عيد السوريين.. فرح في ربوع الفجيعة
لكن هؤلاء الذين بدت عليهم مخايل الفجيعة لم يقصدوا حدائق ولا متنزهات لأنه لا وقت ولا مكان للترفيه في سوريا بعد خمسة أعوام من الحزن والانتحاب.
لقد كانت المقابر وجهتهم الأولى للترحم على أبناء وإخوة وأصدقاء خطفهم المنون في سنوات انهمرت فيها القذائف والبراميل على قرى كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان.
وفي بلدة الدار الكبيرة في حمص، أظهرت صور مسجلة انتصار البراءة على ظروف القهر، فرسم الصغار بملابسهم ومرحهم وضحكاتهم لوحة أمل في سوريا المكلومة في أطفالها وشبابها وشيوخها.
وفي تير معلة بريف حمص، تحلق الأطفال بالمساجد يرددون ابتهالات وأناشيد دينية ويرجون ربهم الفرج بعد الضيق والعسر بعد اليسر.
وفي أريحا وتيرمانين بريف إدلب ومدن وبلدات أخرى، تكررت المشاهد ذاتها: أمل يمتزج بالخوف وفرح ينغصه الفقد، وصغار رسمت الحرب على وجوههم خريطة مستقبل مجهول.