لقاء رئاسات لبنان.. تهدئة مؤقتة لخلافات تياريْ عون وبري

رؤساء لبنان يتجاوزون خلافاتهم لأجل إسرائيل
اجتماع الرئاسات نزع فتيل توتر سياسي وصل للشارع اللبناني (الجزيرة)

وسيم الزهيري-بيروت

يبدو أن العاصفة السياسية التي ضربت لبنان مؤخرا -عقب تسريب شريط مصور تهجم فيه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل على رئيس البرلمان نبيه بري بعبارات قاسية- قد هدأت بعدما لامست الإشكالات بين مناصري الفريقين في الشارع الخطوط الحمر الطائفية.

وقد جاءت زيارة بري إلى القصر الجمهوري في بعبدا واجتماعه بالرئيس ميشال عون لترسخ حالة من الاستقرار النسبي، ولتفتح الباب مبدئيا أمام إعادة إطلاق عجلة العمل الحكومي والبرلماني وفق تعبير رئيس الوزراء سعد الحريري الذي شارك في اللقاء.

وقال الحريري إن الاجتماع كان إيجابيا، وإن التعاون سيظهر في المرحلة المقبلة بين الجميع. وذكر بيان صادر عن الرئاسة أن المجتمعين اتفقوا على معالجة ما حصل عن طريق المؤسسات الدستورية.

وفي شأن آخر، رأى المجتمعون بلقاء بعبدا أن التهديدات الإسرائيلية تشكل انتهاكا لقرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 وتهديدا مباشرا للاستقرار.

واتفق المجتمعون على التحرك على مختلف المستويات لمنع إسرائيل من بناء الجدار الإسمنتي داخل الحدود اللبنانية، ومن احتمال تعديها على موارد النفط والغاز في المياه الإقليمية اللبنانية، وذلك في أعقاب ادعاءات مسؤولين إسرائيليين امتلاك تل أبيب حقولا نفطية لبنانية.

امتصاص القلق
وتقول الكاتبة الصحفية دنيز عطالله إن اللقاء في القصر الرئاسي يمتص قلق الشارع في أعقاب التحركات الشعبية الاحتجاجية التي نظمها مناصرو بري ردا على تصريحات باسيل. ورأت -في حديث للجزيرة نت- أن اللقاء يشكل في مضمونه ربط نزاع بالنسبة إلى المرحلة المقبلة، مشيرة إلى وجود خلاف جوهري بين الجانبين منذ سنوات بسبب مقاربتهما المختلفة والمتباعدة لمواضيع سياسية واقتصادية.

وبشأن انعكاس اللقاء على العمل الحكومي، رأت عطالله أن الحكومة ستعود للاجتماع بعد توقف لأيام بسبب الخلافات لكن تحت ما سمته السيف المسلط من التعطيل، وستكون هناك تجاذبات سياسية تغذيها الأجواء والحملات الانتخابية قبل أشهر من موعد الاستحقاق التشريعي المرتقب في مايو/أيار المقبل.

الخلاف الذي بدأ بين فريقي رئيسي الجمهورية والبرلمان على خلفية ضرورة توقيع وزير المالية على مرسوم ترقية ضباط من الجيش دفع مراقبين للتساؤل عن انعكاساته على العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر، وهما مرتبطان بتفاهم سياسي منذ قرابة 12 عاما.

وجاءت هذه التساؤلات بعدما قال باسيل في أحاديث صحافية إن حزب الله يتبنى "خيارات في الشؤون الداخلية لا تخدم مصالح الدولة، وأن كل لبنان يدفع ثمن ذلك".

علاقة إستراتيجية
وفي هذا السياق، يرى الصحافي أمين قمورية أن محور الاشتباك في الآونة الأخيرة هو الوزير باسيل وليس الرئيس عون مؤسس التيار الحر. وقال قمورية للجزيرة نت إن باسيل رفع من سقف خطابه السياسي مستفيدا من قرب موعد استحقاق الانتخابات النيابية، ومن النظام السياسي القائم على الطائفية لتحقيق التفاف شعبي حول تياره.

وأضاف الكاتب اللبناني أن حزب الله يعتبر علاقته ببري أساسية، ولا يقبل أي شرخ داخل الكتلة الشيعية لاسيما بعد أحداث سوريا، وأضاف أن علاقة حزب الله بعون وتياره أيضا إستراتيجية، وقد أعطته قوة مهمة ويريد لها الاستمرار.

ورأى أن حزب الله يتحمل بعض الانتقادات حتى من حلفائه فيما خص القضايا الداخلية، لكنه استبعد أن تصل العلاقة الإستراتيجية بينه وبين التيار الوطني الحر إلى مرحلة الانهيار رغم بعض التباينات. وأضاف أن هذا الحزب سيبقى متمسكا بهذه العلاقة بسبب المكاسب التي جناها منها، وبسبب خشيته من انعكاسات سلبية تطاله في حال تغيير المعادلات الطائفية في البلاد.

المصدر : الجزيرة