هل يلجأ تنظيم الدولة للخلايا النائمة بعد تلعفر؟

Members of Iraqi Army gather during the war between Iraqi army and Shi'ite Popular Mobilization Forces (PMF) against the Islamic State militants in al-Ayadiya, northwest of Tal Afar, Iraq August 28, 2017. REUTERS/Thaier Al-Sudani
العياضية الهدف التالي للقوات العراقية بعد تلعفر (رويترز)
أمير فندي-أربيل
 
أعلنت القوات العراقية الأحد استعادة مدينة تلعفر غربي نينوى من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية بعد ثمانية أيام من المعارك، مما يشكل ضربة كبيرة أخرى للتنظيم بعد فقدانه مدينة الموصل قبل أكثر من شهرين.
وبحسب الرواية العراقية، يبدو أن معظم مقاتلي تنظيم الدولة انسحبوا من تلعفر قبيل انطلاق المعركة وأثناء أيامها الأولى، وتوجه الكثير منهم إلى مدينة الحويجة جنوب محافظة كركوك، بينما توجه الباقون إلى بلدة العياضية شمال شرق تلعفر، والتي بدأت القوات العراقية الاثنين اقتحامها بعد أن ضربت حولها طوقا محكما.
 
يقول المحلل العسكري والإستراتيجي إحسان القيسون -وهو عميد في الجيش العراقي السابق- إن تنظيم الدولة فقد الكثير بفقدانه تلعفر التي وصفها بهمزة الوصل بين مدينتي الموصل وباقي مناطق نفوذ التنظيم على الجانب السوري، معتبرا أن التنظيم لم يعد له موطئ قدم في العراق بعد سيطرة القوات العراقية على المدينة.
وأضاف القيسون في مقابلة مع الجزيرة نت إن القوات العراقية بسيطرتها على تلعفر تمكنت من كسر الروح القتالية لدى التنظيم، لكنها لم تتمكن من القضاء على فكره وعقيدته، وهو ما سيوقظ الخلايا النائمة ويحرك الذئاب المنفردة لعقود أخرى قادمة.
لقيسون: القوات العراقية لم تتمكن من القضاء على فكر تنظيم الدولة وعقيدته (الجزيرة)
لقيسون: القوات العراقية لم تتمكن من القضاء على فكر تنظيم الدولة وعقيدته (الجزيرة)

دروس صعبة
وجاء ما حققته القوات العراقية من تقدم في تلعفر عقب دروس صعبة وقاسية تلقتها هذه القوات بسبب الأخطاء القاتلة التي وقعت فيها في معركة الموصل، وخصوصا إبان بدئها القصف العشوائي على المدينة القديمة وضرب الطائرات التابعة للتحالف الدولي أهدافا قالت عنها إنها لتنظيم الدولة، بينما اتضح أنها مجرد مواقع مدنية مأهولة بالسكان، مما رفع عدد الضحايا المدنيين بشكل أثار حفيظة المجتمع الدولي برمته.

ورأى القيسون أنه "يتعين على القوات العراقية أن تركز في مهمتها القادمة على العمل الاستخباري، فمن دون تعاون المجتمع معها لن تتمكن من محاربة التنظيم، لكن المشكلة الأكبر الآن هي أن المواطنين وخصوصا في المناطق السنية لم يعودوا يثقون في السلطات الأمنية، مما يجعل مسألة التعاون معها من قبلهم أمرا صعبا".
 
وبعد أن فقد تنظيم الدولة معظم أراضيه في العراق، لم يعد له سوى "واحات" مقطوعة عن بعضها، فما عدا الصحراء الغربية التي باتت معقله الأكبر غربي العراق وصولا إلى عمق الأراضي السورية، لم يعد موجودا إلا في مدن صغيرة مثل الحويجة والعياضية والكسك وقرى متناثرة تقول القوات العراقية إنها في طور السيطرة عليها بالكامل.
المصدر : الجزيرة