الحاجة فريال.. عنوان العائلة والوطن للاجئي سوريا بلبنان

ربما لم تسمع السورية فريال باليوم العالم للمرأة، لكنها تجسد ذاكرة العائلة والوطن بالنسبة إلى 19 حفيدا يعيشون في مخيم لـ اللاجئين السوريين في سهل البقاع اللبناني. فهي مصدر الحنان والأمان والقدرة على الاستمرار لأحفادها.

لا توحي ملامح الحاجة فريال وقسمات وجهها الهادئة كثيرا بما ألم بها خلال سنوات قليلة. لكن ثوبها الأسود وعينيها الغارقتين في الحزن تخبر بأنها فقدت زوجها وستة أبناء في سوريا.

الوالد وثلاثة من الأبناء قتلوا بقصف في يوم واحد. وتلاهم الثلاثة الآخرون واحدا بعد الآخر. فلجأت هي وابنها وأرامل أبنائها القتلى وأحفادها الـ 19 إلى لبنان.

أما أم محمد (زوجة الابن الوحيد من أبناء الحاجة فريال السبعة الباقي على قيد الحياة) فتحاول أن تدفن حزنها بعد وفاة ثلاثة من أبنائها قبل الثورة، وأن تحيا لأبنائها الثلاثة الأحياء، غير أن اعتقال ابنها محمد العام الماضي عمق المرارة والشعور بالأسى.

أجرت الحاجة فريال عملية قسطرة لقلبها الذي فاضت أوجاعه مرضا وألما على أولئك الذين فقدت، وعلى هؤلاء الذين تعجز عن مساعدتهم، وهي ترى أحلام أحفادها محصورة في الخيمة التي تجتهد أمهاتهم في تأثيثها فقط بما يقيهم البرد والجوع.

لكن فريال تواصل الحلم بأن يتسع أفق الحياة بالنسبة لهم ولأمهاتهم، ويتجاوز يوما حدود المخيم، وحدود الخوف والحاجة.

المصدر : الجزيرة