مؤتمر حضرموت.. تعثر ومطالبات بتصحيح المسار

حضرموت عاصمة التراث الشعبي اليمني - تعليم
حضر موت كبرى محافظات اليمن وتمتلك معظم ثرواته وترفد خزينة الدولة بقدر كبير من الدخل القومي (الجزيرة)

ياسر حسن-عدن

رغم مرور أكثر من أربعة أشهر على تشكل اللجنة التحضيرية لما يعرف بمؤتمر حضرموت الجامع فإنه لم ينعقد حتى الآن نتيجة اتهامات للقائمين عليه بعدم إشراك كافة القوى السياسية والاجتماعية والقبلية الحضرمية، الأمر الذي تشكل على إثره تيار تصحيح مسار المؤتمر.

وعلى الرغم من تأييد جميع الأطراف عقد المؤتمر وتأكيدها أن الهدف منه توحيد صف أبناء حضرموت والتقريب بينهم في كل الاتجاهات فإن الخلاف نشأ في ما يتعلق بالتمثيل المستحق لكل طرف في قوام اللجنة التحضيرية واتهام قيادة المؤتمر بالتفرد في اختيار لجانه.

وكان حلف قبائل حضرموت أول من دعا لعقد المؤتمر بهدف بلورة رؤية واحدة وشاملة، وصياغة مستقبل حضرموت، وذلك في ظل ما يعانيه اليمن من أزمة، وبما يضمن لحضرموت حقها في الثروة ونصيبها بالتمثيل السياسي كونها المحافظة الأكبر مساحة التي تمتلك معظم الثروات وترفد خزينة الدولة بقدر كبير من الدخل القومي.

وقال مسؤول العلاقات العامة في اللجنة التحضيرية للمؤتمر محسن نصير إن المؤتمر يهدف لترتيب البيت الداخلي الحضرمي، وتقديم وثيقة برؤية موحدة تحدد ماذا نريد لحضرموت في كافة المجالات؟ وهو مؤتمر حضرمي خالص تمثل فيه كل المكونات الحضرمية داخل حضرموت وخارجها، وحتى حضارم المهجر.

نصير: لا يوجد تأخير مقارنة بحجم العمل الذي لم يكن له مثيل في تاريخ حضرموت (الجزيرة)
نصير: لا يوجد تأخير مقارنة بحجم العمل الذي لم يكن له مثيل في تاريخ حضرموت (الجزيرة)

مفهوم خاطئ
وأكد نصير للجزيرة نت أنه ليس هناك إقصاء لأحد لأن المؤتمر لم ينعقد بعد، ولكن هناك مفهوم خاطئ لدى البعض، حيث يطالبون بالمحاصصة في قوام اللجنة التحضيرية، وهي لجنة فنية مؤقتة يقتصر عملها على استلام الرؤى من كافة المكونات وتقديمها باعتبارها مشروع رؤية متكاملة بعد تنقيحها من الخبراء والمختصين، وليس لها صلاحيات تخولها فرض أي قرار، ورغم ذلك فقد كان اختيارها ممثلا لأغلبية مكونات المجتمع الحضرمي، أما المحاصصة ومشاركة الجميع فستتمان في المرحلة القادمة خلال المؤتمر.

وبشأن تأخر انعقاد المؤتمر، قال نصير إنه لا يوجد تأخير مقارنة بحجم المهمة والعمل الذي لم يكن له مثيل سابق في تاريخ حضرموت المعاصر، مشيرا إلى أن المؤتمر سينعقد بعد استكمال مشاريع الوثائق المطلوبة ولن يتجاوز الموعد أبريل/نيسان القادم.

ونفى نصير تلقي اللجنة أي دعم خارجي، وقال "يكفينا دعم رجال الأعمال الحضارم في الداخل والخارج".

بدوره، أكد القيادي في تيار تصحيح مسار المؤتمر أحمد ناصر الفضلي عدم معارضتهم لانعقاده، وأنهم يطالبون بتصحيح مسار التحضير والإعداد له فقط، مشيرا إلى معارضتهم لتركيبة اللجنة التحضيرية التي قال إنه لم يراع فيها التنوع الموجود في المجتمع الحضرمي، بالإضافة إلى مطالبتهم بمشاركة أوسع للمغتربين في اللجنة الرئيسية وفي عضوية المؤتمر.

وأضاف للجزيرة نت أن هناك شرائح واسعة تطالب بتصحيح المسار، من بينها مكونات قبلية وأخرى سياسية عديدة، أما في المهجر فالتأييد كبير لتصحيح مسار التحضير للمؤتمر، ومع كل ذلك لم تتم الاستجابة لدعوات التصحيح حتى الآن.

‪الفضلي: لا نعارض المؤتمر لكن نطالب بتصحيح مساره ولدينا خيارات أخرى‬  (الجزيرة)
‪الفضلي: لا نعارض المؤتمر لكن نطالب بتصحيح مساره ولدينا خيارات أخرى‬  (الجزيرة)

خيارات أخرى
وأكد الفضلي أن جهود تصحيح مسار ستستمر، وفي حال الإصرار على عدم الاستجابة فإن هناك خيارات أخرى عديدة "ويكفي أننا وضعنا انطباعا أن المؤتمر لن يكون جامعا بدوننا، ومع كل ذلك فإننا لن ندعو لعقد مؤتمر مواز، ولكن ربما نعقد اجتماعا موسعا يضم مندوبين من الداخل والخارج للنظر في كيفية صياغة أهداف ممكنة التحقق تؤدي إلى تحقيق عزة حضرموت ورقيها".

من جانبه، قال رئيس تحرير موقع "حضرموت برس" عوض كشميم إن حلف قبائل حضرموت كان صاحب الدعوة لعقد المؤتمر بهدف لم شمل أبناء حضرموت وتوحيد مطالبهم الحقوقية وإشراكهم في كل ما يتعلق بتمثيلهم في الدولة، إلا أنه ومع تشكيل اللجنة التحضيرية ظهرت اعتراضات على تفرد رئيس الحلف باختيار أعضائها دون الرجوع لهيئة رئاسة الحلف التي طالبت بوجود معايير للاختيار، ولم يستجب لمطلبها، مما جعلها تعلن عن تشكيل تيار تصحيح مسار المؤتمر.

وأضاف للجزيرة نت أنه تم الشهر الماضي تشكيل لجنة توفيقية للتقريب بين الفريقين، وقدمت عددا من البدائل والحلول، منها تشكيل لجنة تحضيرية جديدة مناصفة بين الطرفين، وقوبل ذلك بالرفض من رئيس الحلف وفريقه، الأمر الذي ساهم في تأخير انعقاد المؤتمر.

واعتبر كشميم أن المؤتمر في حال انعقاده وسط هذه الظروف فإنه سيفقد صفة الجامع، خاصة أن تيار تصحيح المسار ماض في تشكيل لجان التشاور في المدن بهدف الوصول إلى مؤتمر حضرمي جامع أيضا، الأمر الذي قد يؤدي إلى انقسام مجتمعي.

المصدر : الجزيرة