ترحيل الشماليين من عدن.. أبعاده ودوافعه

محلات مفتوحة في عدن يديرها شماليون
محلات في عدن يديرها شماليون (الجزيرة نت)

فضل مبارك-عدن

رغم تراجع السلطات الأمنية بعدن عن ترحيل أبناء المحافظات الشمالية، فإن القرار أثار لغطا كبيرا وتبادلا للاتهامات بين عدة أطراف سياسية وفي أوساط الشارع اليمني.

وكانت حملة أمنية استمرت أربعة أيام في عدن تم خلالها ترحيل أكثر من ألف من أبناء المحافظات الشمالية الذين لا توجد بحوزتهم أوراق ثبوتية، وبررت اللجنة قرارها بأنه يصب في إطار الخطة الأمنية الشاملة التي تهدف لخلق الأمن والاستقرار والحد من عمليات الاغتيالات التي تزايدت بعدن.

وعلق الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي على الحملة بأنها مرفوضة. وبينما ذهب وزير الخارجية عبد الملك المخلافي إلى وصف قرار الترحيل بالجريمة والممارسة العنصرية، امتدح وزير الدولة هاني بن بريك القرار، قائلا إن الحملة لا تغضب إلا من يريد خلط الحق بالباطل.

وقالت قيادات في المقاومة الشعبية المسند إليها تنفيذ الحملة إن القرار جاء بالتنسيق مع دول التحالف العربي الذي "يساند السلطات اليمنية في مواجهة الانقلابيين".

‪شرطة عدن تفرض إجراءات مشددة لملاحقة المسلحين‬ (الجزيرة نت-أرشيف)
‪شرطة عدن تفرض إجراءات مشددة لملاحقة المسلحين‬ (الجزيرة نت-أرشيف)

الشارع الجنوبي
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من نصف مليون من أبناء المحافظات الشمالية في محافظة عدن يمارسون أعمال البناء ويحتكرون الأعمال في المطاعم والخضار والفواكه والباعة المتجولين.

ومع نشوب الحرب في عدن والمحافظات الجنوبية الأخرى ضد مليشيا الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، رصدت أطراف في المقاومة الجنوبية المئات من هؤلاء يقاتلون في صفوف الحوثي وقوات صالح، وهو الأمر الذي أثار في الشارع الجنوبي امتعاضا تجاه أبناء المحافظات الشمالية.

غير أن أصواتا جنوبية تعالت رافضة لتعميم الاتهام، مشيرة إلى أن معظم الموجودين أناس أبرياء لا علاقة لهم بالأحداث وأنهم في عدن للبحث عن لقمة عيش كريمة.

وإزاء ذلك، اعتبر الناطق باسم محافظة عدن نزار أنور أن الحملة طبيعية جدا بل وواجبة وطنية بهدف الحفاظ على الأمن، مشيرا إلى أنه ليس المقصود منها أبناء المحافظات الشمالية بل من يثبت تعاونهم مع الانقلابيين. 

وفي مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية، استعرت حرب إعلامية حيث تم تبادل الاتهامات والتخوين وعبارات التجريح، واستغلت كثير من الأطراف هذه القضية لتصفية حساباتها مع بعضها البعض، وأخذت أبعادا سياسية واجتماعية.

وتفاقم الأمر، حتى دعا كتاب ومثقفون ونشطاء من الشمال إلى التعامل بالمثل مع أبناء المحافظات الجنوبية الساكنين والعاملين بالعاصمة صنعاء والمحافظات الشمالية.

يُذكر أن الحراك الجنوبي الذي يدعو إلى فك ارتباط جنوب اليمن عن شماله نفى أن يكون وراء حملة ترحيل الشماليين، غير أنه أبدى تأييده لها، معتبرا أنها تتماشى مع جملة الخطوات المتخذة بشأن خلق الأمن والاستقرار. وقال الكاتب والقيادي بالحراك أحمد الربيزي إن هذا التصرف احترازي جاء استجابة لمطلب أمني مؤقت وليست له أبعاد سياسية.

المصدر : الجزيرة