هل نجح المغرب في صد الخطر الإرهابي؟

In this photo dated Tuesday, Dec. 29, 2015 Moroccan soldiers patrol the United Nations square in Casablanca, Morocco. Moroccan intelligence services are playing a central role in Europe's effort to uncover terrorist threats _ and doubling down with their own security ahead of New Year's festivities. (AP Photo/Abdeljalil Bounhar)
جنود مغاربة يقومون بدورية في إحدى الساحات الرئيسية بمدينة الدار البيضاء (أسوشيتد برس)
عبد المنعم العمراني-الرباط

يرى متابعون للشأن الأمني في
المغرب أن الإستراتيجية التي اتبعتها السلطات لمواجهة خطر الإرهاب حققت نجاحا وإن وصفوه بالنسبي، ويعزى ذلك إلى اعتماد مقاربة متعددة الأبعاد في التعامل مع الخطر الذي تشكله تهديدات الجماعات المسلحة مثل تنظيم الدولة الإسلامية.

ويرى الأستاذ الباحث في مركز الدراسات الأندلسية عبد الواحد أكمير أن ثمة ثلاثة أبعاد في الإستراتيجية المغربية لصد الخطر الإرهابي، يتجلى الأول في تنفيذ سياسة أمنية استباقية تتولاها أجهزة أمنية واستخباراتية مشهود لها بنجاعة عملها.

ويكمن البعد الثاني في الجانب الروحي إذ تتم محاربة ظاهرة التشدد الديني من خلال ما تعرف مغربيا بسياسة إعادة هيكلة الحقل الديني، إذ تم تأطير الأئمة والوعاظ وفق منهجية تعتمد الوسطية وتخاطب الناس بطريقة مبسطة.

‪أكمير: المغرب نجح لحد كبير في محاربة الفكر المتطرف الذي يقود للإرهاب‬ (الجزيرة)
‪أكمير: المغرب نجح لحد كبير في محاربة الفكر المتطرف الذي يقود للإرهاب‬ (الجزيرة)

ويقول أكمير في تصريح للجزيرة نت إن الرباط نجحت إلى حد كبير في محاربة الفكر المتطرف الذي يقود للإرهاب، خاصة عن طريق مراقبة المساجد وأماكن العبادة التي تروج لمثل هذا الفكر.

طلبات تعاون
ويستدل الأستاذ الباحث على هذا النجاح بما تلقاه المغرب من طلبات للتعاون من عديد البلدان مثل غينيا والسنغال وتونس ومالي وفرنسا وبلجيكا، إذ ترسل هذه الدول عددا من وعظاها وأئمتها للتدريب في معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات التابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية.

ويضيف أن البعد الثالث في مجابهة خطر الإرهاب يتعلق بتنمية الإنسان اجتماعيا واقتصاديا، وهو بعد يعتمد بالأساس على سياسات عمومية تهدف إلى محاربة الهشاشة الاقتصادية والإقصاء الاجتماعي الذي تؤدي إليه هذه الهشاشة.

ولتجسيد أهمية البعد الثالث يضرب ساسة المغرب المثل ببرنامجين، الأول هو المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والثاني هو برنامج خاص أطلقته الحكومة العام الماضي يهدف إلى ضخ مليارات الدراهم لتنمية المناطق النائية، خاصة في واحات الجنوب الشرقي وقرى مرتفعات جبال الأطلس والريف.

هذه الإستراتيجية الثلاثية الأبعاد مكّنت المغرب من تجنب أخطار الهجمات الإرهابية منذ الهجوم الذي استهدف في العام 2011 مقهى أركانة في مراكش، والذي خلف 17 قتيلا وعشرات الجرحى.

نجاح نسبي
ويرى الصحفي المغربي رشيد البلغيتي أن تمكن السلطات من منع وقوع هجمات دليل على وجود سياسة استخباراتية وأمنية صارمة، غير أن المتحدث -الذي كان أحد أبرز نشطاء حركة 20 فبراير– ينبه إلى أن نجاح الإستراتيجية المغربية يبقى نسبيا بدليل عدد المغاربة الذين انضموا للقتال في صفوف الجماعات المسلحة في سوريا والعراق، ومحاولات الاستقطاب والتجنيد التي يتم إحباطها بين الفينة والأخرى.

ويبقى المغرب مطالبا في نظر عدد كبير من مواطنيه بدعم إستراتيجيته في مواجهة الإرهاب عن طريق مراجعة برامج نظامه التعليمي، الذي لا يزال إلى حد كبير نظاما محافظا ومنغلقا لا يترك مجالا واسعا لاستعمال الفكر النقدي، وفق ما يقول البلغيتي.

المصدر : الجزيرة