وزراء عرب بحكومات إسرائيل.. دوافع وأهداف

أيوب القرا وزير الموصلات في حكومة نتنياهو
أيوب القرا العضو العربي بالكنيست الذي عينه نتنياهو وزيرا للمواصلات (ناشطون)

محمد محسن وتد-أم الفحم

أعاد قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعيين عضو الكنيست أيوب القرا وزيرا للاتصالات إلى الواجهة السجال بشأن الدوافع والاعتبارات وراء هذا التعيين، والسياسات التي اعتمدتها الحكومات المتعاقبة بتمثيل العرب في المناصب الوزارية.

ورأى محللون أن تعيين القرا "إجراء شكلي"، يهدف منه نتنياهو إلى تنصيب شخص ينفذ سياساته وأجندته الشخصية المتعلقة بعلاقته بالإعلام والسلطة، بعد أن اضطر بقرار من المحكمة العليا إلى تعيين أحد مكانه بالوزارة.

ويرى المحللون أن نتنياهو سيبقى متحكما ومسيطرا خلف الكواليس على وزارة الاتصالات التي تمسك بها منذ تشكيل الائتلاف الحكومي الحالي عام 2015.

لكنه -أي نتنياهو- اضطر في فبراير/شباط الماضي للتنازل عن تلك الوزارة، بسبب التحقيقات الشرطية التي يخضع لها والمتعلقة باستغلال النفوذ للحصول على منافع شخصية من وسائل الإعلام تثبته بالحكم.

أمل جمال: اعتبارات سياسية وحزبية وراء تعيين العرب بوزارات هامشية (الجزيرة)
أمل جمال: اعتبارات سياسية وحزبية وراء تعيين العرب بوزارات هامشية (الجزيرة)

هذا التعيين ورغم التصويت عليه بالإجماع بالحكومة قوبل بانتقادات شديدة اللهجة من قبل أعضاء في الائتلاف الحكومي الذين وصفوه "بالصادم والمفاجئ".

الدوافع والأهداف
ويعتقد أستاذ العلوم السياسية ومدير مركز إعلام بالناصرة د. أمل جمال أن تعيين نتنياهو للقرا وزيرا للاتصالات انطلق من دوافع شخصية لتنفيذ سياسات وأجندة رئيس الوزراء بالتأثير والسيطرة على المشهد الإعلامي الإسرائيلي.

ولفت جمال في حديثه للجزيرة نت إلى أن القرا -الذي يعد من الموالين والداعمين لنتنياهو- وجد بذلك فرصة لتثبيت حضوره السياسي بحزب الليكود الحاكم، رابطا بذلك مصيره بمستقبل نتنياهو الذي يواجه التحقيقات الشرطية بملفات تتعلق بالعلاقة بين سلطة رئيس الوزراء والإعلام.

‪‬ مجادلة: كثيرون رفضوا المنصب الوزاري وقبله القرا(الجزيرة)
‪‬ مجادلة: كثيرون رفضوا المنصب الوزاري وقبله القرا(الجزيرة)

وأكد أن القرا ليست لديه أي دراية أو سياسات واضحة تتعلق بالمشهد الإعلامي بإسرائيل، وتنصيبه سيكون خدمة شخصية لنتنياهو الذي سيواصل من وراء الكواليس التأثير على القرارات.

أما في ما يتعلق بالدوافع والسياسات التي انتهجتها الحكومات المتعاقبة في تعيين عرب بمناصب وزارية، قال جمال إنه جرى تنصيبهم في وزارات هامشية وذات طابع شكلي، ولذلك كان تأثر العرب بتعيينهم محدودا.
 
وأضاف جمال أن تعيين العرب في مناصب وزارة كانت له إسقاطات سياسية بمعزل عن مهنية بعضهم، كما جاء غالبا لدوافع سياسية وحزبية.
 

الحيثيات والسياسات
وفي ما بدا وزير العلوم والثقافة والرياضة الأسبق غالب مجادلة، الذي عين بالمنصب عام 2007 إبان حكومة إيهود أولمرت، موافقا مع طرح جمال، إلا أنه يخالفه الرأي في الحيثيات والسياسات العمومية التي اعتمدتها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بكل ما يتعلق بتعيين العرب في مناصب وزارية ذات صلاحيات.

ولفت إلى أن الدوافع والأهداف وإن كانت سياسية وحزبية، فإن التأثير على صنع القرار والقيام بالمهام الوزارية متعلقة بالشخص ذاته وتختلف من شخص لآخر.

 وفي حالة القرا، أوضح مجادلة أن العديد من الوزراء من حزب الليكود رفضوا قبول المنصب وعرض نتنياهو الذي بحث عن أداة للهيمنة على الوزارة بعد تنازله عنها بقرار من المحكمة.

المصدر : الجزيرة