اللاجئون.. معضلة تعصف بالتحالفات في هولندا

صورة من الشارع الهولندي دسمبر 2015 أمستردام هولندا صوة من الشارع الهولندي المتنوع
جانب من شوارع أمستردام (الجزيرة)

نصر الدين الدجبي-أمستردام

عطل ملف اللاجئين مفاوضات تشكيل الحكومة بين أحزاب هولندا الفائزة بالانتخابات التشريعية بسبب التجاذبات بين اليمين واليسار وعدم القدرة على التوصل إلى حل توافقي.

وبعد مرور ثلاثة أشهر على الانتخابات التي جرت يوم 15 مارس/آذار الماضي، شرع بعدها زعماء الأحزاب الأربعة الأولى المنتصرة في الدخول في مفاوضات بهدف تشكيل حكومة ائتلافية بين اليمين واليسار.

وقد شارك في المفاوضات الحزب الليبرالي والحزب المسيحي (يمين الوسط) والحزب الديقراطي 66 (وسط) وحزب الخضر (يسار)، في حين رفضت هذه الأحزاب إشراك حزب الحرية الذي يتزعمه خيرت فيلدرز المعادي للأجانب رغم حصوله على المرتبة الثانية.

وأعرب زعيم حزب الخضر ياس كلافر بعد توقف المفاوضات أن هناك أشياء مبدئية يرفض حزبه التنازل بشأنها مثل حق اللاجئين في الإقامة. وقال ياس "هناك أشياء مبدئية وعدنا بها ناخبينا لم نجدها في الائتلاف، ولم تتوفر الضمانات لتحقيقها".

وقال منسق الأحزاب المتفاوضة إثر توقف المفاوضات إنه يأسف لهذه النتيجة، وإنه سيبحث في إمكانية عقد تحالفات أخرى دون حزب الخضر في المرحلة القادمة.

   الأحزاب الفائزة رفضت تشريك حزب الحرية الذي يتزعمه فيلدرز المعادي للأجانب (رويترز-أرشيف)
   الأحزاب الفائزة رفضت تشريك حزب الحرية الذي يتزعمه فيلدرز المعادي للأجانب (رويترز-أرشيف)

عوامل خارجية
من جانبه أوضح زعيم الحزب الليبرالي مارك روته بعد فشل المفاوضات أنه يشعر بخيبة أمل، مضيفا في تصريحات لوسائل الإعلام الهولندية أنه بذل كل ما في وسعه ولكن التحالف فشل.

وقال "هناك توافقات لائقة بخصوص موضوع الهجرة نحترم فيها جميع الاتفاقيات الدولية". وتابع أن "النتائج هي نفسها التي توصلت إليها حكومات أوروبية أخرى مثل البرتغال واليونان وغيرهما، ولكن حزب الخضر رفضها".

ويتمحور الاختلاف بين الأحزاب اليمينية واليسارية حول التعامل مع اللائجين القادمين إلى هولندا، فبينما يرى الحزبان الليبرالي والمسيحي المحسوبان على اليمين أنه يمكن إعادتهم إلى دول آمنة تربطها بأوروبا وهولندا اتفاقيات، يصر حزب الخضر هلى أنه لا يمكن إعادة لاجئ إلى أي مكان إذا وصل أوروبا وثبت أن حياته مهددة.

واعتبر روته أن جزءا من أسباب فشل التشكيل الحكومي خارجي، في إشارة منه إلى تداعيات انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من اتفاقية المناخ وتعامله مع اللاجئين، مما أثّر في نزع الثقة بين الشركاء.

وقد غرد زعيم "الحزب الديمقراطي 66" ألكسندر باختولد على موقع تويتر بعد فشل المفاوضات قائلا إنها "فرصة ضاعت على هولندا من أجل التخلص من الشعبوية بصفة نهائية"، في إشارة إلى عزل زعيم حزب الحرية من المشاركة في تشكيل الحكومة.

وأصاف باختولد أن "هولندا ليست أميركا التي تنسحب من اتفاق المناخ وليست بريطانيا التي تغادر الاتحاد الأوروبي.. هولندا دولة التحالفات والتوافقات وستظل".

‪ابراهيم بورزيق: اليمين يريد أن يحكم بقوانين صارمة‬ (الجزيرة)
‪ابراهيم بورزيق: اليمين يريد أن يحكم بقوانين صارمة‬ (الجزيرة)

خوف من الناخب
وفي تعليق لإبراهيم بورزيق القيادي في حزب الخضر سابقا ورئيس تحرير صحيفة "أخبار المسلم" الإلكترونية، أوضح أن المفاوضات فعلا وصلت إلى طريق مسدود لأسباب انتخابية بالدرجة الأولى.

وفي رده على سؤال للجزيرة نت حول الأسباب الحقيقية للفشل، قال بورزيق "هناك انتخابات بلدية قادمة في مارس/آذار 2018 والحملة الانتخابية لها على الأبواب، لذلك فإن أي نتائج للتفاوض وأي مشاركة في الحكومة سيكون لها تبعات على الانتخابات البلدية القادمة".

وتابع أن اليمين يريد أن يحكم بقوانين صارمة، واليسار خارج من هزيمة سابقة ولا يريد أن يعطي مبررات جديدة لهزيمة أخرى في الانتخابات البلدية القادمة.

وحول أفق حل الأزمة، قال بورزيق إن كل شيء وارد، ولكن هناك تخوف من أن يتأخر تشكيل الحكومة إلى ما بعد الانتخابات البلدية.

‪البرلمان الهولندي في لاهاي‬  (الجزيرة)
‪البرلمان الهولندي في لاهاي‬ (الجزيرة)

آيلة للسقوط
ويرى متابعون أن تشكيل حكومة بدون فيلدرز وحزب الخضر سيجعلها حكومة ضعيفة وآيلة للسقوط في كل لحظة. 

من جانبه، أوضح لودوايك آشر زعيم حزب العمل الذي مني بهزيمة مدوية في الانتخابات التشريعية الماضية، أنه لا ينوي العودة إلى الحكومة في الوقت الحاضر.

ويتوقع كثير من الخبراء أن الخيارات باتت محدودة، ومن المتوقع أن يلتحق حزب العمل بالمفاوضات.

وتوزعت أصوات الهولنديين على نحو 13 حزبا، ثمانية منها محسوبة على اليمين (105 مقعدا) والبقية (45 مقعدا) لليسار بألوانه المختلفة.

ويبلغ عدد مقاعد البرلمان 150، ويسعى التشكيل الحكومي للحصول على أغلبية تفوق 75 مقعدا.

المصدر : الجزيرة