زفاف في خيمة إسناد الأسرى المضربين برام الله
ميرفت صادق-رام الله
في زفة شعبية تعلوها الزغاريد، وصل العروسان رضوان وسماح إلى خيمة إسناد الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام وسط مدينة رام الله لإتمام مراسيم زفافهما، وقالا إن فرحهما لن يكتمل إلا بانتصار الأسرى المضربين عن الطعام.
وقال رضوان القطري -وهو من مخيم الأمعري للاجئين الفلسطينيين قرب رام الله- إنه وعروسه أرادا تسليط الضوء بطريقة مختلفة على قضية الأسرى المضربين وعلى معركتهم من أجل الحرية، لذلك قررا بدء زفافهما من خيمة التضامن معهم.
ورضوان هو شقيق الشهيد عيسى القطري الذي قتلته إسرائيل في اقتحام للمخيم قبل ثلاثة أعوام، وقريب الشهيد محمد القطري لاعب فريق الأمعري المعروف الذي قتله الاحتلال أيضا في مواجهات بنفس الفترة.
وجلس العروسان داخل خيمة الاعتصام محاطين بأهالي الأسرى وبالعشرات من صور المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال، وحمل طفل من أقاربهما صورة لأسير مضرب عن الطعام ومحكوم بالسجن المؤبد، في حين توشحت العروس بكوفية فلسطينية على كتفيها.
مشاركة الهموم
وقال والد العريس إن أقل ما يفعله أهالي الشهداء أن يخففوا عن أمهات الأسرى وعائلاتهم وأن يشاركوهم همومهم وأفراحهم معا. وعبّر عن أمله بأن يحقق إضراب الأسرى كافة مطالبهم وأن يعزز كذلك من وحدة الشعب الفلسطيني.
أما العروس سماح طملية فقالت "هذا أقل واجب يمكن أن نفعله بأن نشارك يومياتنا وأفراحنا الأسرى وأهاليهم" وأضافت أن "الأسرى قضية تمس كل بيت فلسطيني، وعلينا جميعا التحرك لدعم إضرابهم".
وقال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس إن العرس في خيمة التضامن مع الأسرى "يظهر كيف يقابل الشعب الفلسطيني أسراه بالحب والوفاء" وإن اختيار شقيق الشهيد وعروسه بدء حياتهم الزوجية من خيمة التضامن مع الأسرى يمثل "نقطة نضال مبنية على تعاليم الحرية والكرامة التي يكرسها الأسرى".
واعتبر فارس الزفاف في خيمة الأسرى ردا على تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو التي تصف نضال الشعب الفلسطيني وأسراه بالإرهاب، وقال "نحن نقول إننا طلاب حياة وحرية".
إلى النصر
وخلال مشاركته زفة العروسين، قال رئيس هيئة الأسرى الفلسطينيين عيسى قراقع إنه مشهد مؤثر، ووصفه بعرس الحرية، وقال "أن تُزف عروس من خيمة دعم الأسرى يعني أن فرح الفلسطينيين الحقيقي يتجسد بحرية الأسرى". ويرى أن الأسرى نجحوا بإضرابهم المستمر منذ الـ 17 من أبريل/نيسان في خلق حالة التفاف وطني غير مسبوقة حول قضيتهم.
ونظم عرس رضوان وسماح في اليوم الذي شهدت فيه الضفة الغربية وغزة والقدس إضرابا شاملا في كافة قطاعات الحياة تضامنا مع ما يزيد على 1500 أسير مضربين عن الطعام في سجون الاحتلال لتحسين ظروف اعتقالهم والسماح بزيارات منتظمة لعائلاتهم.
وقال قراقع للجزيرة نت إن "الإضراب مستمر حتى النصر" وإن أعدادا جديدة من الأسرى ستنضم إلى الإضراب في الأيام القادمة.
وتنتشر خيام التضامن مع الأسرى في معظم البلدات والمدن والمخيمات الفلسطينية، وشكلت ملتقى لفعاليات إسناد إضرابهم وأماكن لاعتصام عائلاتهم والمتضامنين معهم.