لبنان ينفض الغبار عن قضية اغتيال بشير الجميل

الرئيس الراحل بشير الجميل.(صورة مصدرها موقع مؤسسة الشهيد بشير الجميل
الرئيس الراحل بشير الجميل

وسيم الزهيري-بيروت

عادت قضية اغتيال الرئيس اللبناني الأسبق بشير الجميل إلى التداول من جديد إثر نفض المجلس العدلي الغبار عن الملف. وعقدت هيئة المجلس العدلي جلسة استكملت خلالها البحث في القضية المتهم فيها اللبنانيان حبيب الشرتوني ونبيل العلم المنتميان إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي.

ومن المنتظر أن يلتئم المجلس العدلي -وهو أعلى سلطة قضائية في لبنان– مجددا الشهر المقبل لمتابعة القضية بعدما تقرر محاكمة حبيب الشرتوني غيابيا واعتباره فارا من العدالة ووضع مذكرة إلقاء القبض الصادرة بحقه قيد التنفيذ. وكان الشرتوني أعاد في اعترافات وأحاديث سابقة سبب إقدامه على فعلته إلى اتهام الجميل بالتعامل مع إسرائيل.

وقد توارى الشرتوني عن الأنظار منذ تهريبه من السجن عام 1990 مع دخول الجيش السوري إلى المناطق الواقعة شرق بيروت بهدف إسقاط الحكومة التي كان يرأسها العماد ميشال عون.

كما طلب المجلس العدلي من السلطات اللبنانية مخاطبة وزارة الخارجية البرازيلية للتأكد من المعلومات التي تشير إلى وفاة المتهم الآخر بالقضية نبيل العلم على أراضيها.

وقد خضعت هذه المحاكمة على مر السنين إلى التوازنات والاعتبارات السياسية المتشعبة ومنها الوجود العسكري السوري على الأراضي اللبنانية وتحكّمه بمختلف مفاصل القرار ومنها السلطة القضائية.

‪حبيب الشرتوني المتهم باغتيال بشير الجميل‬  (مواقع تواصل)
‪حبيب الشرتوني المتهم باغتيال بشير الجميل‬ (مواقع تواصل)

صحوة قضائية
وأعاد وكيل عائلة الجميل المحامي والوزير السابق أدمون رزق الزخم القضائي والإعلامي الذي تلقته قضية اغتيال الجميل مؤخرا إلى ما سماها صحوة قضائية لم تقمعها التركيبة السياسية هذه المرة.

وأشار إلى أن هذه الصحوة حصلت خلال مرحلة الفراغ الرئاسي قبل انتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية، وهو ما منع المساومة والاستهانة، حسب قوله.

وأضاف رزق للجزيرة نت أن ما وصفها بـ"الحالة القمعية المتمادية والإهمال التواطئي" أديا إلى عدم متابعة القضية منذ لحظة الاغتيال، مشيرا إلى وجود تخل وخذلان من جميع الأطراف سابقا. وقال إن العهود المتعاقبة كانت فاشلة على مستوى إحياء قيم الجمهورية وخاصة مؤسسة العدالة.

واعتبر أن القضية ليست صراعا بين ورثة الجميل والمتورطين بقتله، إنما هي نموذج لإحياء مؤسسة العدالة التي تشكل معيار نجاح أي عهد ومقياس قوة أي رئيس.

وأكد المحامي ثقته بالقضاء اللبناني وشجاعته ونزاهته، لكنه أبدى بالمقابل اشمئزازه لما سماها حملة مبايعة القتلة وتأييد ثقافة القتل، معتبرا أن هذا التوجه مستجد على قيم المجتمع اللبناني.

‪مدخل قصر العدل حيث تجري المحاكمات‬ (الجزيرة)
‪مدخل قصر العدل حيث تجري المحاكمات‬ (الجزيرة)

مطالبة بالعفو
وقد رافق الجلسة الأخيرة من المحاكمة تجمع عدد من أصدقاء الشرتوني أمام قصر العدل في بيروت، ورفعوا شعارات طالبت باعتبار الشرتوني بطلا وليس مجرما.

ويقول الكاتب والصحفي فراس الشوفي إن مسألة اغتيال الجميل من ملفات الحرب الأهلية، وكان يفترض إغلاقه بعفو عام أسوة بما حصل في العديد من القضايا.

وأضاف الشوفي للجزيرة نت أن الملف يشكل حاليا مادة للاستخدام والمزايدة السياسية لسببين، أولهما أن فريقا سياسيا يعتبره مادة جذابة لشد العصب على أبواب الانتخابات النيابية وتحديدا النائب نديم الجميل نجل بشير الجميل.

واعتبر أن السبب الآخر وراء طرح الملف هو إحراج رئيس الجمهورية وقطع الطريق على حصول أي تحالف انتخابي بين التيار الوطني الحر والحزب السوري القومي الاجتماعي في بعض الأماكن.

ورأى الشوفي أن حل هذه القضية في عهدة رئيس الجمهورية الذي يستطيع إيجاد تسوية ملائمة للموضوع.

المصدر : الجزيرة