الخرطوم وواشنطن.. هل تحقق الجامعات ما عجزت عنه السياسة؟

ملتقى الجامعات السودانية الأميركية في الخرطوم
ملتقى الجامعات السودانية الأميركية اختتم أعماله أمس الثلاثاء بالخرطوم (الجزيرة نت)

عماد عبد الهادي-الخرطوم

في خطوة هي الأولى من نوعها وبعد أكثر من عقدين من القطيعة، تعود العلاقات بين الجامعات السودانية والأميركية في ظل تطور لافت في العلاقة بين الخرطوم وواشنطن.

واحتضنت العاصمة السودانية منذ الأحد وحتى مساء أمس الثلاثاء أول ملتقى للجامعات السودانية والأميركية بعد رفع العقوبات الأميركية عن السودان، بمشاركة العشرات من الممثلين للجامعات ومراكز البحث العلمي بالولايات المتحدة.

وينتظر السودان من جامعاته إسهاما في سعيه الكبير لإعادة علاقته بـأميركا التي لا تزال تضعه تحت قائمة الدول الراعية للإرهاب.

وتمنع واشنطن منذ أكثر من عشرين سنة كافة أوجه التعاون مع الخرطوم، وهو ما بدأ بالعودة تدريجيا في مجالات التقانة والتعاون بين مؤسسات التعليم العالي.

خطوة عملية
وبدا وزير التعليم العالي والبحث العلمي السوداني الصادق الهادي المهدي متفائلا بمشاركة 61 ممثلا للجامعات الأميركية في المؤتمر، الذي قال إنه "دليل على خطوة عملية لأجل تنفيذ قرار رفع الحظر الاقتصادي عن السودان".

‪الملتقى استهدف تحقيق التعاون بين الجامعات الأميركية ونظيراتها السودانية في مجال البحث العلمي‬ (الجزيرة نت)
‪الملتقى استهدف تحقيق التعاون بين الجامعات الأميركية ونظيراتها السودانية في مجال البحث العلمي‬ (الجزيرة نت)

وباعتقاد الوزير الذي كان يتحدث للجزيرة نت فإن المؤتمر بجانب كونه علميا بحتا "إلا أنه يبحث العديد من الأوراق العلمية في شأن الأبحاث والدراسات وقضايا السلام والتنمية الاجتماعية، ومدى تأثير الحظر الاقتصادي على السودان خلال العقدين الماضيين وعدم استفادة كل طرف من الآخر".

ووقع وفد الجامعات الأميركية مذكرات تفاهم عديدة مع عدد من الجامعات والمؤسسات العلمية أهمها مذكرات في مجال التعاون في البحث العملي.

وفي مؤشر على أن الخطوة ربما تكون مقدمة حقيقية لانفتاح بين الخرطوم وواشنطن، صرح القائم بالأعمال الأميركي في الخرطوم ستيفن كوستس بأن ملتقى الجامعات السودانية الأميركية فرصة لمد جسور التعاون على مستوى التعليم العالي "باعتبار أن السودان صاحب تاريخ مميز في مختلف المجالات".

ويقول للجزيرة نت إن رفع الحظر الاقتصادي الذي كان مطبقا على السودان "أتاح الفرصة لحضور عدد من ممثلي الجامعات الأميركية للمشاركة في الملتقى".

ووفق المدير التنفيذي للمعهد البحثي بواشنطن مايكل ماكس فإن التعاون السوداني الأميركي في مجال الأبحاث والدراسات تكلل بنهاية الملتقى بالتوقيع على مذكرات تفاهم بموجبها سيعيد مجموعة من البرامج المشتركة بين الدولتين بعد توقف دام أكثر من عشرين عاما.

الهم السياسي
وطغى الجانب السياسي للملتقى على تحليلات كثير من المتابعين السياسيين وأساتذة الجامعات السودانية الذين يرى بعضهم أن الفعالية أكبر من كونها مؤتمرا لأساتذة الجامعات وبعض مراكز البحوث العلمية في واشنطن.

‪عبد اللطيف سعيد: الهم السياسي طغى في تعاطي الخرطوم مع الأميركيين‬  (الجزيرة نت)
‪عبد اللطيف سعيد: الهم السياسي طغى في تعاطي الخرطوم مع الأميركيين‬ (الجزيرة نت)

ويدلل على ذلك أستاذ العلوم السياسية في كلية شرق النيل الجامعية عبد اللطيف محمد سعيد بأن الأهداف السياسية كانت ظاهرة في تعاطي الخرطوم مع الوفد الأميركي "وهذا همها بالطبع".

بيد أن أستاذ العلاقات الدولية في جامعة أم درمان الإسلامية أسامة بابكر لا يشاطره الرأي ذاته إذ يعتبر أن المؤتمر "خطوة في الاتجاه الصحيح وإن جاءت متأخرة".

وباعتقاد بابكر الذي كان يتحدث للجزيرة نت، فإن المؤتمر الذي استمر لثلاثة أيام "جاء لوضع قدرات التعليم العالي في السودان بموازاة قدرات نظيره الأميركي وتطويره".

ويدلل بالقول إن الانفتاح الأميركي على السودان في مجال البحث العلمي خطوة كبيرة لم تحصل من قبل حتى في أيام ازدهار العلاقات السودانية الأميركية في ثمانينيات القرن الماضي.

ويعتقد كثير من المسؤولين في الدولتين ومن بينهم مدير الشؤون العامة بالسفارة الأميركية بالخرطوم كيث هيوز، أن ملتقى الجامعات الأميركية السودانية "سيسهم في تحسين العلاقات بين الدولتين".

في حين يقول للجزيرة نت أزهري عمر عبد الباقي نائب رئيس لجنة التنسيق إن المؤتمر ناقش العديد من الأوراق التي من بينها "بناء الشراكات في البحث العلمي بين الجامعات السودانية والأميركية".

المصدر : الجزيرة