لماذا سخر التونسيون من دبلوماسية "الزيت والتمور"؟

سخر مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي بتونس، مما كشفته صحيفة لوموند الفرنسية عن أن هدايا من "تمور وزيت زيتون تونسي"، لم تثن أعضاء البرلمان الأوروبي من وضع تونس ضمن لائحة سوداء.
صورة مركبة لوزير الخارجية التونسي وهو يحمل هدايا التمور والزيت (مواقع التواصل الاجتماعي)

سخر مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في تونس مما كشفته صحيفة لوموند الفرنسية عن أن هدايا من "تمور وزيت زيتون تونسي" لم تثن أعضاء البرلمان الأوروبي عن وضع تونس ضمن لائحة سوداء تضم الدول المعرضة بشكل كبير لتبييض الأموال وتمويل الإرهاب.

وبعد موجة الاستياء من هذا القرار والتخوف من تداعياته انضافت موجة من السخرية السوداء خلال الساعات الماضية بعد انتشار ما كتبته لوموند.

الصحيفة التي رأت أن هذا التصنيف يعد ضربة للدبلوماسية التونسية -التي اعتبرت أنه غير عادل ومتسرع ومن جانب واحد- ذكّرت القارئ بأن القرار يأتي بعد فترة غير بعيدة من النجاح في إصلاح صورة تونس المتضررة إثر سحبها من قائمة أوروبية سوداء للملاذات الضريبية الشهر الماضي.

صورة متداولة لما جاء في صحيفة لوموند مع إبراز الجملة الخاصة بالهدايا (مواقع التواصل الاجتماعي)
صورة متداولة لما جاء في صحيفة لوموند مع إبراز الجملة الخاصة بالهدايا (مواقع التواصل الاجتماعي)

جدل وسخرية
وبينت الصحيفة أن الجدل الذي صاحب إدراج تونس قبل شهرين في قائمة الملاذات الضريبية قد أيقظ المعسكر الموالي لتونس العازم على تجنب النكسة الدبلوماسية الثانية.

وأوضحت أن هذا المعسكر قدم للنواب الأوروبيين حججا تمثلت في أهمية الحفاظ على "الديمقراطية الناشئة"، فضلا عن هدايا من "زيت زيتون وتمور"، لكن ذلك لم يكن كافيا لمنع هذا التصنيف الجديد.

رواد مواقع التواصل الاجتماعي لم يغفلوا التفصيل الخاص بالهدايا التي لم تشفع لتونس، واعتبر بعضهم أن الأمر مخز ويدعو للخجل.

وتناقلت صفحات تونسية وأشخاص صورا من تقرير الصحيفة مع إبراز الجملة الخاصة بهدايا الزيت والتمور، معتبرين أن الدبلوماسية التونسية فشلت.

أحد المستخدمين اعتبر أن من أقدموا على هذا الأمر "عاشروا راشين ومرتشين، والفساد في دمهم"، وأضاف أن من شب على شيء شاب عليه.

‪‬ صفحات تونسية أبرزت ما كشفت عنه الصحيفة وتباينت التعليقات
‪‬ صفحات تونسية أبرزت ما كشفت عنه الصحيفة وتباينت التعليقات

رشوة ومساءلة
في حين ذكر آخر أن تقديم مثل هذه الهدايا بغاية الضغط ناتج عن التعود على ثقافة الرشوة والإكراميات، وعلق أحد المستخدمين على الموضوع متأسفا على حال البلاد، وكيف أصبح زيت الزيتون "رشوة" لنواب الاتحاد الأوروبي.

النائب في البرلمان التونسي ياسين العياري علق من جانبه على الموضوع قائلا: يوم الاثنين بإذن الله سأسأل السيد وزير الخارجية كتابيا حول قصة دبلوماسية "الزيت والتمر" هل خلط السيد الوزير بين عمله الحكومي وعمله الحزبي؟ (…) مؤسف ومحزن أن تصبح الدبلوماسية التونسية أضحوكة: نتائج وطرق عمل!

وفي رد على هذا المنشور علق مستخدم للفيسبوك قائلا: تلك هي الدبلوماسية الاقتصادية التي يتشدقون بها، ذاك هو واقع بعثاتنا الدبلوماسية التي لم تتعاف وأصبحت أضحوكة لدى الغرب، شباب مثقفون وحالمون يهاجرون أو يرمون به في البحر، وبطون لم تشبع من (..) التطبيل تمثلنا بالخارج، إنها بالفعل دبلوماسية التمر والزيت وما خفي كان أعظم.

‪تدوينة نائب البرلمان التونسي ياسين العياري‬ تدوينة نائب البرلمان التونسي ياسين العياري (مواقع التواصل الاجتماعي)
‪تدوينة نائب البرلمان التونسي ياسين العياري‬ تدوينة نائب البرلمان التونسي ياسين العياري (مواقع التواصل الاجتماعي)

تشكيك وتساؤل
في المقابل، شكك آخرون في مصداقية ما جاءت به الصحيفة الفرنسية، حيث تساءل أحد مستخدمي موقع فيسبوك: من قال إن لوموند ذات مصدر موثوق، من أين استقت معلوماتها، أليس من الأجدر التحقق أولا؟ هل أن هذا الخبر هو مقصود لإثارة البلبلة وذو خلفيات سياسية؟

من جهتهم، اعتبر مستخدمون آخرون أن الأمر لا يخرج عن كونه مسألة بروتوكولية عادية وغير مستغربة: فبحسب تعليق للصحفي التونسي عمر بوعزة، فإن نواب البرلمان الأوروبي نواب يمثلون أحزابا، وكل اللوبيات تشتغل بهذه الطريقة وتقدم هدايا، ونشاط مراكز الضغط علني مكشوف عندهم.

وأوضح أن هناك تحقيقات عديدة تسلط الضوء على نشاط اللوبيات والطرق التي تعتمدها لكسب أصوات النواب، متابعا: يعني أن ما نشرته لوموند عادي جدا، والفزع عندنا ناتج عن تعودنا على الرشوة المخفية.

المصدر : الجزيرة + لوموند + مواقع التواصل الاجتماعي