هل عصفت المواقف السياسية بمصداقية الأزهر؟

جامع الأزهر - الموسوعة
المواقف السياسية لمؤسسة الأزهر تضعها في عين الإعصار (غيتي)

دعاء عبد اللطيف-القاهرة

إن "مئات الطالبات الأزهريات مغتصبات ومئات الشباب الأزهري من حافظي القرآن في السجون وفق تقارير حقوقية دولية.. كيف لا يدافع الأزهر عن أبنائه؟".

بتلك الكلمات لخص خريج جامعة الأزهر عرفان ضيوف -وهو سنغالي الجنسية- ألمه من موقف مؤسسة الأزهر التي درس بها علوم دينه، خلال ندوة عقدت قبل يومين بالعاصمة السنغالية دكار، وجمعت بين ممثلين عن دار الإفتاء المصرية وعلماء دين من البلد المضيف.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تتضمن كلمات ألقاها سنغاليون أمام وفد دار الإفتاء، ينتقدون فيها مؤسسة الأزهر لتأييدها سلطة الانقلاب في مصر.

واستطرد الخريج الأزهري في كلمته ليحذّر من خطورة تلك الندوة على الأمن القومي السنغالي، كون بلده هو الوحيد في دول غرب أفريقيا التي لم تشهد انقلابا عسكريا، وأردف "لا نريد استيراد ثقافة الانقلاب.. نريد الحفاظ على استقرار السنغال".

‪علماء سنغاليون في لقاء مع وفد الأزهر بدكار‬ (ناشطون)
‪علماء سنغاليون في لقاء مع وفد الأزهر بدكار‬ (ناشطون)

فضل الانقلاب
ووجه عالم دين سنغالي سؤالا إلى الحضور المصري عن ماهية فضل الانقلاب في الإسلام، من منطلق تأييد الأزهر لما يحدث في مصر، بينما قال آخر إن الشفقة والرحمة التي يتحدث بها علماء الدين المصريون لا تتناسب مع ما يتصف به رئيسهم الذي وجه رصاصا حيا تجاه شعبه وسجن آلاف الشباب.

وحذّر علماء دين في حديثهم إلى الجزيرة نت من خطورة انحسار دور الأزهر داخليا وخارجيا بسبب مواقفه السياسية المنحازة للسلطة انقلابية، ومخاطر ذلك على الدعوة بشكل عام.

الأمن المصري يحاول اقتحام مدخل جامعة الأزهر عقب احتجاجات داخله (رويترز-أرشيف)
الأمن المصري يحاول اقتحام مدخل جامعة الأزهر عقب احتجاجات داخله (رويترز-أرشيف)

وكان بيان صدر الأسبوع الماضي عن الأزهر يعلن عن زيارة مرتقبة لشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب إلى دولتي السنغال ونيجيريا في أولى جولاته الأفريقية منذ توليه منصبه.

انحسار أزهري
من جهته، قال عضو جبهة علماء الأزهر الشيخ محمد عوف إن القائمين على أمر الأزهر لم يعد لهم دور بعد الانقلاب العسكري سوى التأييد والمباركة للسلطة، وتسخير قوى أكبر مؤسسة دينية إسلامية لأهل السُنة فى العالم لخدمة أهداف العسكر فى مصر.

وكشف الشيخ عوف -في حديثه للجزيرة نت- عن عقد اجتماع سري عقد منذ حوالي سبعة شهور بمشيخة الأزهر، وانتهى بالاتفاق على دعم الانقلاب خارجيا من خلال زيارات أزهرية لعدة دول، وقد بدأ د. الطيب ببلدان أوروبية، إلى جانب إعطاء العلماء المقيمين بالخارج منشورات دورية ودورات تدريبية تفيد في تسويق وشرعنة السلطة المصرية.

وأوضح عضو جبهة العلماء أن الدور الحالي للأزهر أفقده ثقة المسلمين، وهو ما يؤثر سلبا على الدعوة بنفور الناس وإعراضهم عن سماع نصائح العلماء.

‪جانب من مؤتمر لدار الإفتاء بالقاهرة‬ (الجزيرة)
‪جانب من مؤتمر لدار الإفتاء بالقاهرة‬ (الجزيرة)

تضليل
وبدوره، رأى الشيخ محمد رجب سالم -الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف- أن الدور الدعوي للأزهر انحسر بشدة في الفترة الأخيرة، مستشهدا بما جرى في ندوة السنغال.

وأضاف الشيخ سالم للجزيرة نت أن أهل السنغال كانوا يرفعون الأزهريين على الأعناق فيما مضى، موضحا أن تخلي الأزهر عن مناصرة الحق أفقده مكانته في قلوب الناس. 

ومن جانبه، نفى مستشار مفتي الجمهورية د. مجد عاشور -في تصريح صحفي- إرسال دار الإفتاء أي وفد إلى السنغال، موضحا أن الفيديو متداول منذ عامين ماضيين وتم الرد عليه.

كما اتهم وكيل مشيخة الأزهر د. عباس شومان ناشري الفيديو بالتضليل، موضحا أن المقطع المنتشر ركز على نشر حديث الجانب السنغالي ولم يظهر رد الوفد المصري، وتابع "لا أعتقد أن العلماء المصريين عجزوا عن الرد على هذا الكلام التافه".

المصدر : الجزيرة