قرارات ترمب تفرق بين المهاجر وأهله

People gather to protest against the travel ban imposed by U.S. President Donald Trump's executive order, at O'Hare airport in Chicago, Illinois, U.S. January 28, 2017. REUTERS/Kamil Krzaczynski
متظاهرون يحتشدون في شيكاغو منددين بقرارات ترمب بشأن الهجرة (رويترز)

وجدت عائلات وطلاب ومهندسون وأطباء من شتى أنحاء الشرق الأوسط ممن جعلوا الولايات المتحدة وطنهم أنهم قد يضطرون إلى التخلي عن حياة مستقرة بعد أن فرض الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب قيودا على الهجرة من سبع دول عربية وإسلامية.

وهذه الدول السبع هي إيران والعراق وسوريا واليمن والسودان وليبيا والصومال، وتشير بيانات وزارة الأمن الداخلي الأميركية إلى أنها أرسلت نحو 86 ألف زائر إلى الولايات المتحدة العام 2015. وحصل أكثر من 52 ألف شخص من هذه الدول على إقامة دائمة ذلك العام.

وبعد تخبط في بادئ الأمر، قالت وزارة الأمن الداخلي أمس السبت إن الحظر يشمل المقيمين بشكل دائم وبصورة قانونية أو من يحملون البطاقات الخضراء.

وفي ريتشموند بولاية فيرجينيا، حصل مسعود أفضلي (34 عاما) وهو مبرمج حاسوب مولود بإيران على بطاقة خضراء من خلال قرعة الهجرة العشوائية، وجاء إلى الولايات المتحدة مع زوجته وابنته قبل عام ونصف العام تقريبا.

وفي الأسبوع الماضي، ذهبت زوجته وابنته وعمرها ثلاثة أعوام لزيارة الأهل في إيران. والآن وبعد قرارات ترمب الأخيرة يواجهون احتمال أن يتشتتوا لأجل غير مسمى.

وقال أفضلي: أقمنا حياتنا بالكامل هنا، اعتقدت أن أحد قيم هذا البلد هي أنهم لا يهتمون بما هي ديانتك أو من أين جئت وأن بوسعك أن تعيش بحرية.

ولا يختلف حال حمزة الشرجبي (35 عاما) وهو يمني مولود في سوريا، ويعمل طبيبا في إدارة الطوارئ بمدينة نيويورك.

ويقيم الشرجبي بشكل دائم وقانوني بالولايات المتحدة، ويعيش هناك منذ 2012. ويقول إنه من المرجح أن يتخلى وهو وزوجته سهام إنشاصي (وهي مواطنة أميركية) عن رحلة كانا يعتزمان القيام بها إلى اليابان هذا العام خشية ألا يُسمح لهما بالعودة إلى أميركا مرة أخرى.

وبدأ الزوجان أول أمس البحث عن المدة التي سيسمح له فيها بالبقاء في الولايات المتحدة، أو عما إذا كانا سيجبران نهاية المطاف على الانتقال أو الانفصال.

وقالت إنشاصي التي ولدت في الولايات المتحدة لأبوين مهاجرين "هناك مستوى للقلق لم أصل إليه داخليا بعد". وأضافت "عشت هنا حياتي كلها ولا أعرف مكانا غيره".

‪المتظاهرون يرفعون لافتات تقول
‪المتظاهرون يرفعون لافتات تقول "لا للحظر لا للجدار"‬  المتظاهرون يرفعون لافتات تقول "لا للحظر لا للجدار" (رويترز)

لكل مهاجر قصة
وقال سلمان ميرزاي (33 عاما) المولود بإيران ويعيش في إيثاكا في نيويورك إن زوجته حصلت على تأشيرة لإجراء بحث بجامعة كورنيل وحصلت على درجة الدكتوراه في مركّب البوليمر الكيميائي من جامعة طهران ثم انتقلا للولايات المتحدة قبل عامين ليحضر برنامج أعمال بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس.

وعادت زوجته وابنته إلى إيران للحصول على تأشيرتيْ دخول صدرتا أول أمس الجمعة، لكن لم يلصق مسؤولو الجمارك الأميركية التأشيرتين على جوازي السفر عن طريق الخطأ.

وأرسلت القنصلية الأميركية في مونتريال رسالة بالبريد الإلكتروني ذكرت فيها أن ما حدث وقع "سهوا" وأنه ستتم إعادة جوازي السفر وعليهما التأشيرتان في أسرع وقت ممكن.

وقال "أعتقد لو ما كان هذا الخطأ قد وقع فإنهما كانتا ستصلان إلى الولايات المتحدة في يوم إصدار ترمب للأمر التنفيذي".

وبدأ ميرزاي مشروعه الخاص بإنشاء شركة لخدمات الأغذية كان يأمل أن تتوسع داخل الجامعات، كما اشترى أثاثا جديدا لمنزله الذي استأجره لفترة طويلة.

وفي ستيلووتر في أوكلاهوما، يفكر صالح تاغفيان (36 عاما) في كيفية العيش مجددا مع زوجته التي كانت في زيارة للعائلة بإيران، ويخشى من احتمال عدم قدرتها على العودة إلى الولايات المتحدة مرة أخرى. وكان الاثنان في سبيلهما للحصول على البطاقة الخضراء.

ويقوم تاغفيان بتدريس إدارة المياه الزراعية بجامعة ولاية أوكلاهوما. وصوّت كثير من الفلاحين الذين يعمل معهم لصالح ترمب. وقال "لا أعتقد أنهم صوتوا لترمب من أجل ذلك، اتصلوا بي عدة مرات وقالوا إنهم يصلون من أجلنا".

المصدر : رويترز