ما مآلات وقف إطلاق النار بالسودان؟
عماد عبد الهادي-الخرطوم
وتتوقع الحكومة -وفق وزير خارجيتها إبراهيم غندور- أن تنجح مجهوداتها في تثبيت القرار الأميركي قبل انقضاء فترة المراقبة الممنوحة لها وهي ستة شهور.
وكان مجلس الوزراء قرر في جلسة استثنائية تمديد قرار وقف إطلاق النار لمدة ستة شهور. وألحقه بدعوة لإعداد الإجراءات الكفيلة باستيعاب الآثار الإيجابية لقرار الإدارة الأميركية بشأن رفع العقوبات جزئيا عن السودان.
ووفق الناطق الرسمي باسم المجلس عمر محمد صالح، وجه مجلس الوزراء ببذل مزيد من الجهد لتنفيذ التزامات السودان خلال الفترة المتبقية بالشفافية المطلوبة.
ومن بين الشروط التي ستخضع لها الحكومة لأجل تثبيت القرار الأميركي هي السلام في السودان وكيفية نجاحها في تحقيقه، إلى جانب السلام في جنوب السودان ودعمه ومكافحة "الإرهاب" ومحاربة جيش الرب الأوغندي للمقاومة، والشأن الإنساني في المنطقتين النيل الأزرق وجنوب كردفان.
وبدا واضحا أن الحكومة السودانية تعمل هذه المرة جاهدة لتنفيذ خارطة الطريق المتفق عليها لقطع الطريق أمام أي رجعة أميركية بعد المهلة الممنوحة، خاصة وأن جزءا من المطالب قد تم التفاهم بشأنها فعليا.
وكانت إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته باراك أوباما قررت رفع العقوبات جزئيا عن الخرطوم بعد تأكدها من انخفاض مستوى العنف في مناطق النزاع، وزيادة معدلات الوصول إلى المتضررين من الحروب في مناطق العمليات.
متابعة حقيقية
وفي السياق، يرى الخبير في مجال الدراسات الإستراتيجية حسن مكي أن وقف إطلاق النار من المطالب الرئيسية للسلام في السودان والذي تريده أميركا. وباعتقاده فإن سلام السودان من المسائل التي ستحظى بمتابعة أميركية حقيقية.
ويقول مكي لـ الجزيرة نت إن الإسراع في تنفيذ تلك المطالب الأميركية دفع الحكومة لتمديد وقف إطلاق النار الذي سيمهد لحوار بينها وبين المتمردين.
ويضيف صالح للجزيرة نت "الخرطوم لم تكن مطمئنة للوعد الأميركي، ولذلك قرر الرئيس البشير بداية الشهر تمديد وقف إطلاق النار لشهر واحد".
ويعتبر المتحدث أنه بعد القرار الأميركي، عادت الحكومة لاتخاذ قرار التمديد، متوقعا الوصول إلى سلام في دارفور على الأقل في الفترة القريبة المقبلة بعد فتح الحوار وإضافة ملاحق جديدة لاتفاقية الدوحة لسلام دارفور.
ساحة مكشوفة
من جانيه، يرى الكاتب والمحلل السياسي أنور شمبال أن الساحة السودانية أصبحت مكشوفة الآن، وبالتالي فلا داعي لتأخر الحكومة أو تماطلها في اتخاذ قرار يقرب الشقة بينها وبين المتمردين من جهة وبينها وبين الولايات المتحدة من الجهة الأخرى، وفق رأيه.
ويعتبر شمبال في حديثه للجزيرة نت أن بندين من الشروط الأميركية "هما الأكثر إلحاحا للمعالجة، السلام في السودان وكشف ما تبقى من ملفات حول الإرهاب والجريمة العابرة للحدود".