انتشار مطاعم الوجبات السريعة في مقديشو

سجل في الآونة الأخيرة انتشار مطاعم الوجبات السريعة بالعاصمة الصومالية مقديشو، نتيجة الهدوء والاستقرار النسبي الذي تتمتع به العاصمة، وذلك بعد انتقال المواجهات المسلحة إلى خارج العاصمة بين قوات الحكومة الصومالية وحلفائها من القوات الأفريقية لحفظ السلام من جهة، وبين مقاتلي حركة الشباب المجاهدين من جهة أخرى.

وتقدم هذه المطاعم وجبات غذائية غير تقليدية لم تكن مألوفة لدى الصوماليين، منها البيتزا وأنواع مختلفة من لحم الدجاج والبطاطس المقلية إلى جانب المشروبات الغازية وأنواع أخرى من عصير الفواكه المحلية التي تتم معالجتها بطرق مختلفة.

كما توفر مطاعم الوجبات السريعة مساحات خضراء مشجرة ولها ديكورات جميلة يلتقط الزوار فيها صورا جميلة، لنشرها في صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

ونتيجة للاستقرار النسبي بدأ مئات من المغتربين الصوماليين العودة من المهجر، وحرصوا على تطبيق خبراتهم التي اكتسبوها في بلدان الاغتراب لتوفير فرص استثمارية غير تقليدية.

وتوزعت استثماراتهم في مجالات المطاعم والفندقة واستيراد البضائع المختلفة وتصدير المواشي والمنتجات الزراعية.

مبادرات
لكن هذه المبادرات لم تعد حكرا على المغتربين فقط، فمجموعة من الشباب المحليين الذين ترعرعوا ودرسوا في الصومال تمكنوا من اقتحام السوق والاستثمار في مجال مطاعم الوجبات السريعة، وفقا لعبد المجيد طاهر الذي أسس مطعما متخصصا بالبيتزا.

ولفت طاهر إلى أن في الصومال فرصا كثيرة يستطيع الشباب الانخراط فيها لتحقيق الكسب بدلا من الجلوس من دون عمل بحجة قلة فرص التشغيل، مذكرا بأنه وفريقه لم يغادروا قط الصومال واستطاعوا أن يخوضوا تجربة استثمارية غير تقليدية، ومضيفا أن مرتادي المطعم ليسوا شريحة واحدة وإنما خليط من جميع شرائح المجتمع.

وعن سبب اختياره هذا المجال، يقول طاهر إن هذه الخطوة تجربة واعدة كون البلاد تخرج من مرحلة الحرب الأهلية، والمواطنون بحاجة إلى أماكن للترفيه والتنزه في أوقات الفراغ تمسح عن ذاكرتهم المشاهد المريرة التي علقت فيها من الفترة السابقة، إلى جانب توفير فرص عمل للشباب العاطلين، مشيرا إلى أن مطعمه يوفر فرص عمل لأكثر من ثلاثين شخصا.

مخاطر
ويقول الأستاذ في جامعة مودرن في العاصمة الصومالية مقديشو عبد الواحد محمد حسين إن افتتاح مطاعم الوجبات السريعة أمر له إيجابيات، فهو خطوة تسد فراغا في سوق الاستثمار وتوفر فرص عمل لكثير من العاطلين عن العمل وسيحصل مالكو العقارات على فرص لإيجارها لأصحاب المطاعم، كما تساهم في تشجيع عودة المغتربين واستثمارهم في بلدهم.

واستدرك حسين بالقول إن الوجبات السريعة وإدمانها لا يخلو من مخاطر صحية واجتماعية، فهي تساهم في انتشار البدانة وأمراض باطنية عدة، كما تساهم في التفكك الأسرى لأنها ستزيح الوجبات المنزلية -التي تعتبر من عوامل تماسك الأسر وترابطها القوي- من مكانها.

ويعتقد كثيرون من أهالي مقديشو الذين عايشوا سنوات من الحرب الأهلية الطاحنة وكانت أولويتهم فيما سبق الأمن والسلامة، أن انتشار مطاعم الوجبات السريعة خطوة إيجابية وجاءت في وقتها المناسب، لأنها تأتي بعد سنوات من غياب أماكن الترفيه والتنزه.

وقالت فردوسة محمد علي للجزيرة نت إنه لم تكن هناك في السابق أماكن في مقديشو للتنزه وقضاء وقت ممتع، فجاءت مطاعم الوجبات السريعة لتسد هذه الثغرة، معتبرة أنها خطوة تستحق التشجيع.