السباق للبيت الأبيض يضطر ترامب لمغازلة الأقليات

Republican U.S. presidential nominee Donald Trump speaks at Youngstown State University in Youngstown, Ohio August 15, 2016. REUTERS/Eric Thayer
المرشح الجمهوري دونالد ترامب متحدثا في أوهايو الأميركية الأسبوع الماضي (رويترز)
ناصر الحسيني-واشنطن

أثار المرشح الجمهوري دونالد ترامب الجدل مجددا بتقربه من الأقليات التي أغضبها طوال حملته الانتخابية، تاركا أميركا تتساءل إن كان غير مواقفه حقا أم أنها مجرد تمثيلية في مشهد مسرحي يديره بدهاء.

وعاد النقاش العلني قويا هذه المرة بعدما تحدثت حملة ترامب عن أن الملياردير مرشح الجمهوريين بدأ "يغير" و"يخفف" مواقفه المتشددة الأولية التي عرف بها تجاه الأجانب والمسلمين والمهاجرين.

وكان ترامب حاز بالفعل على شهرة غير مسبوقة وضمن الفوز بأصوات الجمهوريين بسبب لجوئه إلى أسلوب التشدد في المواقف، خاصة تجاه الأجانب.

وكان أول زعيم سياسي يملك "الشجاعة الكافية" -كما يقول- ليعبر عما يلوج في خاطر الملايين من البيض الأميركيين من نفور ضد المهاجرين، ويعلن أنه سيبني حائطا على الحدود الأميركية المكسيكية، ويصف المهاجرين السريين من المكسيك وباقي دول أميركا اللاتينية بـ"المجرمين"، ناهيك عن التشكيك في وطنية مسلمي أميركا والمطالبة بمنع قدوم المسلمين إلى الولايات المتحدة وقاية من "الإرهاب".

خطة تراجع
في خضم تلك التصريحات التي لقيت صدى واسعا لدى اليمين المتدين تجاهل ترامب باقي الأقليات، خاصة من السود والهسبانيك مهاجري أميركا اللاتينية، ووضع خطابا سياسيا استهدف قاعدة الحزب الجمهوري الانتخابية بوجه خاص، فكان له الفوز بتزكية الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة.

لكن سرعان ما تبين أن الطريق إلى البيت الأبيض غير مضمون إذا اعتمد ترامب على صوت الناخبين البيض فقط.

يحتاج الفائز بالبيت الأبيض إلى 65% من أصوات الناخبين الأميركيين من البيض، بالإضافة إلى دعم إضافي من أصوات السود والهسبانيك لضمان أغلبية مريحة.

وبدا واضحا في أغسطس/آب الجاري أن ترامب أدرك أنه لن يفوز بالرئاسة لأنه لن يحظى بما يكفي من أرقام، ولأنه أغضب أيضا جميع الفئات الانتخابية الأميركية خارج حزبه تقريبا، فالنساء الأميركيات يعتبرنه "عدوا" لا يكن أي احترام لحقوقهن، وملايين الهسبانيك والسود والمسلمين إضافة إلى ملايين المستقلين يرون فيه شخصية انعزالية وعنصرية متعجرفة.

عملية محسوبة
ويرى كثير من المعلقين الأميركيين أن ترامب اضطر إلى تغيير خطابه واستبدال شخصيات حملته نتيجة لكل العوامل المذكورة ضمن عملية "محسوبة".

وتقول الصحفية جي نيوتن التي تتابع حملة ترامب إن تحركاته الأخيرة وتلك التغييرات التي يوحي بها إنما تستهدف الناخبين الأميركيين الذين لا يمكنهم التصويت لأي مرشح يعتبرونه عنصريا.

وتوضح نيوتن أن ترامب يغير مواقفه ويصيغها بلغة أقل هجومية لأنه "يستهدف البيض من الناخبين في ضواحي كبريات المدن ويحاول الحديث إلى الأقليات وفئة النساء الناخبات".

وعلى بعد شهرين من الاستحقاق الانتخابي بدأ ترامب بالفعل يتوجه في حملته إلى الهسبانيك والسود الذين سبق وانتقدهم واجتمع ببعض قياداتهم، وقال إنه المرشح الأقدر على إخراج تلك الأقليات من حياة العنف والجريمة والفقر.

غير أن منتقدي ترامب يقولون إن محاولاته جلب أصوات الأقليات -التي ستصوت بقوة على ما يبدو لهيلاري كلينتون– لن تنجح، وإن كل ما جناه هو نفور الأقليات من شخصيته ومن الحزب الجمهوري الذي أصبح يبدو وكأنه حزب للعنصريين والمتعصبين.

المصدر : الجزيرة