خبير أميركي: انتصر الأسد وفقد سوريا
انتصار الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب السورية جاء بتكلفة ضخمة لـ سوريا كدولة وكشعب وأفقده سيطرته على بلاده وحوّلها من دولة ذات سيادة كانت لاعبا مهما بالشرق الأوسط إلى دولة وهمية بثقوب واسعة على حدودها أكثر من "ثقوب الجبن السويسري".
ورد ذلك بمقال للباحث بمجموعة "أولويات الدفاع" للأمن والسلام بواشنطن دانييل دي بيتريس بمجلة ناشونال إنترست الأميركية قال فيه إن الأسد ضحى بسمعة بلاده "كدولة عنيدة في الدفاع عن استقلالها وسيادتها" من أجل نجاته الشخصية والحفاظ على النظام الذي أنشأه والده قبل عقود.
وأضاف أن سوريا حاليا مكان تتفاوض قوى أجنبية مثل روسيا وإيران على وقف إطلاق النار وخفض التوتر فيه نيابة عن الحكومة السورية، كأن القادة السياسيين السوريين وكلاء عاجزون لا يقوون على فعل شيء بخلاف ما تمليه عليهم موسكو وطهران.
وأكد أن الحرس الثوري الإيراني والجيش الروسي هما اللذان يحددان الآن مصير سوريا، وأن اعتماد الأسد الكامل على ضباط الاستخبارات الإيرانيين، وقوات الصدمة التابعة لـ حزب الله، والمليشيات الشيعية، والعصابات الإجرامية، والطيارين والمستشارين الروس للحفاظ على بقاء البلاد يعني أنه لا يساوي أكثر من مخلب في يد حماته.
وبعد أن هنأ الكاتب بشار الأسد على انتصاره "ساخرا"، قال له إن العالم سيستمر يتأمل وجهك لسنوات قادمة. وحذره من تحريف ما فعله من أجل الحفاظ على منصب الرئاسة.
واستمر الكاتب في سخريته من الأسد قائلا له إنه الآن واحد من أكبر الرؤساء في العالم، ويحكم "شبه دولة" فاشلة تشبه مدنها درسدن وطوكيو عام 1945.
واختتم دي بيتريس مقاله موجها خطابه للأسد قائلا له "اقتصاد بلادك فقد كثيرا من عوائده، وفقد مجتمعه كثيرا من مفكريه ومثقفيه ومواطنيه الحيويين والمنتجين بسبب هجرة العقول التي لن تتعافى منها البلاد لأجيال عديدة قادمة".