل قادة من حماس في مكتبه مرات عدة، مما جعله من بين الزعماء العرب الأكثر التقاء مع قادة الحركة.

وفد حماس خلال اختتام ملتقى القدس الثاني بنواكشوط (الجزيرة نت)
وفد حماس خلال اختتام ملتقى القدس الثاني بنواكشوط (الجزيرة نت)

أسباب وفرضيات
قطع ولد عبد العزيز علاقات بلاده مع إسرائيل على هامش قمة غزة الطارئة في العاصمة القطرية الدوحة مطلع 2009 لينهي بذلك علاقات دبلوماسية دامت لأكثر من عقد، وكانت من بين أبرز أسباب الحراك الذي أدى إلى الانقلاب على الرئيس الأسبق معاوية ولد سيدي أحمد الطايع في أغسطس/آب 2005.

وتتباين الفرضيات التي يطرحها محللون للدبلوماسية الموريتانية في عهد ولد عبد العزيز بشأن موقفه من القضية الفلسطينية، بين من يعتبره قناعة مبدئية أو انحيازا لإجماع وطني وبين من يقول إنه لسحب البساط من التيار الإسلامي في البلاد.

الناطق باسم حركة حماس سامي أبو زهري يصف للجزيرة نت موريتانيا بأنها "تعطي نموذجا رائعا في وحدة الموقف الرسمي والشعبي خلف قضية فلسطين"، لافتا إلى أن حماس تعتز بهذا الموقف الذي يعبر عن احتلال القضية حيزا كبيرا في ضمير الأمة.

ويعلق القيادي في التيار الإسلامي محمد غلام ولد الحاج الشيخ للجزيرة نت بالقول إن نظام ولد عبد العزيز يبقى "أفضل الأنظمة الموريتانية من حيث التعاطي الإيجابي مع القضية الفلسطينية مهما كانت الأسباب والخلفيات".

يصف الباحث في العلاقات الدولية محمدو ولد محمد المختار للجزيرة نت الدبلوماسية الموريتانية في عهد ولد عبد العزيز بأنها تقوم على المبادئ والمصالح

من جهته، قال أمين عام للرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني ولد الحاج الشيخ إن قضية فلسطين يجب أن تظل فوق المناكفات السياسية، ويعتبر أنها ليست قضية التيار الإسلامي وحده وإنما تحظى بإجماع وطني من كافة الأطياف.

دبلوماسية غير قطبية
في السياق ذاته، يصف الباحث في العلاقات الدولية محمدو ولد محمد المختار للجزيرة نت الدبلوماسية الموريتانية في عهد ولد عبد العزيز بأنها تقوم على المبادئ والمصالح، حيث يحسب له الخروج بها من صراع القطبية إلى السيادة والاستقلالية في القرار.

ويعتبر ولد محمد المختار أن الاحتفاء الرسمي بقادة حماس في نواكشوط يدخل ضمن دبلوماسية المبادئ، كما يلفت إلى أن الاستقبال الأخير كان فرصة لتأكيد ثبات الموقف الموريتاني الداعم للقضية الفلسطينية، إذ يأتي الاستقبال الذي جرى الاثنين الماضي في مكتب الرئيس الموريتاني لوفد يضم كلا من أسامة حمدان وسامي أبو زهري بعد أيام من اتهام البلاد بأنها من بين دول صوتت لصالح مندوب إسرائيل ليكون رئيسا للجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.

 
وهو الأمر الذي نفاه رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم سيدي محم ولد محمد لتصدر حماس بيانا على لسان الناطق الرسمي باسمها سامي أبو زهري اعتبرت فيه توضيح ولد محم "تفنيدا لكل الإشاعات" التي قالت إن إسرائيل روجت لها لتشويه موريتانيا.

ويؤكد أبو زهري للجزيرة نت أن لدى حماس حرصا كبيرا على تفعيل وتطوير علاقتها مع الحكومة والشعب الموريتانيين، ويشير إلى تواصل بهذا الخصوص بين الحركة والجهات الرسمية وجميع الأحزاب والقوى الموريتانية.

المصدر : الجزيرة