فتيات يزاحمن الباعة المتجولين في شوارع دكار

فاتيماتا تحمل عبء أسرة فقيرة وتواجه الحياة من خلال بيع الفواكه على أرصفة الطرقات
فاتيماتا تحمل عبء أسرة فقيرة وتواجه الحياة عبر بيع الفواكه على أرصفة الطرقات (الجزيرة نت)
محمد الأمين-دكار
من بيت متواضع في أحد الأحياء البسيطة بضواحي العاصمة السنغالية دكار، تستيقظ حليمة ديالو (21 عاما) مبكرا لتشتري بضعة كيلوغرامات من أنواع مختلفة من الفواكه أهمها الموز والمانغو، وتنطلق إلى وسط المدينة لبيع ما اشترت، في رحلة متجددة كل يوم لتوفير لقمة العيش لعائلتها.
وفي حديث للجزيرة نت، قالت حليمة إنها تبيع ما بين 7 و10 كلغ من الموز وبضعة كيلوغرامات من الفواكه الأخرى، وتحمل بضاعتها على رأسها بين الشوارع الكبيرة، وتستغل لحظة توقيف الإشارات الحمراء لأصحاب السيارات لتبيع لهم ما يختارونه، إنه عمل شاق ولكن لا مصدر للدخل غيره.
حليمة مثال من آلاف الفتيات في السنغال ممن أرغمتهن الظروف على مزاولة البيع المتجول في الشوارع، رغم ما يعنيه ذلك من خطر وتعب.
وتزداد ظاهرة انخراط الفتيات في هذه الأعمال يوما بعد آخر، ويركزن على بيع بضائع رخيصة الثمن وقليلة العدد وخاصة الفواكه والماء البارد، وبعض حاجيات المسافرات مثل شاحن الهواتف والسجائر وغيرها.
وتذكر فاتيماتا -وهي إحدى المنخرطات في هذا العمل- أن دخلها الشهري يتراوح بين 120 و130 دولارا، موضحة أن هذا يساعد كثيرا عائلتها الفقيرة التي يبلغ عدد أفرادها سبعة، ولا يعمل منهم غيرها هي وأخوها آمادو سائق سيارة أجرة، خاصة بعد رحيل والدهم عن هذه الدنيا.
زحمة السير في دكار والتوقف عند الإشارات الحمراء فرصة للباعة المتجولين لعرض بضاعتهم (الجزيرة نت)
زحمة السير في دكار والتوقف عند الإشارات الحمراء فرصة للباعة المتجولين لعرض بضاعتهم (الجزيرة نت)

فئات مختلفة

تضم فئة الباعة المتجولين في السنغال آلافا من الشباب السنغاليين والأجانب متعددي الأبعاد ومختلفي الأوضاع، فمنهم الطالب الجامعي الذي يعمل في هذه المهمة أيام العطل فقط من أجل توفير ما يغطي حاجته طيلة سنة الدراسة.
ومنهم من يعتبر هذه المهنة هي دخله الوحيد وتمثل مسار حياته كلها بعد تسرب من المدرسة أو أرغمته الظروف على العمل في بلد تبلغ البطالة فيه بين الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 15 عاما نحو 15.7%، غير أن هذه النسبة ترتفع في الأوساط الحضرية لتبلغ 18.6%، بينما تهبط في الوسط الريفي إلى 13.1%، وتزداد البطالة بين النساء لتصل 22.1% مقابل الرجال الذين لا تتجاوز النسبة بينهم 9.6%.
ويصل معدل الراتب الأدنى في السنغال إلى 150 أورو، وذلك حسب دراسة نشرتها وزارة الاقتصاد والمالية والتخطيط السنغالية خلال الفصل الأخير من العام المنصرم 2017.
ويبلغ متوسط دخل هؤلاء الباعة المتجولين نحو 150 دولارا شهريا، وقد يزيد حسب نوعية البضائع ونشاط الشخص، وحسب المكان الذي يعمل فيه، إذ تعتبر بعض الشوارع والساحات العامة ذات نشاط تجاري كبير، كما أن إقناع البائع للزبون مسألة في غاية الأهمية، وفق ما يصرح هؤلاء.
ويرى بعض المهتمين بهذه الظاهرة أنها تساهم في تقليص البطالة بين الشباب السنغاليين وتوفير دخل ولو بسيط للآلاف، رغم أنها تحمل بعض المخاطر والكثير من الأتعاب خاصة للفتيات، لكنها في جانبها الآخر تمثل بعض الفوضى خاصة على الشوارع الكبيرة في قلب العاصمة، كما أن البضائع التي تباع فيها لا تخضع للرقابة بشكل صارم، علاوة على خروجها على نسق الضرائب والتنظيم في البلد.
المصدر : الجزيرة