لهذه الأسباب صعّدت ماي لهجتها تجاه الأوروبيين

Britain's Prime Minister Theresa May welcomes Head of the European Commission, President Jean-Claude Juncker to Downing Street in London, Britain April 26, 2017. REUTERS/Hannah McKay
لقاء تيريزا ماي برئيس اللجنة الأوروبية جان كلود يونكر وُصف باللقاء الصعب (رويترز)

العياشي جابو-لندن

فاجأت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي المراقبين مجددا بإعلانها أن بعض الأطراف في الاتحاد الأوروبي توجّه تهديدات لبريطانيا، وتحاول التأثير على نتيجة الانتخابات العامة التي دعت إليها.

ولم تكن المفاجأة في انقلاب ماي على الاتحاد الأوروبي ورغبتها في أن تظهر بمظهر الزعيمة القوية للدفاع عن مصلحة بلادها في التفاوض بشأن الخروج من الاتحاد، وإنما لأنها أعلنت مؤخرا رغبتها بمحادثات بنّاءة مع الجانب الأوروبي وعدم اهتمامها بالإشاعات أو الثرثرة الإعلامية.

وجاء هذا الإعلان في معرض ردها على سؤال بشأن لقائها برئيس اللجنة الأوروبية جان كلود يونكر والذي وُصف باللقاء الصعب، الذي شابته الكثير من الخلافات إلى حد أن يونكر اعتبر أن شكوكه زادت عشرة أضعاف في التوصل إلى اتفاق لخروج بريطانيا من الاتحاد، وأن تيريزا ماي تعيش في كوكب آخر.

وذكرّت رئيسة الوزراء البريطانية وسائل الإعلام البريطانية "بقوة شخصيتها" بالقول "لقد وصفني أحد الزملاء خلال حملة المنافسة على قيادة حزب المحافظين بأنني امرأة صعبة للغاية وقلت حينها إن الشخص المقبل الذي سيكتشف ذلك هو جان كلود يونكر"، وهو ما فُهم على أنها لا تريد الإفصاح عما دار بينها وبين رئيس اللجنة الأوروبية سوى أنها قوية وقادرة على الدفاع عن مصالح بلادها.

‪قادة أوروبا يعتمدون قواعد خروج بريطانيا من الاتحاد‬ (الجزيرة)
‪قادة أوروبا يعتمدون قواعد خروج بريطانيا من الاتحاد‬ (الجزيرة)

انتخابات مبكرة
ويرى مراقبون أن تيريزا ماي تريد مرة أخرى استغلال الظرف قبل الانتخابات العامة لحث الناخبين البريطانيين على التصويت لحزب المحافظين الذي تتزعمه باعتبارها ستترأس المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي وأنها الزعيمة التي تستطيع أن تضع حدا لمن يحاول التطاول على بلادها وعلى اختيار شعبها المتمثل في الخروج من الاتحاد.

ويشير مراقبون إلى أن ماي توّد من خلال التصعيد في لهجتها تجاه الاتحاد تحذير أنصارها من مغبة التقاعس في الانتخابات العامة المقبلة، وتحاول إقناع ثلاثة ملايين بريطاني ممن صوتوا لحزب الاستقلال اليميني البريطاني "يوكيب" في انتخابات 2015 بالتصويت لحزب المحافظين باعتبارها تحمل راية الخروج من الاتحاد.

من جهتها، تساءلت أحزاب المعارضة البريطانية عن الجدوى من تصريحات ماي قبل انطلاق المفاوضات.

وقال زعيم حزب العمال جيريمي كوربن إن ماي أرادت أن تلف حزب المحافظين بالعلم البريطاني وتصرف الانتباه عن إخفاقها الاقتصادي.

أما المتحدث باسم البريكسيت في حزب الديمقراطيين الأحرار نيك كلاج فقال إن بيان رئيسة الوزراء غريب لدرجة أنه يمكن أن يصدر عن نايجل فراج، وهو الزعيم السابق لحزب الاستقلال اليميني البريطاني المعروف باستخفافه بمنظومة الاتحاد الأوروبي ومعارضته العلنية للهجرة والمهاجرين من دول الاتحاد إلى بريطانيا.

‪تيريزا ماي دعت إلى انتخابات تشريعية مبكرة‬ (الجزيرة)
‪تيريزا ماي دعت إلى انتخابات تشريعية مبكرة‬ (الجزيرة)

خلافات
وتتركز الخلافات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي بشأن البريكسيت حول إمكانية إجراء بريطانيا مفاوضات تجارية منفردة مع دول الاتحاد، بالإضافة إلى "فاتورة الطلاق التي تحدثت عنها وسائل الإعلام"، لكن هذه الخلافات وغيرها تظل موضوعات يحددها جدول التفاوض ولا يفترض لأي من الطرفين الاستباق إلى إصدار تصريحات حادة بشأنها إلى حين البدء بالتفاوض.

ونفى وزير إجراءات الخروج من الاتحاد الأوروبي ديفد ديفيس ما جاء في بعض الصحف البريطانية من تسريبات من أن فاتورة الطلاق مع الاتحاد ستكلّف بريطانيا مئة مليار يورو.

وقد جاءت تصريحات تيريزا ماي لتعزيز فكرة أن بريطانيا لن تكون لقمة سائغة للمفاوضين الأوروبيين، رغم أن رئيس المفاوضين الأوروبيين ميشال برنييه أعلن أن أوروبا لم تحدّد فاتورة بقيمة معينة وليس في نيتها إلحاق أي ضرر ببريطانيا.

المصدر : الجزيرة