حفلات مختلطة تلهب احتفال السعودية بيومها الوطني

أثار احتفال السعودية بيومها الوطني هذا العام جدلا محتدما على منصات التواصل الاجتماعي حيث حفلت بكثير من الأخذ والرد. فرغم أن ذلك الاحتفال اتسم بكثير من ملامح الفرح، فإنه حمل قدرا مماثلا من الجدل.

وقد انقسم الجمهور إزاء طريقة الاحتفال بين من رأى في الأمر تحشيدا للروح الوطنية وشد عصبها في وقت تواجه المملكة تحديات على رأسها الحرب في اليمن، وتولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد خلفا للأمير محمد بن نايف، وبين من اعترض على تغيير البوصلة بشكل جذري حيث ظهرت النساء وهن يتمايلن على أنغام موسيقى صاخبة في بلد يُمنعن فيه من قيادة السيارة.

وانتقد مغردون على مواقع التواصل الاختلاط الذي وقع بين الرجال والنساء خلال الحفلات الموسيقية في عدد من مناطق المملكة التي تمنع في الأصل الاختلاط بين الجنسين. كما انتقد آخرون "مظاهر المجون" في بلد المقدسات الإسلامية.

وفي تعليقه على التحول الذي شهده احتفال هذا العام، قال أستاذ الأخلاق السياسية وتاريخ الأديان محمد المختار الشنقيطي إن السلطة الجديدة في المملكة غير قادرة على إيجاد مساحة مشتركة بين ناس يبحثون على الترفيه وآخرين محافظين.

ولفت إلى أن بعض أقطاب السلطة في المملكة الذي يروجون لليبرالية التي تعني في جانب منها الحرية، هم من يدافعون عن تكميم الأفواه وسجن الناس ومصادرة الرأي.

سيادة القهر
وذكر الشنقيطي في هذا السياق بما كتبته صحيفة واشنطن بوست قبل أيام والتي وصفت المملكة بـ "الزنزانة" منتقدا سيادة القهر في السعودية إما بمنطق الدين أو بمنطق الليبرالية.

أما الناشط الحقوقي السعودي يحيى عسيري فقد رأى أن السلطات السعودية لا تفقه معنى الانفتاح بعد أن اعتادت على أن تفرض على الناس التشدد، وها هي "اليوم هي تجبرهم على الاحتفال ومن لم يحتفل يجري تخوينه".

ورأى عسيري أن مفهوم الوطنية الذي سعت السلطات السعودية إلى ترسيخه من خلال هذه الاحتفالات يتناقض وانتشار الفقر والبطالة بين صفوف السعوديين، داعيا إلى "بناء وطن يجمع الجميع".

وأضاف أن تلك السلطات تسوق في الخارج أنها منفتحة وتتحاور مع الأديان وهي لا تسمح لمواطنيها بإبداء الرأي، وقال بالخصوص "من ينتقد بكلمة واحدة يتم اعتقاله على الفور" مشيرا إلى إقدام السلطات السعودية على اعتقال عدد من الكتاب في الآونة الأخيرة.

المصدر : الجزيرة