انتحار مسؤول كبير في الصين شملته حملة الفساد

طالت حملة الفساد التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ، عام 2013، عدداً كبيراً من الشخصيات القيادية
(الجزيرة)

علي أبو مريحيل-بكين

أقدم مسؤول عسكري كبير في الصين على الانتحار بعد اتهامات وجهت له بالفساد، وقالت وكالة الأنباء الصينية إن الجنرال جانغ يانغ وجد الأسبوع الماضي مشنوقا في بيته بالعاصمة الصينية بكين، بعد أن اختفى عن المشهد العام أكثر من ثلاثة أشهر.

وشغل جانغ البالغ من العمر 66 عاما منصب المدير العام للإدارة السياسية في جيش التحرير الشعبي، وهو عضو في اللجنة العسكرية المركزية للحزب الشيوعي.

وبحسب الوكالة، فقد وجهت للمسؤول الصيني اتهامات بالفساد، خاصة أنه كان على علاقة بمسؤولين آخرين تم التحقيق معهم وسجنهم بسبب انتهاك قواعد الانضباط في الحزب.

كما يشتبه في أنه تلقى رشى خلال فترة عمله في الحزب، وعلى ضوء ذلك تم استجوابه، قبل أن يتوارى عن الأنظار، ويعثر عليه منتحرا في بيته في 23 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

معاقبة أكثر من مليون مسؤول صيني بقضايا فساد (الجزيرة)
معاقبة أكثر من مليون مسؤول صيني بقضايا فساد (الجزيرة)

شخصيات بارزة
شملت حملة الفساد التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2013 عددا كبيرا من الشخصيات القيادية، فقد أعلنت هيئة الانضباط في الحزب الشيوعي الصيني أنها أجرت تحقيقا مع 440 مسؤولا حزبيا، من بينهم أربعون مسؤولا من أعضاء اللجنة المركزية التي تضم 350 عضوا، وتسعة آخرون في لجنة انضباط الحزب.

وكان الحزب أعلن في وقت سابق الشهر الماضي معاقبة مليون و343 ألف مسؤول متورطين في قضايا فساد خلال السنوات الخمس الماضية.

وقالت هيئة مكافحة الفساد إن هذا العدد من المسؤولين عوقب في قضايا تتعلق بالفساد وسوء استخدام السلطة، منذ انعقاد المؤتمر الوطني 18 للحزب الشيوعي عام 2012.

ومن بين هؤلاء المسؤولين الرئيس السابق للمكتب الوطني للإحصاء وانغ باوان ورئيس الحزب السابق في لويانغ بمقاطعة خنان تشن شو فنغ وعمدة نينغ بو السابق بمقاطعة تشجيانغ ولو زي وي. وقد أدين هؤلاء بتلقي رشى تتجاوز قيمتها 17 مليون دولار.

وعزل الحزب الشيوعي أيضا في يوليو/تموز الماضي سكرتير الحزب سون جنغ تساي بمدينة تشونغ تشينغ وعضو المكتب السياسي، وأخضعه للتحقيق في قضايا تتعلق بالفساد وانتهاك قواعد الانضباط.

تحقيقات في الفساد تعطل صفقات عالمية بالصين (الجزيرة)
تحقيقات في الفساد تعطل صفقات عالمية بالصين (الجزيرة)

أرقام وثروات
تمكنت الصين في ظل الحملة -التي تستهدف مسؤولين فاسدين في الحزب والدولة- من مصادرة مبالغ كبيرة وثروات طائلة، فقبل ثلاثة أعوام صادرت السلطات الصينية أصولا بلغت قيمتها نحو 15 مليار دولار، من أسرة عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي السابق تشو يونغ كانغ، والذي تعتبر قضيته أكبر قضية فساد تشهدها الصين في تاريخها الحديث.

وكان جهاز مكافحة الفساد أعلن عام 2014 أنه جمد حسابات مصرفية يصل حجم الودائع فيها إلى 37 مليار يوان، وصادر سندات محلية وأجنبية بقيمة تبلغ 51 مليار يوان، وذلك بعد مداهمة منازل في بكين وشنغهاي وخمسة أقاليم.

كما صادرت لجنة الانضباط في الحزب أكثر من 285 شقة وفيلا لمسؤولين فاسدين، بلغت قيمتها مليارا ونصف مليار يوان، بالإضافة إلى تحف ومقتنيات ثمينة تتجاوز قيمتها السوقية مليار يوان.

وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ أكد في كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العام 19 للحزب الشيوعي الذي عقد في العاصمة بكين الشهر الماضي، أنه ماض في حملته لمكافحة الفساد، وأن الصين لن تتسامح إطلاقا مع المفسدين في الحزب والدولة.

يشار إلى أن هيئة مكافحة الفساد في الحزب الشيوعي أعلنت أنها تلقت 1.31 مليون شكوى في قضايا تتعلق بالرشى والفساد منذ مطلع العام الحالي، وأنها فتحت 260 ألف قضية، وما زالت تحقق في العديد منها.

المصدر : الجزيرة