هل يمهد نزوح المسيحيين لتوطين الفلسطينيين بسيناء؟

مئات المسيحيين ينزحون من سيناء بعد سلسلة هجمات
مئات المسيحيين نزحوا من سيناء بعد سلسلة هجمات استهدفتهم (الجزيرة)
دعاء عبد اللطيف-القاهرة

على مدار الأيام الأربعة الماضية، نزح المئات من مسيحيي شمال سيناء إلى محافظة الإسماعيلية شرق القاهرة، بعد وقوع حوادث استهدفت أقباطا، وراح ضحيتها سبعة مواطنين على يد مسلحين مجهولين خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.

وبينما استقبلت المطرانية الأرثوذكسية بالإسماعيلية 332 مسيحيا نازحا وأشرفت على تسكينهم في بيوت شباب حكومية وشقق بمدينتي القنطرة والمستقبل، نفت الداخلية المصرية مطالبة مواطني شمال سيناء بمغادرة منازلهم والتوجه إلى محافظات أخرى، موضحة أن نزوح المسيحيين تم بإرادتهم.

ورغم عدم إعلان تنظيم أو جماعة معينة مسؤوليته عن استهداف المسيحيين، فإن وسائل إعلامية ربطت بينها وبين الفيديو الذي بثه تنظيم الدولة الإسلامية الأسبوع الماضي ويتوعد فيه الأقلية القبطية في مصر.

‪رد الكنيسة‬ جاء (الجزيرة)
‪رد الكنيسة‬ جاء (الجزيرة)

وجاء رد فعل الكنيسة الأرثوذكسية هادئا، مكتفية ببيان أكدت فيه أن الأحداث الأخيرة تتعمد ضرب الوحدة الوطنية، وتمزيق الاصطفاف في مواجهة الإرهاب.

وكان القس مينا عبود راعي كنيسة مارمينا بالعريش قتل برصاص ملثمين في يوليو/تموز 2013، كما أعلن تنظيم "ولاية سيناء" مسؤوليته عن مقتل القس رافائيل موسى في يونيو/حزيران 2016.

ويأتي تصعيد العمليات المسلحة ضد مسيحيي سيناء بالتزامن مع ما تردد من أنباء حول توطين الفلسطينيين في سيناء، وتصريح الوزير الإسرائيلي أيوب قرا، الذي قال فيه إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طرح مشروع التوطين بديلاً عن حل الدولتين على الرئيس الأميركي دونالد ترمب، خلال لقائهما الأخير.

وفي 24 أكتوبر/تشرين الأول 2014 أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قرارا بتهجير القرى الواقعة على الشريط الحدودي بين غزة وسيناء بطول 14 كيلومترا وعمق خمسمئة متر.

مخطط تهجير
ويرى مدير التنسيقية المصرية للحقوق والحريات عزت غنيم أن مسألة نزوح المسيحيين تشير إلى أن هناك مخططا لتهجير كل أهالي سيناء دون تمييز طائفي، حيث هجر النظام الحالي أهالي رفح والشيخ زويد إجباريا قبل نحو عامين ونصف العام.

ورأى غنيم أن موقف الكنيسة المصرية مما يحدث متسق مع موقفها السياسي، مؤكدا أن "الكنيسة لن تدخل في عداوة مع السلطة حتى لو قتل كل أقباط مصر".

‪عبد العظيم: تهجير المسيحيين تمهيد لإقامة‬ دولة فلسطينية بسيناء (الجزيرة)
‪عبد العظيم: تهجير المسيحيين تمهيد لإقامة‬ دولة فلسطينية بسيناء (الجزيرة)

من جانبه، قال النائب البرلماني السابق الدكتور حاتم عبد العظيم إن الاعتداء على أسر مسيحية في سيناء يعد عملا همجيا وجريمة ضد الوطن ذاته.

ويؤكد عبد العظيم أنه لا يمكن فهم تلك الجريمة بمعزل عن السياق العام والحديث المتكرر عن إقامة دولة فلسطينية على أرض غزة وجزء من أرض سيناء مقابل ضم الضفة الغربية لدولة الاحتلال، ورأى أن إنكار السلطة مقترح توطين الفلسطينيين بسيناء مجرد نفي تكتيكي انتظارا للوقت المناسب.

وأضاف عبد العظيم أن السلطة في مصر تسابق الزمن من أجل إخلاء سيناء بشكل كامل، لافتا إلى التعامل الهادئ الذي يقارب الرضا من جانب الكنيسة تجاه ما يجري، وهي المعروف عنها تأييدها المطلق للنظام الحالي، وفق قوله.

ولم يستبعد البرلماني السابق أن يكون نزوح الأقباط تمهيدا لعمليات عسكرية عنيفة بحق أهالي سيناء يجرى التجهيز لها تمهيدا لتنفيذ مشروع إقامة الدولة الفلسطينية على أرض غزة وجزء من سيناء.

مؤامرة مدروسة
من جهته، رأي القيادي في جماعة الإخوان المسلمين الدكتور جمال حشمت أن المؤامرة في سيناء انتقلت خطوة للأمام بعد الكشف عن لقاء سري جمع السيسي ونتنياهو العام الماضي.

‪حشمت: النظام يساعد وفق خطة مرسومة‬ (الجزيرة)
‪حشمت: النظام يساعد وفق خطة مرسومة‬ (الجزيرة)

وأضاف للجزيرة نت أن النظام المصري يساعد وفق خطة مرسومة على تهجير المسيحيين من سيناء، معتبرا ذلك تمهيدا للتدخل الأجنبي الذي يُعد له منذ الانقلاب العسكري في يوليو/تموز 2013.

من جانبه، قال الصحفي القبطي مجدي شندي إن كل جماعات الإرهاب على مدى عقود اعتبرت المسيحيين البطن الرخو للدولة، ومن ثم فإنها تستهدفهم.

وأوضح للجزيرة نت أن المسيحيين يتفهمون جيدا المعركة التي تخوضها الدولة ضد الإرهاب، مضيفا أنهم هاجروا برغبتهم، ومن ثم فلم يخلق النزوح أي حزازية في نفوسهم.

المصدر : الجزيرة