محطة أكسجين بتمويل قطري تعيد الحياة لمستشفيات تعز

بدء عملية الانتاج في محطة توليد الأوكسجين بمحافظة تعز اليمنية (الجزيرة نت) ‫‬.
بدء عملية الإنتاج بمحطة توليد الأكسجين التي أنشئت بتمويل قطري (الجزيرة)

سمير حسن-الجزيرة نت

تنفست مستشفيات مدينة تعز اليمنية الصعداء مع بداية الإنتاج في محطة توليد الأكسجين التي أعلنت السلطات المحلية افتتاحها بتمويل قطري، كأول محطة لتوليد الأكسجين في المدينة.

وجاء تشغيل هذه المحطة بعد معاناة طويلة استمرت أكثر من عامين من الحصار والحرب، الأمر الذي أدى إلى وفاة عشرات المرضى في مستشفيات المدينة نتيجة لانعدام أسطوانات الأكسجين.

واستغرق العمل في إنجاز هذا المشروع ستة أشهر، وجاء بتمويل قطري عبر مؤسسة الشيخ ثاني بن عبد الله للخدمات الإنسانية "راف"، وبإشراف يمني من مؤسسة عفيف الخيرية.

وقال مدير مكتب الصحة في تعز عبد الرحيم السامعي إن عملية الإنتاج في المحطة بدأت الأسبوع الماضي، وقد تم لأول مرة تزويد جميع المستشفيات العاملة بالمدينة بشكل كامل بمادة الأكسجين.

‪محطة توليد الأكسجين في مدينة تعز‬ (الجزيرة)
‪محطة توليد الأكسجين في مدينة تعز‬ (الجزيرة)

محطة متنقلة
وأشار في حديث للجزيرة نت إلى أن هذه المحطة تعد من المحطات المدمجة والمتنقلة، وهي تستخدم الهواء الجوي في فصل غاز الأكسجين وتنتج يوميا مئة أسطوانة، وقد جرى تدريب الطاقم العامل عليها من قبل الجهة المصنعة لها، وهي شركة تركية.

وحول ما تعنيه هذه المحطة بالنسبة لسكان المدينة، أكد السامعي أن ذلك يعني كسر الحصار والحظر عبر منع دخول أسطوانات الأكسجين والذي كان مفروضا على المدينة، وهو ما تسبب في وفاة الكثير من حالات المرضى والأطفال المواليد بالمستشفيات.

وتسببت الحرب والحصار الخانق المستمر منذ أكثر من عامين بمحافظة تعز في تفاقم الأوضاع الإنسانية والصحية بدرجة رئيسية، حيث تم إغلاق 37 مستشفى ومرفقا صحيا من إجمالي 40 منشأة صحية، نتيجة عدم توفر أبسط الإمكانيات المتمثلة في الأكسجين والأدوية والمستلزمات الطبية.

وخلال شهر يناير/كانون الثاني من العام الماضي، أدى انعدام أسطوانات الأكسجين إلى وفاة نحو 25 حالة كانت تحتاج إليه في غرف الإنعاش، وفقا للجنة الطبية بمحافظة تعز، فضلا عن التوقف عن إجراء أكثر من ستمئة عملية في تلك المستشفيات.

وقال وكيل محافظة تعز للشؤون الصحية فارس عبد الغني إن العديد من حالات الوفاة بسبب نقص الأكسجين خلال العامين الماضيين، وهي بالعشرات، حدثت في غرف العناية المركزة والعمليات وفي قسم التوليد.

‪بدء عملية الإنتاج في محطة توليد الأكسجين في تعز‬ (الجزيرة)
‪بدء عملية الإنتاج في محطة توليد الأكسجين في تعز‬ (الجزيرة)

موت أطفال
وأضاف عبد الغني في حديث للجزيرة نت "شاهدنا أمام أعيننا أطفالا خُدّجا يموتون بسبب انعدام مادة الأكسجين".

وقال إنه "مع بدء تشغيل محطة توليد الأكسجين، أصبحنا اليوم نغطي احتياج مستشفيات تعز، حيث قمنا بتوزيع أكثر من 750 أسطوانة حتى الآن، وهناك ارتياح كبير لسلاسة وسهولة وصول الأكسجين مجانا إلى جميع المستشفيات".

وأكد عبد الغني أن هذا المشروع الضخم يمثل "يدا بيضاء وصفحة مشرقة في السجل الإنساني لأشقائنا في دولة قطر، وهو إنجاز كبير جاء في الوقت المناسب بعد أن ضاقت المستشفيات بالمدينة جراء تفاقم أزمة انعدام الأكسجين".

بدوره، أكد الصحفي والناشط الحقوقي في تعز عبد القوي العزاني أن من شأن هذه المحطة أن تساهم بشكل كبير في توفير احتياجات المستشفيات والتخفيف من المعاناة في ظل استمرار الحصار، بالإضافة إلى تكاليف النقل المرتفعة للأسطوانات من محافظة عدن.

وقال في حديث للجزيرة نت إن محطة توليد الأكسجين في تعز جاءت تلبية للنداءات الإنسانية التي أطلقها جرحى ومرضى مدينة تعز بعدما منعت مليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي صالح دخول أسطوانات الأكسجين لمستشفيات تعز منذ عامين، وفرضت حصارا شاملا على المدينة وسكانها.

وأضاف أن إنجاز هذه المحطة يأتي ضمن الجهود الإغاثية والإنسانية المعتبرة التي قدمتها مؤسسات قطرية مختلفة رسمية وشعبية خلال العامين الماضيين لأبناء محافظة تعز، وخصوصا في المجال الصحي.

المصدر : الجزيرة