وزراء عرب بحكومات إسرائيل.. دوافع وأهداف
محمد محسن وتد-أم الفحم
ورأى محللون أن تعيين القرا "إجراء شكلي"، يهدف منه نتنياهو إلى تنصيب شخص ينفذ سياساته وأجندته الشخصية المتعلقة بعلاقته بالإعلام والسلطة، بعد أن اضطر بقرار من المحكمة العليا إلى تعيين أحد مكانه بالوزارة.
ويرى المحللون أن نتنياهو سيبقى متحكما ومسيطرا خلف الكواليس على وزارة الاتصالات التي تمسك بها منذ تشكيل الائتلاف الحكومي الحالي عام 2015.
لكنه -أي نتنياهو- اضطر في فبراير/شباط الماضي للتنازل عن تلك الوزارة، بسبب التحقيقات الشرطية التي يخضع لها والمتعلقة باستغلال النفوذ للحصول على منافع شخصية من وسائل الإعلام تثبته بالحكم.
هذا التعيين ورغم التصويت عليه بالإجماع بالحكومة قوبل بانتقادات شديدة اللهجة من قبل أعضاء في الائتلاف الحكومي الذين وصفوه "بالصادم والمفاجئ".
الدوافع والأهداف
ويعتقد أستاذ العلوم السياسية ومدير مركز إعلام بالناصرة د. أمل جمال أن تعيين نتنياهو للقرا وزيرا للاتصالات انطلق من دوافع شخصية لتنفيذ سياسات وأجندة رئيس الوزراء بالتأثير والسيطرة على المشهد الإعلامي الإسرائيلي.
ولفت جمال في حديثه للجزيرة نت إلى أن القرا -الذي يعد من الموالين والداعمين لنتنياهو- وجد بذلك فرصة لتثبيت حضوره السياسي بحزب الليكود الحاكم، رابطا بذلك مصيره بمستقبل نتنياهو الذي يواجه التحقيقات الشرطية بملفات تتعلق بالعلاقة بين سلطة رئيس الوزراء والإعلام.
وأكد أن القرا ليست لديه أي دراية أو سياسات واضحة تتعلق بالمشهد الإعلامي بإسرائيل، وتنصيبه سيكون خدمة شخصية لنتنياهو الذي سيواصل من وراء الكواليس التأثير على القرارات.
الحيثيات والسياسات
وفي ما بدا وزير العلوم والثقافة والرياضة الأسبق غالب مجادلة، الذي عين بالمنصب عام 2007 إبان حكومة إيهود أولمرت، موافقا مع طرح جمال، إلا أنه يخالفه الرأي في الحيثيات والسياسات العمومية التي اعتمدتها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بكل ما يتعلق بتعيين العرب في مناصب وزارية ذات صلاحيات.
ولفت إلى أن الدوافع والأهداف وإن كانت سياسية وحزبية، فإن التأثير على صنع القرار والقيام بالمهام الوزارية متعلقة بالشخص ذاته وتختلف من شخص لآخر.
وفي حالة القرا، أوضح مجادلة أن العديد من الوزراء من حزب الليكود رفضوا قبول المنصب وعرض نتنياهو الذي بحث عن أداة للهيمنة على الوزارة بعد تنازله عنها بقرار من المحكمة.