ليالي المديح.. سمر موريتاني لإحياء ليالي رمضان

تعدّ سهرات المديح النبوي من العادات الثابتة في شهر رمضان المبارك في موريتانيا، ويقول الموريتانيون إن السمر في ليالي رمضان لا يحلو إلا بذكر سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام، والحديث عن الغزوات والخلفاء الراشدين وامتحان معلومات الجمهور بهذا الخصوص.

وينتظر الكثير من المنشدين شهر رمضان للكشف عن جديد إنتاجهم، كما هو حال المنشد عمر ولد حمادي الذي ينتظر كل عام بلهف وشوق شهر الصيام للترويج لجديد إنتاجه، فشهر الخير والرحمة الذي أنزل فيه القرآن الكريم يستحق تحية خاصة.

يقول المنشد عمر ولد حمادي "نحن دائما نستقبل هذا الشهر العظيم بإنتاج هذه الأناشيد أولا لإحياء هذا الشهر العظيم، ثانيا للمشاركة في بعض الأنشطة التي يتم خلالها إحياء ليالي هذا الشهر العظيم، ونسعى من خلال رسالة النشيد بصفة عامة إلى أن نوصل الكثير من الرسائل وأن نعظم هذا الشهر".

وإذا كان عمر ولد حمادي يحيي شهرَ رمضان الكريم كل سنة بأناشيد متنوعة تحض على فعل الخير وعلى التسامح، فإن فرقا فنية كثيرة تضرب موعدا للجمهور خلال هذا الشهر في سمر ليلي روحاني بامتياز.

وقد سخرت هذه الفرق الفنية حناجرها لمدح رسول الله عليه الصلاة والسلام، علما بأن المدائح التي تتغنى بها هي في الوقت ذاته بمثابة دروس في السيرة النبوية وتاريخ الإسلام باللهجة المحلية ليفهمها المتلقي ويسهل عليه حفظها.

يقول مدير مهرجان ليالي المديح محمد عالي "حاولنا هذه السنة جاهدين أن يكون مجمل المداحة الذين سيشاركون في هذه النسخة من فئة الشباب، من أجل اكتشاف مواهب جديدة في هذا النمط الموسيقي الخاص بموريتانيا".

ومن خصائص فن المديح الموريتاني أنه لا تستعمل فيه أدوات موسيقية متطورة، ويجري تداول كلمات الأغاني شفهيا وتتوارثها الأجيال، وتحرص الأسر على حضور الأمسيات المخصصة للمديح التي تعقد في الهواء الطلق في جو من الحماس الذي يعبَّر عنه بالزغاريد.

المصدر : الجزيرة