القوى السياسية اللبنانية.. التباين سيد الموقف
وسيم الزهيري-بيروت
وتوجه اتهامات لكل من حزب الله والتيار الوطني الحر بزعامة العماد ميشال عون بالتعطيل بسبب غياب كتلتيهما النيابيتين المتكرر عن حضور الجلسات وتمسكهما بانتخاب عون رئيسا.
ويقول عضو كتلة المستقبل النيابية محمد الحجار إن حزب الله وبتوجيهات من القيادة الإيرانية يريد فرض عون رئيسا أو يرفض تأمين النصاب.
الثمن الملائم
وأضاف الحجار في حديث للجزيرة نت أن الحزب يهدف الى الإمساك بورقة انتخاب الرئيس اللبناني حتى حصول إيران على الثمن الملائم للإفراج عن هذا الاستحقاق.
وبشأن إمكانية فصل الملف اللبناني عن التعقيدات الإقليمية، يقول الحجار إن تيار المستقبل حاول "لبننة الاستحقاق الرئاسي عبر ترشيح زعيم تيار المردة سليمان فرنجية وهو من صلب قوى الثامن من آذار وحليف لحزب الله، لكن حساباتنا لم تكن في مكانها".
دعم تيار المستقبل وصول فرنجية للرئاسة قابله تبني حزب القوات اللبنانية ترشيح خصمها اللدود ميشال عون لهذا المنصب لكن الفراغ استمر.
ويقول وهبة قاطيشا المستشار السياسي لرئيس حزب القوات اللبنانية إن تبني القوات ترشيح عون كان تنازلا لا بد منه لمواجهة ترشيح فرنجية.
وقال قاطيشا إنه لو أراد حزب الله الانتهاء من موضوع الانتخابات الرئاسية لأقنع حلفاءه بدعم ترشيح عون. واعتبر أن حزب الله لا يريد انتخابات رئاسة جمهورية في الوقت الراهن وربما لا يريد الجمهورية ككل، بل يسعى لتأجيل حسم مسألة الاستحقاق الرئاسي حتى اتضاح صورة الوضع الإقليمي.
يتغيب تكتل التغيير والإصلاح عن حضور جلسات انتخاب الرئيس لتمسكه بضرورة التوافق على انتخاب رئيسه عون، ويقول عضو التكتل غسان مخيبر إن فريقه السياسي يصر على انتخاب رئيس للجمهورية يمثل الميثاقية المسيحية الإسلامية بمعنى أن يكون ممثلا لبيئته المسيحية ومقبولا من المكونات الأخرى. وأضاف أن كل مجموعة سياسية تسعى إلى التوافق تعبر عن هذا التوافق بأشكال مختلفة.
جريمة دستورية
وقال مخيبر للجزيرة نت إن البقاء من دون رئيس يشكل جريمة دستورية تشترك فيها كل القوى السياسية، ولا سيما منها تلك المرتبطة بخارج ما يضع "فيتوات" ويستغل اختلافات مرشحين لبنانيين لتعطيل عملية انتخابية إن لم تكن وفق معايير تحددها هذه المصالح الخارجية.
وقال عضو كتلة التنمية والتحرير ميشيل موسى إن رئيس البرلمان نبيه بري سيستمر بتوجيه دعواته لجلسات الانتخاب.
ونفى موسى علمه بحصول أي مبادرات جديدة في هذا الموضوع، وأكد أن الاهتمام بات منصبا اليوم على دراسة مشاريع قوانين الانتخابات النيابية إضافة إلى الانشغال بالانتخابات البلدية والاختيارية.
بدوره، يواصل اللقاء الديمقراطي بزعامة وليد جنبلاط دعمه ترشيح عضو اللقاء النائب هنري حلو لتولي منصب رئاسة الجمهورية انطلاقا من مقاربة توافقية كونه ينتمي إلى تكتل وسطي، لكنه يبدي في الوقت نفسه استعداده للتوصل إلى مرشح توافقي.
وقال أمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر إن تعثر انتخاب رئيس للجمهورية ناتج عن الانقسام الداخلي وعدم وجود تسوية إقليمية لأزمات المنطقة، مشيرا إلى أن هناك قوى سياسية مصرة على التعطيل وعدم ممارسة العملية الديمقراطية بشكلها الطبيعي، إضافة الى ارتباط أطراف سياسية بالأزمة الإقليمية.
يشار إلى أنه منذ ما قبل انتهاء ولاية رئيس الجمهورية الأسبق ميشال سليمان دأب رئيس البرلمان نبيه بري على الدعوة لعقد جلسات انتخابية بشكل دوري لكن من دون جدوى.